رئيس التحرير
عصام كامل

بشار الأسد في القاهرة !



ربما نوظف ما قالته الفلكية المصرية المعروفة جوي عياد قبل يومين من أن الرئيس السوري بشار الأسد سيزور مصر في 2015 كمدخل فقط لمناقشة قضية تطوير العلاقات المصرية السورية ودون اعتبار للفيتو الأمريكي عليها..ورغم أن جوي عياد توقعت لـ 2015 بعدة توقعات بدأت في التحقق ومنها تعامل روسيا بعملتها في التبادل التجاري وإلغاء الدولار بل ومنها اكتشاف حقل الغاز الطبيعي الكبير على سواحل دمياط والذي أعلن عنه أمس !! حيث نعتبر علاقاتنا مع سوريا أكثر جدية وأهمية من مناقشتها بناء على التنبؤات الفلكية وخصوصا أننا أمام أكبر وأخطر تحد واجهته مصر والأمة العربية كلها في تاريخها كله.. وبعده إما أن تبقي مصر وأمتها العربية أو بعده قولوا على الجميع السلام !


ما بين مصر وسوريا تاريخيا وسياسيا ووجدانيا أكبر مما بيننا وبين غيرها..وما بين الشعب الواحد في كل من مصر وسوريا ما لا يوجد في أي مكان في العالم حتى إننا نعتبره شعبا واحدا في دولتين..وعلي مر التاريخ كان أعداء مصر يبدأون زحفهم بسوريا ولذا فالخطر على سوريا خطر على مصر بالضرورة.. ومنذ أربع سنوات وسوريا تواجه مؤامرة كبرى أسقطتها وأفشلتها حتى الآن بمقاومة أسطورية من الشعب السوري البطل الحبيب الذي ليس فقط يدفع أبناؤه ضريبة الدم على جبهة القتال وإنما من اقتصاده وغذائه وراحته ورفاهيته التي تحمل الكثير فيها والتي تأثرت بسبب القتال وانهاك الاقتصاد السوري الذي شهد قبل التآمر معدلات نمو كبيرة ومنجزات مهمة عديدة !

وحسب فهمنا فمصر الآن على تفاهم مع سوريا..وربما تجاوز الأمر حدود التفاهم..ونؤمن أنه ليس بالضرورة الإعلان عن كل شىء خصوصا إن كان الإعلان قد يضر أكثر مما يفيد..لكن علينا أن نرصد ملاحظات مهمة منها استقبال مصر سرا وعلنا مسئولين سوريين كبار..وأيضا تحول ملحوظ في تناول الإعلام المصري للأزمة السورية حيث كان التناول يعتمد على وجهة نظر المعارضة السورية العميلة ـ أو حتى الوطنية ـ في ظل غياب كامل لوجهة النظر السورية الرسمية والشعبية وهو ما دعانا لأن نواجه ذات يوم وزير إعلام الإخوان في اجتماع لممثلي الأحزاب المصريه بحضور السيد عصام الامير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الحالي وعدد كبير من الزملاء الصحفيين ولم يستطع وقتها الوزير الرد واستمر الأمر كذلك قليلا بعد رحيل الإخوان..

أما الآن الأمر مختلف رسميا وشعبيا خصوصا بعد تجاوز المصريين للتضليل الإعلامي الرهيب وافتضاح أكاذيب الجزيرة ـ والجزيرة نفسها ـ والسي إن إن وغيرها ولذلك آن الأوان أن تعود العلاقات المصرية السورية وتفتتح سفارة سوريا من جديد وأن يأتى الرئيس بشار إلى مصر ليس ضيفا طبعا بل لزيارة بلده ووطنه حتى لو كان من خلال مشاركته في قمة عربية تكون ـ بترتيب كبير سابق ـ مدخلا لإصلاح ما فسد من العلاقات العربية العربية في العقد الأخير أو أكثر قليلا.. والالتفات إلى إنقاذ الأمة كلها من هلاك محقق إن استمر الحال كما هو عليه الآن !
أهلا ببشار الأسد في بلده..
الجريدة الرسمية