نجاح المخططات
هل فشلت السياسات التى وُضِعَت بعد الثورة أم نجحت؟..وهل كان هدف تلك السياسات إنجاح أهداف الثورة أم إفشالها؟..وهل قصدت نمو مصر وازدهارها أم تعويقها ثم إخضاعها بعد ذلك؟
لقد عاشت مصر لحظات مجيدة أيام الثورة قلما يصادفها بلد فى تاريخه، كانت كافية ودافعة أن تعيد بناء أمة عظيمة ورائدة على أسس راسخة، إن تُرك الحراك الثورى يؤتى أُكُله، ولكن تم ضرب الثورة فى مقتل، وبعد تحولها لحركة دستورية اتهِمَت سياسات الإخوان بالفشل وعدم الجدية وغياب الإدارة، كما اتهمنا النظام المباركى بذات التهم من قبل، والحقيقة كانت عكس ذلك تمامًا فقد نجحت السياسات التى وُضِعت له من قبل لتحقق أهدافها فى إفشال وتحجيم دور مصر وإفقارها وشد وثاقها خلف الخطوط الحمراء التى رُسِمَت لها فلم تتعداها .
وبعد الثورة فُرِضَت السياسات الماكرة لضرب مصر وشعبها، الذى تجرأ وتمرد على الحكومات العميلة والتى نصبها الأمريكيون لكبح جماح الكبرياء الوطنى ولمنع بعث الكيان الإمبراطورى المصرى ثانية والذى أسسه محمد على باشا، والذى كان يضم مصر والسودان والشام وجنوب الأناضول والحجاز وجزيرة كريت، فكان شرق البحر المتوسط والبحر الأحمر بالكامل بحورًا مصرية خالصة.
وتم بعدها زرع إسرائيل ككيان معادٍ معززة بسياسات مدمرة تنفذها حكومات عميلة أو مفسدة فى المنطقة كوسيلة غربية لإيقاف وشل قدرة مصر على مستوى الحراك الإقليمى والدولى فى المقام الأول، وهاهى السياسات المدمرة تطل من جديد مع تكريس الخطط الأمريكية لأحداث الفوضى الشاملة، والتى من شأنها إدخال مصر فى نفق مظلم من الصراعات والتفكك والانهيار، وقد كان مبارك يعرف تلك الخطط ويلوح بها مهددًا ويقول أنا أو الفوضى.
وورث الإخوان النظام المباركى إثر اتفاق مع الأمريكيين ليحملوا إرث كل تلك السياسات ويقوموا باستكمالها مقابل الحكم، وعليه لم تفشل السياسات الاقتصادية بل نجحت فى الإفقار والإذلال، ولم يفشلوا مع الملف الأمنى بل نجحوا فى توجيه عناصر الفوضى فى الشارع والدولة، ويظنون أن هدم أسس الدولة المصرية المتوافق مع هدف الأمريكيين تسهيلاً لهم فى ترتيب البيت المصرى بعد ذلك وفق مخططهم الإخوانى النابع من مفاهيم التكفير والإقصاء والمغالبة والتمكين، إنهم يدفعون البلاد للفشل والفوضى ثم الاقتتال والحرب الأهلية.. وهم يعلمون.