نقابة الفشل الصحفي !
الجمعة الماضي كان موعد التجديد النصفى لمجلس نقابة الصحفيين، ومنذ الوهلة الأولى تكتشف أن الدنيا تغيرت كثيرًا، من أسماء وقامات المرشحين، إلى المناخ العام للانتخابات، معظم أسماء الزملاء ليس من لهم مكانة أو جهد غير عادى، لدرجة أننى وقفت مع البعض من الأصدقاء لا نعرف المرشحين، باستثاء منصب النقيب، وطبيعى يقابلك الزملاء المرشحين بالقبلات والأحضان، وطبيعى في حالة نجاحهم، لا تجدهم، ودائمًا كنا نرى في معظم الانتخابات هناك رؤيتين، نقيب يمثل السلطة وآخر يمثل المعارضة، حتى في زمن السبعينيات.
كان الصديقان الرائعان اليوسفان، يوسف السباعى ويوسف إدريس مرشحين على منصب النقيب، كان السباعى ممثلا للسلطة أو وكنا نرى أن د.يوسف إدريس هو ممثلنا نحن الصوت المعارض والشاب أيضًا، وأذكر هنا أن اليوسفين السباعى وإدريس كانا طوال الانتخابات يقفان معًا بكل حب ومودة صادقة.
وأعود للانتخابات في الربع قرن الأخيرة، كان مثلا إبراهيم نافع يمثل الحكومة وجلال عارف المعارضة، وأذكر أن مكرم محمد أحمد كان ممثلا للحكومة وكان كامل زهيرى ممثلا للتيار المعارض أو كما كنا نظن نحن، حتى عندما جاء ممدوح الولى كان قادمًا باسم المؤسسة الحكومية ونافسه يحيى قلاش ممثلا للتيار المعارض، ولكن هذه المرة المتنافسان على منصب النقيب، كلاهما من مدرسة فكرية سياسية واحدة، ولا يمكن الادعاء أنهما معارضان تمامًا أو حكوميان تمامًا، ولأنه بالأمس القريب كان التقدم للانتخابات يخضع إلى أن "فلان" يساري مثلنا، نقف وراءه بدلا من منافسته.
وللأسف ما رأيته يؤكد أن زمن الكبار انتهى، وأننا كصحفيين لم يعد لنا كبير يقف وسطنا نتعلم منه ونسمع منه وإن اختلفنا معه، المرشحون أو الأغلبية منهم لا لون لهم أو رائحة، بل ربما إنك لم تقرأ له خبرًا أو تحقيقًا أو مقالا بحق، ولكنك تجده عضوًا في مجلس نقابة الصحفيين، عادى جدًا.. مثلما حدث أيام الإخوان المجرمين، عندما جاء وزير الإعلام، وهو تقريبًا لم يكتب خبرًا في حياته، الأخ صلاح عبد المقصود.
من الصور السلبية هو نجاح محاولات البعض من الصحفيين للأسف في إفساد الجمعية العمومية بعدم اكتمالها، وقد حدث بالفعل، وهى ثانى نقابة يحدث فيها هذا في أسبوعين، نقابة الفنانين التشكيليين، ثم الصحفيين الذي حضرها أقل من ثلث الرقم المطلوب لانعقادها، وهذا مؤشر سلبى في زمن نحلم بالحرية والديمقراطية، وتبادل السلطة، ما رأيته يستلزم مراجعة مع النفس، نعم مراجعة مع أنفسنا نحن الصحفيين، هذه المراجعة يكون هدفها رد الاعتبار للمهنة التي أهدرت وأصبحت سمعة الصحافة في أسوأ صورها منذ أكثر من نصف قرن، لابد من مراجعة النفس أولًا لنعيد للمهنة صوابها الذي فقدته، وحتى يكون لنا شيوخ نقبل أيديهم بكل فخر واعتزاز وليس كما يحدث الآن أن أصبح الصحفى يكتب لمن "........" فقط..!!