رئيس التحرير
عصام كامل

«التعليم» تصف حكم الإخوان مصر بـ«سنة سودة» بكتب التاريخ.. خبراء: لا يجوز لاختفاء وثائق الأحداث.. تأريخ الثورات يدخل في شأن العلوم السياسة.. المؤرخ يسرد الوقائع دون إبداء رأي.. ينمي


شهدت خطوات وزارة التربية والتعليم لتغيير مناهج الطلاب، تطورًا جديدًا، وذلك بعد تصريح الدكتور محب الرافعى، وزير التربية والتعليم، أن الوزارة خلال الفترة المقبلة ستعمل على مراجعة المناهج، وإدراج سنة حكم الإخوان بمنهج التاريخ على أنها "سنة سوداء"، فضلا عن عرض عيوبه.


ويرى خبراء تربويون أن كتابة التاريخ تقف عند سرد الأحداث والوقائع، وليس إصدار أحكام ووصف فترات حكم الرؤساء "سنة سوداء، أو بيضاء".

عدم وجود وثائق
أكد الدكتور جمال أبو شقرة، أستاذ التاريخ المعاصر، ومدير مركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس، أنه لا يجوز كتابة تاريخ ثورة 25 يناير أو ثورة 30 يونيو، وذلك لأن أحداثها مازالت ساخنة، كما أن وثائق الأحداث ما تزال مخفية.

وتابع: "يكتب التاريخ بمناهج الطلاب فقط عند ظهور الوثائق"، أما عما كتب عن تاريخ الثورات، فيدخل في شأن العلوم السياسة فقط، وليس في كتب التاريخ، لافتا إلى أنه يفضل أن تكون الكتابة تقريرية، بمعنى أن يتم سرد الحقائق المتفق عليها، دون إصدار أحكام، ودون محاكمة.

سرد الأحداث فقط
وأضاف حسنى السيد، الخبير التربوى، أن كتابة التاريخ للطلاب تكون عن طريق متخصصين في مجال التاريخ، بشرط عدم انتمائهم أو يكونوا تابعين لجهة معينة، مشيرًا إلى أن وظيفة المؤرخ تتبلور في سرد الأحداث والوقائع، دون إبداء آراء، ليترك الحكم للقارئ فقط.

وأوضح قائلا: أما عن تأثير إدراج عام حكم الإخوان بـ"سنة سوداء"، فيحدده الطلاب، مضيفا أن هناك الكثير من العوامل التي تعطى تأثيرات للطلاب بجانب الكتب، منها معاملات الأسرة، والإعلام، والأصدقاء، بالإضافة إلى المساجد والكنائس، وهناك أيضًا المنهج الخفى للمعلم، وهو أسلوب شرح الدرس، وكل هذا يؤثر على الطلاب بشكل جذرى.

تنمية الجانب العدائى
وفى نفس السياق قال أشرف فؤدة، مدير التعليم الابتدائي بإدارة التربية والتعليم بمحافظة الشرقية، إن وصف سنة حكم جماعة الإخوان لمصر على أنها "سنة سوداء"، يؤثر بالسلب على الطلاب، وذلك لتنمية الجانب العدائى داخلهم، تجاه جانب آخر.

واستكمل: "نعمل الآن على بناء دولة موحدة متعاونة، وليست عدائية، بالإضافة إلى أن كتب التاريخ لا تصدر الأحكام، ولكن تعرض المواقف التاريخية، وعلى الطلاب فهم الوضع من وجهة نظرهم".
الجريدة الرسمية