رئيس التحرير
عصام كامل

السفير جمال بيومى مستشار وزير التعاون الدولي: مؤتمر شرم الشيخ "فاترينة" لعرض فرص الاستثمار.. وفاة الملك عبدالله لن تؤثر على نتائج المؤتمر والأحداث الإرهابية أمور عارضة.. لن نمنع قطر وتركيا من المشاركة


قال السفير جمال بيومي مستشار وزير التعاون الدولى وأمين عام وحدة الشراكة المصرية الأوربية بالوزارة: إن مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى لن يتأثر برحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز مشيرا إلى أن الأحداث الإرهابية التي تمر بها مصر عارضة ولن يكون لها تأثير سلبى على مجريات المؤتمر.


وأضاف بيومى: أنه لن يتم منع قطر أو تركيا من المشاركة، مشيرا إلى أن المؤتمر فرصة جيدة لاستعراض الإصلاحات الاقتصادية.. وإلى نص الحوار:


* كم عدد المشروعات الاستثمارية التي سيتم عرضها بمؤتمر القمة الاقتصادية؟
الكلام النهائي يدور حول 20 مشروعا استثماريا، وهو عدد قليل للغاية، إذ أنه كان ينبغي طرح أكبر عدد من المشروعات، بعيد عن الحسابات المتعلقة بالطلب، فليس في كل الأحوال يكون العرض بناء على الطلب، فعلينا أن نقدم خريطة بكل ما لدينا وللمستثمر حرية الاختيار.

*إلى أي من القطاعات سيتم توجيه تلك الاستثمارات؟
ستحتل الاستثمارات في قطاعي البنية الأساسية والطاقة النصيب الأكبر من المشروعات الاستثمارية المتاحة، خاصة أن نقص الطاقة يعيق استكمال مشروعات استثمارية في صناعات عديدة.

*هل سيكون للمشروعات الصغيرة والمتوسطة نصيب في المؤتمر الاقتصادي؟
بالطبع سيكون لها نصيب، فالمشروعات الصغيرة والمتوسطة هي عنصر أساسي في مكونات الإنتاج.. وبالتالي فمن غير المنطقي أن نتجاهل قطاعا بهذه الأهمية في مؤتمر كبير مثل مؤتمر مصر المستقبل.

*هل سيكون هناك موقف معادٍ للمشاركة القطرية أو التركية بالمؤتمر؟
ليس هناك أي مواقف معادية لأي من الدولتين فقطر ستشارك بالمؤتمر شأنها كشأن أي دولة أخرى.. ولكننا نرفض مشاركة الرئيس التركي طيب أردوغان.. وذلك رد فعل طبيعي للتجاوزات التي ارتكبها في حق مصر، ولكن هذا لا يعني منع مشاركة المستثمرين الأتراك.

*هل ستعتمد الدولة على المستثمر الأجنبي بشكل أكبر من المستثمر المحلي المصري في مؤتمر القمة الاقتصادية؟
هذا الكلام غير منطقي بالمرة فالدولة ستطرح الاستثمارات على مستثمرى الداخل والخارج على حد سواء.. فالمتابع للأوضاع يعرف جيدا أن مساهمة الاستثمارات المصرية هي الأكبر في مصر، وبالتالي فإن الاعتماد على المستثمر المصري لا يقل بأي شكل عن نظيره الأجنبي.

*هل سيساعدنا هذا التجمع في استعراض الإصلاحات الاقتصادية؟
بالطبع فالحكومة تعي جيدا أن المؤتمر ليس مجرد فرصة لطرح الفرص الاستثمارية، وإنما هي أيضا فرصة جيدة لاستغلال الحشد العالمي في استعراض الإصلاحات الاقتصادية.

* ماذا عن المشروعات القومية التي ستطرح بالمؤتمر؟
الدولة بدأت بالفعل في طرح المشروعات القومية.. وهي لا تنتظر المؤتمر الاقتصادي الذي يعتبر في الوقت ذاته فرصة لمزيد من الترويج وجذب الاستثمارات لتلك المشروعات وعلى رأسها تنمية محور قناة السويس.

* لماذ تم إسناد ملف المؤتمر الدولى لوزارة التعاون الدولى وليس الاستثمار؟
في واقع الأمر وعلى أرض الواقع فإن الملف التنظيمي بأكمله تركته الحكومة لشركة أجنبية وهو ما نتج عنه العديد من الثغرات المتعلقة بالتنظيم، وبالتالي فلم تصل الدعوات لعدد كبير من المستثمرين مثل اتحاد المستثمرين العرب، كما أن العديد من الجهات المعنية وفي مقدمتها وزارة الداخلية لا تعلم شئيا عن تفاصيل وأخبار المؤتمر.

