الرئيس مرسى بلا شرعية وطنية
ليست الأزمة من يحكم مصر وماهو توجهه السياسى والحزبى وهل هو تابع لتيار دينى أو مدنى وإنما الأزمة الحقيقية كيف يحكم مصر والأهم كيف يقنع الشعب بأنه على قدر المسئولية وعند حسن ظن مؤيديه وكل من ساندوة للعبور للرئاسة عبر صناديق الانتخابات، فالرئيس فى ظل الثورات العربية المنقذ والملهم، والبعض تطرف فى وصفه بأنه اختيار ربانى وصانع المعجزات وفى الحالة المصرية نرى أن الشرعية الوحيدة التى يتمسك بها الرئيس ودائم الكلام عنها هى شرعية الصناديق وأنه منتخب جاء بإرادة شعبية وهذا حقيقى، ولكن هل الرئيس يحتاج فقط شرعية الصناديق أم هى بوابة للعبور للشرعية الحقيقية وهى احترام الشعب وتقديره.
الرئيس مرسى يحكم مصر منذ نحو 8 أشهر فى ظل مدته الرئاسية الأولى ولا يمتلك حتى الآن غير شرعية الصناديق وبالعكس سقطت شرعيات كثيرة كان الشعب ينتظرها من الرئيس، خاصة أنه وصل للحكم من ميدان الثورة ومن رحم تيار دينى يدعى الإصلاح والعمل على تطبيق شرع الله ومن أهم الشرعيات المفقودة فى حكمه:
1-الشرعية الأخلاقية والقصد عدم وفاء الرئيس بوعوده وتطبيقه شعارات ومبادئ الثورة، فنحن لانرى منذ جلوسة على عرش مصر شىء يتحقق على أرض الواقع بل الأمور تزداد تدهورًا، وذلك ما جعل عددًا لا بأس به يُهاجم الرئيس ويُعلن العصيان عليه، والبعض الآخر اعتبره رئيسًا غير شرعى للبلاد.
2-الشرعية الثورية وهى الكارثة الحقيقية المفتقدة فى حكم الرئيس وسياساته، فهو لم يفعل شيئًا لإصلاح أحوال البلاد ولم يقم بتطهيرها من الفساد واستعادة أموال المصريين المنهوبة، بل بالعكس الرئيس لا يحترم القانون والدستور ويفعل ما يشاء وخلق حالة من العدائية والتربص بينه وبين المعارضة المصرية.
3-شرعية الدم والضمير فالرئيس يري كل يوم مزيد من الدماء تسفك فى بعض محافظات مصر إحتجاجآ على طريقة حكمة للبلاد ولا يفعل شيئًا ويترك مساحات الاختلاف والعصيان ضدة تتزايد وتتسع والأهم أنه لا يقدم للشارع إجابة واضحة على سؤال معلن من يحرق مصر.
4-شرعية النهضة، فلم يفعل الرئيس شيئًا لينهض بمصر سوى المزيد من الوعود والتصريحات التى لا تسمن ولا تغنى من جوع، بالعكس الجميع يعلم أن حكومته لا تفعل شيئًا سوى المزيد من الضرائب ورفع الأسعار والتسول عالميًا لطلب مزيد من القروض، والأهم هو أن الرئيس وحزبه وجماعته مازالوا يُحاولون خداع الشعب بمشروع الفنكوش "النهضة" سابقًا.
5- شرعية السلام الاجتماعى فهو لم يفعل شيئًا لإنقاذ هذا الوطن من كوارثه الاجتماعية بالعكس الشعب ينقسم ويمزق وتظهر فى مصر سلوكيات جديدة لم يعتد المصريون عليها وهى نتيجة غياب الدور الرئاسى والحكومى فى حل مشكلات المواطنين بالعكس، فهم يدفعون الناس للاعتصام والإضراب للحصول على حقوقهم، ولن أتحدث عن أخونة الدولة وآثارها فى تدمير السلام الاجتماعى، فهى تجعل مصر أبشع من حكم العسكر، فلا مقياس لعلم ولا خبرة، المعيار الوحيد الانتماء لجماعة الإخوان.
الرئيس مرسى يحصد ما زرع، وعليه أن يتعلم الدرس مما سبقوه والنزول للشارع، فالمواطنون هم مقياس نجاحه أو فشله وإن استمر فى عناده وتخبطه وإصراره الواضح على تجاهل مطالب المواطنين والقوى السياسية، فهو الوحيد الذى يحصد نتيجة كل ذلك، ولن تهدأ مصر ولن يستمر طويلًا، فالغضب الشعبى قادر على فعل المعجزات..