رئيس التحرير
عصام كامل

الطغاة قادمون


ارتباط قطاعات عريضة في مجتمعاتنا العربية بالحكام الديكتاتوريين ظاهرة محيرة تحتاج تفسيرًا أكثر واقعية ومنطقية مما يردده أساتذة علم النفس والاجتماع.


الكثيرون ما زالوا يحبون صدام حسين رغم أنه نموذج للحاكم المستبد وأسلوبه في إدارة الدولة بالقمع والقتل والإبادة كان السبب الأساسي في تدمير العراق وإهدار حق المواطن العادي في الحياة لأتفه الأسباب.

وحالة القذافي خير تجسيد لهذه الظاهرة.. أهدر ثروات ليبيا في إرضاء عبثه وجنونه فلم يترك دولة ذات مؤسسات.. ولو حكمها رجل رشيد لكانت من أغنى وأقوى دول المنطقة.. ومع ذلك هناك من يردد "ولا يوم من أيام القذافي".

وفي سوريا الشعب قام بثورة سلمية من أجل الحرية والكرامة.. وتعامل معها بشار الأسد بكل أساليب الطغاة.. وظلت هذه الثورة سلمية لأكثر من عام، حتى لجأ بشار إلى استقطاب الجماعات المتطرفة لتشويه ثورة شعبه وتصدير صورة مغايرة للواقع باعتبارها مواجهة بين نظام ومجموعات إرهابية ولا يعنيه خلق كيانات إرهابية تهدد المنطقة.. ولا يهمه قتل وإبادة مئات الآلاف من المواطنين الأبرياء.. المهم هو بقاؤه في الحكم حتى لو تحقق ذلك على أنقاض سوريا.

وما يحدث في اليمن حاليًا سببه الرئيسي علي عبد الله صالح الذي يسعى للعودة للحكم على حساب تمزيق بلده وإشعال الحرب الأهلية في شتى ربوعه.

وحسني مبارك الذي تسبب في تجريف مصر سياسيًا واقتصاديًا وأخلاقيًا واجتماعيًا طوال 30 عامًا.. أهدر كرامة المواطن.. حول معظم المصريين لفقراء ومرضى ويائسين ومحبطين.. أفقد مصر دورها الريادي.. نصب ابنه حاكمًا فعليًا للبلاد في السنوات الأخيرة التي سبقت قيام ثورة 25 يناير فتحولنا إلى دولة ضعيفة يتجرأ علينا الصغار.. ورغم كل ذلك هناك قطاع من المواطنين يقول "ولا يوم من أيامك يا أبو علاء"!
الجريدة الرسمية