رئيس التحرير
عصام كامل

الفصل من المنبع تراه «إسكندر» حلا سحريا.. خبراء: التجربة فاشلة بنسبة 95%..«الجازولي»: توعية المواطنين الحل.. «حافظ»: إهدار ملايين الجنيهات بالتعاقد مع الشركات.. و«ها


تعد مشكلة القمامة في مصر من أعقد المشاكل التي تحتاج إلى إستراتيجية ومنظومة موحدة لتطبيقها في مختلف محافظات الجمهورية فضلا عن إمكانية عمل كل محافظة في مصر وفق نظام خاص بها في جمع القمامة، وفي تجربة للاستفادة من تلك القمامة قامت الدكتورة ليلي اسكندر بمحاولة أطلقت عليها الفصل من المنبع.


وتعتمد التجربة الجديدة على جمع المخلفات من باب المنزل، أي من ''يد إلى يد'' على أن يتم وضعها في كيسين أحدهما عضوي، والآخر صلب، من المنزل، لتتم الاستفادة منها بعد جمعها باستغلال المخلفات العضوية، ''بقايا الطعام'' في العديد من المشروعات، منها إنتاج الأسمدة العضوية ذات الجودة المتميزة، ومشروعات توليد طاقة، وغيرها، بينما يتم استغلال المخلفات غير العضوية ''الصلبة''، في خلق فرص عمل إذ إن تدوير المخلفات لكل طن يوفر 7 أو 8 وظائف، ويساعد على خلق بيئة أنظف.

فشل ذريع
وطبقا لتقرير أصدره المنتدي العربي للبيئة والتنمية خلال عام 2014 أكد أن تجربة الفصل من المنبع فشلت بنسبة 95 % وكان آخرها تطبيق التجربة في منطقتي إمبابة وبولاق عام 2014 ويعود ذلك الفشل إلى العقلية المصرية.

فيما أكدت ليلى إسكندر وزيرة الدولة للتطوير الحضارى والعشوائيات أنها ستعمل خلال الفترة القادمة على توزيع الخطط على المحافظين والعمل على سيرها بنجاح فما الأسباب وراء فشل تجربة الفصل من المنبع ؟؟

حملات التوعية
يقول الدكتور إسماعيل الجزولى خبير شئون البيئة أن أهمية تكثيف حملات التوعية وتلافي المعوقات التي واجهت منظومة فصل القمامة من المنبع أهمية كبيرة بعد تقييم التجربة في أحياء الدقي والعجوزة وشمال الجيزة مع إعادة اختيار مناطق محددة كنموذج أولى والتركيز على الجمع السكني ونظام الإثابة للقائمين بتطبيق التجربة من المواطنين والعاملين.

وأكد أن إعادة تنظيم إدارة الموارد وتحقيق أقصى استفادة مما هو متاح لدينا من إمكانات هو نقطة الانطلاق نحو تطوير شامل لأسلوب التعامل مع مشاكل النظافة بالجيزة وكذلك العمل على نشر التوعية بين الأطفال في المدارس والنوادي ومراكز الشباب لإحداث تغيير في وعي وإدراك المواطنين وسلوكهم الذي يؤثر بشكل كبير في حل مشاكل النظافة على المستوى المحلي وعلى مستوى المجتمع ككل.

إهدار أموال

فيما اتهم الدكتور صلاح الدين حافظ خبير البيئة والطاقة الحكومة بإهدار ملايين الجنيهات بالتعاقد مع شركات نظافة أجنبية بينما تعتمد على زبالين منشية ناصر في جمع القمامة مشيرًا إلى أنهم قادرون على نظافة القاهرة الكبري من خلال 1800 سيارة و300 مصنع لتدوير القمامة ومليون ونصف المليون عامل.


مناطق التنفيذ

"يرجع ذلك لعدم معرفتها بطبيعة الشعب المصري" هكذا بدأ الدكتور حمدى هاشم خبير الدراسات البيئية معلقا على أداء ليلى إسكندر وزيرة التطوير الحضارى والعشوائيات أنه تم تطبيق التجربة في الدقي والمهندسين والعجوزة وفشلت لأن ربة المنزل ليس لديها الوقت أو البال الطويل لفرز القمامة ووضعها في أكياس عديدة على نفقتها لمجرد الحفاظ على البيئة.

وأضاف "تجربة الفصل من المنبع تجربة فاشلة لأنها تعتمد على المواطن وليس على عامل جمع القمامة".

كما أن الوزارة ليس لديها أي سلطات لإجبار المواطنين على فرز القمامة من المنبع ووضعها في أكياس حتى يحصل عليها الزبال ويوفر عملية الفرز وإذا كانت التجربة قد فشلت في المناطق الراقية فما بالك بالمناطق الشعبية؟
الجريدة الرسمية