رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. «الوجه الآخر لسقارة السياحية».. أهالي القرية يعانون من انتشار القمامة والروائح الكريهة.. تفشي الأمراض بين المواطنين بسبب تلوث مياه الشرب.. والمسئولين «ودن من طين وأخرى


تعتبر قرية سقارة من أهم قرى جنوب الجيزة، نظرًا لما تحتويه من أثريات أهمها هرم سقارة والمنتجعات السياحية المحيطة به، والتي يأتى إليها السياح العرب والأجانب من كافة أنحاء العالم، ولكن إذا تعمقت وتجولت في باقى أحياء القرية السكنية، ووسط الأهالي ستشهد مالا يسر نظرك، وكأنك ذهبت لقرية أخرى من هول ما ستراه من سوء أحوال القرية.


فبمجرد أن تطأ قدميك المنطقة السكنية بقرية سقارة وتتجول وسط المنازل والبيوت الريفية ستشم رائحة «الطرنشات الكريهة»، التي يتم سحب مياه الصرف الصحي منها بإحدى العربات المخصصة لذلك «سيارات الكسح»، بالإضافة إلى تدهور حال الطرقات وعدم رصفها، وانتشار القمامة في أرجاء القرية ما يؤدى إلى انتشار الأوبئة والأمراض، وتلوث مياه الشرب بالمنازل والتي أدت إلى تفشى مرض الفشل الكلوى بين الأهالي.

عدسة «فيتو» تجولت في القرية لرصد معاناة أهالي سقارة ومعرفة مشاكلهم ومطالبهم.

معاناة
قال محمد رجب، إن قرية سقارة مليئة بالمشاكل التي لا تعد ولا تحصى، ومنها انتشار البطالة بين سكانها بشكل ملحوظ، وعدم اكتمال خطوط وتوصيلات الصرف الصحى والذي توقف العمل به منذ اندلاع ثورة 2011، مضيفا أن أهالي القرية تقدموا لأكثر من مرة بشكاوى للمجلس المحلى وكان الرد دائما بعدم توفر مواسير لتكملة المشروع ودخول الصرف الصحى للقرية، موكدًا أن مياه الشرب مليئة بالشوائب والأملاح ما أدى إلى تفشى الفشل الكلوى بين سكان القرية، ودفعهم إلى شراء المياه المفلترة من الباعة الجائلين بثمن جنيه ونصف للجركن الواحد، ما يمثل عبئًا على عائل الأسرة.

الصرف بالنيل
وأوضح محمود الحويحى، أن القرية تعانى من إهمال شديد وعدم الاستفادة بخط الصرف الصحي الموجود بالقرية، والذي يخدم القرى المجاورة، بالإضافة إلى أن عربات الكسح تفرغ محتوياتها في الترع المجاورة والتي تروى بها الأراضى الزراعية، ما يؤدى إلى تلوث الخضروات والفاكهة المزروعة، وبالتالى يؤثر على صحة الأهالي، وانتشار الأمراض كالكبد والفشل الكلوى، مشيرا إلى أنهم تقدموا بعدة شكاوى للمسئولين بدون جدوي.

وفى السياق ذاته، قال عثمان أبو سمرة، إنهم يعانون من نقص شديد في أنابيب الغاز فيضطروا إلى شرائها من «السريحة» بأسعار باهظة جدا تتعدى الـ50 جنيها، موضحا أنهم يعانون أيضا من التكدس والتزاحم في طوابير العيش.

وحدة كلي تحت الإنشاء
وداخل القرية «سقارة» حاولنا أن نجد أقرب وحدة صحية يتردد عليها أهالي القرية، وبالقرب من إحدى الترع رأينا في الجهة المقابلة لافتة مكتوب عليها وحدة الغسيل الكلوى تحت الإنشاء.

وبسؤال أحد العاملين بالوحد، أوضح أن أغلب أهالي القرية يعانون من أمراض الكلى والالتهاب الكبدى والأمراض الجلدية، وذلك ناتج عن المياه الملوثة التي يتناولها أهالي القرية بصفة مستمرة دون وجود أي بديل، لافتا إلى أن عدد المرضى يزداد بشكل كبير خاصة بين الأطفال وكبار السن، ما يشكل خطرا دائمًا يداهم أرواح ساكنى تلك القرية.
الجريدة الرسمية