رئيس التحرير
عصام كامل

وزير خارجية الأردن: مخاطر غير مسبوقة محدقة بدول المنطقة


قال ناصر جودة وزير خارجية الأردن رئيس الدورة الـ143 لمجلس الجامعة العربية، التي انطلقت ظهر اليوم الإثنين على مستوى وزراء الخارجية، إن تلك الدورة "تنعقد في ظرف دقيق تمر به المنطقة العربية، تتراكم فيه جملة الأخطار غير المسبوقة والمحدقة بعالمنا العربي ودوله وشعوبه، وفي مقدمتها التنامي الخطير والمقلق للإرهاب والفكر المتطرف".


وشدد خلال كلمته عقب تسلمه رئاسة الدورة الجديدة لمجلس الجامعة من نظيره الموريتاني، بحضور وزراء الخارجية العرب والأمينين العامين للجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي، على ضرورة التنبه بخطر العصابات الإجرامية التي تسيطر على أراض كبيرة من دول عربية شقيقة وتهدد أمنها القومي وأمن الدول العربية المحيطة، بل وتهدد الأمن والسلم الدوليين.

وشدد على أن تلك المخاطر تتطلب العمل العربي والجاد الفوري والفعال والمنسق توطئة لاجتثاث الإرهاب والتطرف.

وأشار إلى أن "تلك العصابات الظلامية تقترف جرائمها باسم الدين الإسلامي الحنيف زورًا وبهتانًا، والذي هو نموذج مثالي لا نظير له لاحترام وإجلال حياة الإنسان وحقوق واحترام الحوار والنهي عن التطرف والأذى والشطط، فضلا عما قدمه الإسلام للإنسانية من إسهامات حضارية كبيرة على مر العصور والأزمان".

وطالب وزير خارجية الأردن، بـ"العمل الفوري في إطار الجامعة لبناء وتطوير منهجية عربية منسقة وموحدة وشاملة تتضمن محاور عسكرية وأمنية في المدى القريب المنظور المباشر والمدى الأبعد الإستراتيجي للتصدي للفكر الضال والإرهاب"، مشددًا في هذا الصدد على ضرورة تفعيل آليات العمل العربي المشترك ومن ضمنها اتفاقية الدفاع العربي المشترك وإيجاد آليات فعالة لإطار مؤسسي لعمل عربي مشترك للتصدي للخطر الحقيقي والداعم للإرهاب.

وفيما يتعلق بالأزمة السورية أكد أنه "لا مناص من العمل للدفع بالحل السياسي في سوريا"، معتبرًا أنه "الحل الوحيد للأزمة المأساوية هناك ولإيقاف مسلسل العنف والدمار، وذلك بما يلبي تطلعات الشعب السوري والانتقال السياسي لواقع جديد بمشاركة كل المكونات السورية طبقًا لمقررات جنيف واحد، بما يعيد لها الاستقرار وينهي حالة الفراغ، واجتثاث الإرهاب فيها ومنها الممتد عبر دول الجوار، وبما يسمح بالعودة الطوعية للاجئين من دول الجوار".

وأشار إلى أن الأردن تحتضن ما يقرب من مليون ونصف المليون نتقاسم معهم مواردنا المحدودة، على الرغم من الأعباء الاقتصادية، مقدمًا الشكر لكل من قدم المساعدة من الأصدقاء والأشقاء والمنظمات الدولية، وبالأخص دولة الكويت الشقيقة التي عقدت مؤتمرين دوليين للمانحين خاصين بهذا الموضوع وعلى وشك استضافة الثالث.

ودعا إلى دعم جهود الحكومة العراقية للتصدي لعصابات الإرهاب ودحرها وإنهاء سيطرتها على كل مساحة تغتصبها على أرض العراق وتقديم كل العون للقيام بذلك بنجاح.

كما دعا إلى مساعدة منهجية في العراق للتمكين والاستيعاب السياسي من دون إقصاء لمكونات العراق بما يرسخ حالة وطنية جامعة يحتاجها العرب والعراق لعودة دوره المنيع في محيطه العربي والدولي.

وأعرب وزير خارجية الأردن عن قلقه من تنامي سيطرة ما وصفه بالعصابات الإجرامية على مساحات في ليبيا تهدد ليبيا ودول الجوار العربي والأفريقي، مطالبًا بالعمل المنسق والسريع ودعم مهمة مبعوث الأمين العام للجامعة إلى ليبيا السفير ناصر القدوة والمبعوث الدولي بيرنارد ليون، وآلية دول الجوار المهمة، مثلما يتعين دعم البرلمان الليبي المنتخب وحكومته الشرعية برئاسة عبد الله الثني المعترف بها عربيا ودوليا للمسير لبناء مؤسسات ليبيا كلها، بما فيها دعم جيش وطني بكفاءة والأجهزة الأمنية الأخرى وتفعيل حظر تمويل الجماعات المسلحة.

وطالب بضرورة العمل على حل الأزمة في اليمن وصون وحدتها الترابية ورفض التدخل الخارجي وأساليب التوظيف المذهبي، مع دعم الحوار الوطني تحت رعاية الرئيس اليمني عبد ربه منصور، مع التأكيد على أهمية تفعيل مبادرة مجلس التعاون الخليجي وقرار مجلس الأمن حول اليمن وجهود المبعوث الأممي جمال بن عمر.
الجريدة الرسمية