«فاكسين».. مفاجأة مصر لمرضى «فيروس C».. فريق «قومي البحوث» يهدد عرش «سوفالدى» باللقاح الجديد.. جرعة علاج المصاب لا تتجاوز ألف جنيه.. العلاج مخصص للفئة العمرية م
ابتسامة جديدة تنتظر ملايين المصريين بعد نهر من الأخبار السيئة المتدفقة خلال الأيام الماضية، فالخبر السعيد يحمله على عاتقه الدكتور مصطفى العوضى، أستاذ الهندسة الوراثية والفيروسات بالمركز القومي للبحوث، الذي توصل مؤخرًا إلى تركيبة لقاح يقي من الإصابة بـ«فيروس C»، خصوصًا أن مصر تتصدر المركز الأول عالميًا في عدد المصابين به.
أسباب المرض
الدكتور مصطفى العوضي، رئيس الفريق البحثي القائم على مشروع لقاح «فاكسين» المضاد لفيروس C، قال لـ«فيتو» إنه بعد التوصل إلى عددٍ كبيرٍ من العقاقير المضادة للفيروسات الكبدية، ونجاح عددٍ منها في القضاء على الإصابة الفيروسية في مجتمعات متعددة، بات المستقبل واعدًا أمام الوصول إلى نسبة نجاح مرتفعة لهذا اللقاح، موضحًا أن النتيجة النهائية ستكون بعد انتهائهم من التجارب الإكلينيكية لهذه العقاقير على المرضى المصريين المصابين بالجيل الرابع من الفيروس.
وتتجه الجهود لتقليص حدوث الإصابات الحديثة بـ«فيروس C» في شقين؛ الأول يتمثل في تكثيف التوعية الصحية لدى المواطنين، وتحديدًا في المجتمعات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، وعلى رأسها محافظات وسط الدلتا وشمالها، فمعدلات العدوى داخل الأسرة الواحدة متزايدة؛ لاستخدام أفراد الأسرة الواحدة أدوات شخصية كـ«شفرات الحلاقة، وقلامات الأظافر».
أول لقاح على مستوى العالم
أما الشق الثاني، بحسب العوضي، فيتركز على السرعة والفاعلية في السيطرة على الإصابات الحديثة بفيروس سي، من خلال إنتاج لقاحات واقية ضد الإصابة لحماية الأفراد الأكثر عرضة للإصابة، وذلك عبر الشق الاختراعي.
ولفت أستاذ الهندسة الوراثية والفيروسات إلى أن «المركز القومي للبحوث» يدخل التاريخ بتسجيله أول لقاح يقي من الفيروس نهائيًا أي أن كل من يتناول جرعة منه لا يصاب بفيروس C في حياته، موضحًا أنه للمرة الأولى بالعالم يتوصل باحثون لهذا اللقاح (فاكسيل).
وشدد على أن صعوبة تحضير هذا اللقاح تكمن في القدرة غير المحدودة لـ«C» على تغيير التركيب الوراثي الخاص به، كلما تعرض لضغوط من الجهاز المناعي لحامله، وكذلك قصور حدوث الإصابة على الإنسان وأنواع معينة من الشمبانزي، ما يصعب من اختبار قدرة اللقاح المنتج على منع الإصابة.
نجاح التجارب
وذكر أنه لزيادة التأكد من درجات الأمان توجه الفريق البحثي المصري لمعامل عالمية بجانب المركز القومي للبحوث للتوقف على مدى فاعلية «فاكسيل»، مشيرًا إلى أنه تم إجراء التجارب على مزارع الخلايا المصابة بالفيروس، بالإضافة إلى إجراء تجارب الأمان الحيوي والسُمية على حيوانات المعمل «القردة، الفأر، الأرنب، الماعز».
«باحثو المركز القومي للبحوث استخدموا عددًا من التقنيات الحديثة للتغلب على مشكلة التغير المستمر للتركيب الوراثي الخاص بالفيروس في حال وجود مقاومة من الجهاز المناعي للمصاب به»، وفقًا لـ«العوضي»، الذي أشار إلى أن هذه التقنيات تتمثل في (أولا): علم المعلوماتية الحيوية لتخليق بروتينات أصيلة من مناطق معينة من الفيروس معروفة بقدرتها على تحفيز الجهاز المناعي للإنسان لإنتاج المكونات المناعية اللازمة لمهاجمة الفيروس.