* وما تأثير ذلك على المؤتمر؟
لن يؤثر ذلك على المؤتمر الاقتصادي الذي سيحرص على حضوره ممثلون من كافة الدول العربية والمستثمرين من كل مكان، والمنظمات والشركات الدولية أيضا.

*هل تتأثر القمة الاقتصادية بوفاة الملك عبد الله الذي كان أكبر الداعمين للمؤتمر وهو من دعا إليه؟
لن يتأثر المؤتمر بذلك لأن سياسات المملكة السعودية واضحة وثابتة.. وما لم يعرفه الجميع أن الملك سلمان بن عبدالعزيز هو الذي كان يسير أعمال السعودية قبل توليه مقاليد الحكم وأثناء مرض الملك عبد الله قبل وفاته، وبالتالي فلا مجال للحديث عن تغير سياسة السعودية مع تولي سلمان الحكم.

* وهل ستتأثر بالأحداث الإرهابية التي شهدتها مصر خلال الفترة الماضية؟
تؤثر مثل هذه الأحداث سلبا على المزاج العام فقط، ولكنها لن تطال التدفقات الاستثمارية القادمة إلى مصر، فالمستثمر الجاد يعرف الفرص التي يستهدفها جيدا ولا تؤثر عليه مثل هذه الأحداث العابرة.

* توقع عدد من المؤسسات الدولية أن يعاني الاقتصاد العالمي من حالة ركود.. هل سيؤثر ذلك سلبا على الاستثمارات الخارجية المتوقع جذبها خلال المؤتمر؟
هذه التوقعات من قبل المؤسسات الدولية انقلبت خلال الأيام القليلة الماضية إلى تفاؤل بتحسن الأوضاع الاقتصادية العالمية واستعادتها لعافيتها.. ومن ناحية أخرى أصدر صندوق النقد الدولي تقارير إيجابية بشأن الاقتصاد المصري.. وكلها أمور تفتح الأبواب أمام دخول المزيد من الاستثمارات الخارجية ومن ثم ارتفاع معدلات النمو وتوفير فرص عمل جديدة للشباب.

* هل سيؤثر تراجع أسعار النفط على المشاركة العربية بالمؤتمر؟
لن يؤثر انخفاض أسعار البترول العالمية على الاستثمارات العربية القادمة لمصر.. خاصة أن هذا الوضع مؤقت وسينتهي آجلا أم عاجلا.. كما أن الاقتصاد الخليجي قادر على تجاوز مثل هذه الأزمات المؤقتة سريعا.

* ماذا لو لم يقبل المستثمرون على المشاركة بالمشروعات المطروحة بالمؤتمر؟ هل سيكون هناك بدائل لتمويلها؟
إن مؤتمر مصر الاقتصادي هو فرصة لطرح المشروعات الاستثمارية التي بدورها تساهم في دفع عجلة الاقتصاد المصري.. ولكن الأمر لن يقف عند المؤتمر فالمشروعات التي لن يقبل عليها المستثمرون خلال المؤتمر سيقبل عليها غيرهم في أوقات لاحقة، ولا داعي للقلق، فالاستثمار في مصر لم يتوقف قبل المؤتمر ولن يتوقف بعد المؤتمر بطبيعة الحال.. وقد يأتي المستثمرون خلال المؤتمر بمشروعات لم تكن متوقعة.

* في رأيك ما الذي يدفع المستثمر للمشاركة في الاستثمارات التي سيطرحها المؤتمر؟
مصر سوق كبيرة وبوابة لكل من أفريقيا والعالم العربي، وهي عضو في الكوميسا وفي منظمة التجارة العالمية، إلى جانب اتفاقية التعاون بين الاتحاد الأوربي ومصر، بالإضافة إلى كون مصر دولة انفتاح اقتصادي، وكل هذه الأمور تجعلها سوق جاذبة للاستثمار، وليس هذا كل شىء بالطبع.

* نجاح المؤتمر ماذا يعني للاقتصاد المصري؟
يجب أن نضع الأمور في نصابها الحقيقي.. فالمؤتمر ليس عصا سحرية لجميع المشكلات الاقتصادية كما يحاول البعض الترويج لذلك.. ولكنه فرصة كبيرة لجذب الاستثمار كما قلنا وهو بمثابة الدعاية و"الفاترينة" التي سنعرض من خلالها الاستثمارات في القطاعات المهمة.. لكنه ليس كل شىء.. فالاقتصاد المصري ينمو بمعدلات جيدة ومطمئنة.. والمؤتمرات "جاية كتير".. ولدينا في مصر وزارة للاستثمار تعمل على جذب الاستثمارات طوال العام.
الجريدة الرسمية