«الجزائر» الخطوة القادمة فى تمكين الإخوان.. «بديع» اختار «بلمهدى» لتنفيذ المخطط فى نوفمبر الماضى.. وأطاح بـ«سلطانى» لتبعيته لـ«بوتفليقة»
بدأ التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين فى التخطيط الجيد للسيطرة على السلطة فى "الجزائر" بعدما وصل التنظيم لحكم مصر وتونس وليبيا وفى طريقه للإطاحة بالنظام البعثى فى سوريا.
وقرر التنظيم الاستعانة بالقيادى "مصطفى بلمهدى" لتحقيق هذه المهمة، وهو أحد القيادات التاريخية لجماعة الإخوان المسلمين بالجزائر.
وكان التنظيم الدولى قد اتخذ قرارا سريا أواخر العام الماضى باختيار "بلمهدى" ممثلا لإخوان الجزائر فى التنظيم، ومراقبا عاما للجماعة بالجزائر، وهو القرار الذى تم الإعلان عنه مؤخرا.
ونقلت صحف جزائرية عن "جمعة أمين"، النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين فى مصر، قوله: إن "مصطفى بلمهدى" بات المراقب العام الجديد للإخوان المسلمين فى الجزائر.
وتشير المعلومات التى تم تسريبها فى هذا الشأن إلى أن الجماعة رأت أن يكون هناك تكوين جديد يشكله الشيخ مصطفى، ومعه جماعة يمثلون الإخوان فى الجزائر "لا هذا ولا ذاك"، فى إشارة واضحة للقياديَّيْن "أبو جرة سلطانى" زعيم حركة مجتمع السلم "حمس"، ووزير الصناعة الأسبق "عبد المجيد مناصرة" رئيس حركة الدعوة والتغيير.
كانت الجماعة فى القاهرة قد اضطرت عام 2009 إلى رفع الغطاء التنظيمى رسميا عن إخوان الجزائر، فى ظل صراع دار بين القياديَّيْن سلطانى ومناصرة، وانتهى بانشطار الحركة على قيادة الجماعة فى الجزائر.
وقتها قال المرشد العام السابق محمد مهدى عاكف: "لقد أوقفت كل مساعى المصالحة بين الطرفين حتى يعودا إلى الصلح"، وأنه بعث برسالة إليهما يقول فيها: "إنكم الآن لا تمثلون حركة الإخوان المسلمين ما دمتم على خصومة". وتابع: "لا أعترف منذ الآن بأحد من الطرفين، ولا أحد منهما يمثل تنظيم وفكر الإخوان المسلمين فى الجزائر".
لكن بعد سنوات رأت الجماعة أن تغير موقفها، وعهدت لرمز إخوانى آخر هو "مصطفى بلمهدى"؛ ليقود سفينة الإخوان بالجزائر.
كان "بلمهدى" قد شارك فى فعاليات المؤتمر الثامن للحركة الإسلامية بالعاصمة السودانية الخرطوم، فى 14 نوفمبر الماضى، وهو المؤتمر الذى حضرته رموز الإخوان فى العالم الإسلامى، وحضره المرشد العام الدكتور محمد بديع، وقالت التقارير: إن بديع منح بلمهدى موافقة الجماعة على تولى أمر الحركة بالجزائر. وهو ما شجع الأخير على طرح مبادرة تحت عنوان "نداء البدار" التى تهدف إلى جمع المؤمنين بمنهج الوسطية والاعتدال الذى أرساه "محفوظ نحناح" بين الإخوان هناك.
ومؤخرا أعلن كل من: مصطفى بلمهدى، وعبد القادر بن قرينة، وفريد هباز، وسليمان شنبن، تشكيل حزب "حركة البناء الوطنى" الذى أذنت له وزارة الداخلية بعقد المؤتمر التأسيسى إذنا يبدو أنه سيمثل الواجهة السياسية الرسمية للإخوان فى الجزائر، وقالت تقارير إعلامية إنه بات مفوضا بالفعل من قبل التنظيم الدولى.
والشيخ "مصطفى بلمهدى" أحد رفقاء مؤسس الإخوان الراحل "محفوظ نحناح"، وهو يأتى فى الترتيب الثالث من بين رموز الحركة بالجزائر، بعد نحناح وأبو جرة سلطانى، وسيكون على رأس مهامه خلال الفترة القادمة لملمة شتات الإخوان فى الجزائر بعد انشقاقات وصراعات مريرة بين قياداتها.
والشيخ مصطفى بلمهدى هو ثالث ثلاثة رفيق درب الشيخين محفوظ نحناح ومحمد بو سليمانى رحمهما الله.
وهو من مواليد 1943 بالبليدة، وحكم عليه بالسجن فى قضية الميثاق الوطنى سنة 1976.
ووفقا لمصادر فى التنظيم الدولى للإخوان فإن التنظيم كان يعكف منذ فترة على دراسة موقف الجماعة بالجزائر، وكانت كافة المناقشات حول فشل تنظيم الجزائر فى تحقيق ما يصبو إليه التنظيم الدولى، خاصة أن "أبو جرة سلطانى" كان قد ارتمى فى أحضان السلطة الحاكمة، وأصبح تابعا للرئيس الجزائرى "عبد العزيز بوتفليقة"، وهو ما أغضب قيادات التنظيم الدولى التى رأت أن الإخوان يجب أن يسيطروا بصورة واضحة على مقاليد الحكم بالجزائر لا أن يكونوا تابعين للنظام الحاكم.