(ثانيًا) جعل الجهاز المناعي للإنسان غير المصاب على أهبة الاستعداد لمقاومة الإصابة في حين حدوثها، وتحجيمها ومنعها من التطور من المرحلة الحادة إلى المرحلة المزمنة، (ثالثًا) اتباع الأسس الأخلاقية والعلمية المعترف بها عالميًا، واتباع الخطوات المتدرجة لإنتاج أي عقار في المركز بدءًا من إجراء التجارب على مزارع الخلايا المصابة لتحديد الجرعات، وأساليب الحقن والسُمية إن وجدت باستخدام حيوانات التجارب، بعد موافقات لجان أخلاقيات البحث العلمي الطبي بالمراكز البحثية المشتركة في هذا المشروع.
وفجر أستاذ الفيروسات مفاجأة من العيار الثقيل، بقوله إنه تم إجراء تجارب في هذه المرحلة على مرضى مصابين بفيروس C للوقوف على مدى قدرة اللقاح على دعم الجهاز المناعي، وإيقاف نشاط الفيروس وانقساماته باعتبار أن المرضى المصابين بالفعل تكون استجابة الجهاز المناعي عندهم أضعف من الإنسان الطبيعي، ورغم هذا استطاع اللقاح إنتاج خلايا مناعية ومكونات وسيطة لمقاومة انقسام الفيروس.
كما توقع تولد لدى المواطنين غير المصابين، مناعة طبيعية مضادة للفيروس مقارنة بالأفراد الأكثر عرضة للإصابة، وتحديدًا بعد سلسلة تجارب لهذه اللقاحات على الأصحاء الأكثر عرضة ومتابعتهم لفترات طويلة.
نسب النجاح
وأشار إلى أن هناك أنواعًا من العقار تختلف كل منها عن الأخرى، حسب درجة النشاط والتركيبة لتنشيط أجزاء معينة من الجهاز المناعي، وتمت التجربة على المرضى المصابين بفيروس سي، فأظهرت النتائج نجاح اللقاحات المخلقة على 65% واستجابة الجهاز المناعي لهم، وإنتاج خلايا مناعية متخصصة مضادة للفيروس لها القدرة على إيقاف نشاط الفيروس، وتقليل الحمل بنسب ملحوظة تبشر بنجاح اللقاح على الأفراد الأصحاء.
وقال إنه من المعروف أن اللقاح يتكون من «بروتينات منتقاة ومخلقة بناءً على تركيب الغلاف الفيروسي، وبعض أماكن أخرى لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تسبب عدوى للمرضى أو الأصحاء حتى وإن لم يستفد منها المريض، وهذا أمر ضعيف جدًا لكنها لا تنقل له أي عدوى لأن هذه التقنية الحديثة يستخدم فيها الفيروس المضاعف أو الميت».
العلاج مخصص للفئة العمرية من 18 إلى 55 عامًا
وتمسك بأن وقاية الأصحاء من الفيروس باستخدام لقاح "فاكسيل" ستحميهم مدى الحياة منه، منوهًا إلى أنه عند تجربة اللقاح على المصاب كان الهدف الوقوف على مدى استجابة الجهاز المناعي المنهك لـ«فاكسيل» من عدمه، وأثبتت النتائج نجاحه ليبدأ المريض مرحلة العلاج النهائي.
وأوضح الباحث أن اللقاح يعطى للإنسان على 3 جرعات، من عمر 18 عامًا وحتى 55 عامًا، وفي المراحل القادمة سيتم استهداف الأعمار الأقل من 18 سنة، منبهًا أنهم خلال الفترة الحالية بصدد الحصول على موافقات من وزارة الصحة خاصة بإجراء هذه التجارب على أشخاص مرضى وأصحاء، مؤكدًا أن تكلفة حصول المريض الواحد على اللقاح لا تتعدى ألف جنيه، وفي حالة دعم اللقاح ستصبح أقل من ذلك.