رئيس التحرير
عصام كامل

في تقرير لوكالة «إينا» الإيرانية: العلاقات بين «القاهرة وأنقرة» توترت أكثر بعد الضربات المصرية على «داعش ليبيا».. «أردوغان» يخشى مواجهة مصير «مرسي»..


قالت وكالة "إينا"، الإيرانية، إن مصر وتركيا، تعتبران طرفى اللعبة الكبرى في الشرق الأوسط، في ظل الفوضى التي عمت المنطقة عقب أحداث الربيع العربي، والتي كانت بمثابة اختبارا للعديد من العلاقات، وكان من بينها مصر وتركيا.


إسطنبول أشد الخصوم للقاهرة
وأشارت الوكالة إلى أن تركيا، كانت أكبر المؤيدين الإقليميين لمصر، خاصة بعد سقوط الرئيس الأسبق حسني مبارك في عام 2011، خاصة أنها أيدت بشدة المخلوع محمد مرسي، ولكن بعد عزله وتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم في مصر، أصبحت من أشد الخصوم للقاهرة، وفى المقابل أعلنت مصر، أنها ضد ترشح تركيا للحصول على مقعد في مجلس الأمن الدولي.

الضربات الجوية ضد داعش

ولفتت الوكالة في تقريرها، إلى تصاعد التدهور بين "مصر وتركيا"، في أعقاب قرار مصر إطلاق غارات جوية على أهداف لتنظيم "داعش" في درنة بليبيا، حيث أدانت تركيا الضربات الجوية، وزعمت أنها تعمق المشاكل القائمة، وتعرقل الجهود الرامية لحل الأزمة سلميا في ليبيا، بينما الولايات المتحدة، لم تؤيد أو تدين الغارات الجوية.

تنافس إقليمي بين مصر وتركيا
وزعمت الوكالة أن التنافس بين مصر وتركيا، أدى إلى تفاقم الحرب الأهلية الليبية، قائلة إن هذا يشعل المنطقة بأسرها، خاصة أن مصر وتركيا، من كبرى الدول ذات الأغلبية المسلمة في شرق البحر الأبيض المتوسط، فضلا عن أنهما أقوى دولتين تمثلان قوى إقليمية وقادة للعالم السني، وذكرت أن التوترات بين تركيا ومصر، تعود لأيام الإمبراطورية العثمانية التي كانت مصر مقاطعة لها حتى 1867.

التاريخ المشترك بين البلدين

واستعرضت الوكالة التاريخ المشترك بين مصر وتركيا، وتحرر مصر من الولاية العثمانية، والتخلص من النظام الملكي في عام 1953، وعندما تولي الراحل جمال عبد الناصر، حكم مصر، انحاز للاتحاد السوفيتي، وتوسعت الهوة بين القاهرة وأنقرة، التي دخلت في حلف الشمال الأطلسي، وبات دورها كركيزة للقوة الغربية في الشرق الأوسط على محمل الجد، ثم قدمت مصر منعطفا مواليا للولايات المتحدة، في عهد الراحل أنور السادات في السبعينيات والثمانينات، وباتت العلاقات دافئة بين البلدين في عهد رئيس الوزراء "تورغوت أوزال"، ولكن التطورات جعلت تركيا تصاب بخيبة أمل، لعدم دعم مصر لها بشأن قضية قبرص، ومصر استاءت من الشراكة القوية ما بين تركيا وإسرائيل.

تغير المواقف السياسية لتركيا

وأوضحت الوكالة أن العلاقات المصرية التركية، ظلت في سياسة ودية هادئة لعام 2002، عند مجئ "أردوغان"، كرئيس للوزراء وأعلن عن عدائه لقوي الاحتلال الإسرائيلي، ودعمه لحركة حماس الفلسطينية وجماعة الإخوان في المنطقة، وفي عهد "مبارك"، اعتبر النشاط التركي في المنطقة يأخذ من هيبة مصر، ولكن النشاط التجاري زاد بين البلدين، وعند الثورة على "مبارك"، دعم أردوغان بقوة الثورة وأيد حكم الإخوان، وتطلع لتنفيذ طموحاته بعلاقة إستراتيجية مع مصر، ولكن عندما خرج الإخوان من الحكم، بات الرئيس التركي من أشد المعارضين لمصر.

أردوغان يخشى مصير مرسي

وزعمت الوكالة، أن الخريطة الجيوسياسية، تتحكم فيها قضايا شخصية تتحكم في اللعبة بالشرق الأوسط، خاصة أن "أردوغان"، ظهر بصورة الزعيم القوى في تركيا، منذ أصبحت البلاد دولة ديمقراطية متعددة الأحزاب في عام 1950، لافتة إلى أنه يصدر نفسه على أنه معيار الذهب في السياسة الإسلامية بالشرق الأوسط، وعلى الرغم من ذلك يبدو الزعيم التركي خائفا من تكرار مصير "مرسي" معه، ولا يمكن تطبيع العلاقات المصرية التركية، خاصة أن "أردوغان"، غير قادر على التأقلم مع الواقع الجديد في السياسة المصرية.
الجريدة الرسمية