رئيس التحرير
عصام كامل

صفعة سعودية للإخوان


على عكس ما روج البعض كذبًا، أن الملك سلمان - خادم الحرمين - يضغط على مصر من أجل إتمام مصالحة مع تركيا، فإن ما حدث هو العكس.. لقد ضغط خادم الحرمين على الرئيس التركي أردوعان، حينما استقبله في الرياض لكي تحسن تركيا علاقتها مع مصر، وهذا يتضمن بالطبع أن تتوقف تركيا عن انتهاج سياستها المعادية لمصر.


هذا ما اعترفت به صحيفة تركية نقلا عن الرئيس التركي.. وهذا هو الأغلب ما حدث خلال زيارة أردوغان للرياض.. ولذلك يتعين ألا يستمر البعض معًا في الترويج لمخاوف من تأثر العلاقات المصرية السعودية، أو من حدوث فتور في هذه العلاقات، وذلك استنادا إلى ما يردده الإخوان والأمريكان معًا حاليًا.

فهذا الكلام الأمريكي الإخواني لا يقبله العقل ويتعارض مع منطق الأمور.. فكيف يخرج علينا مركز أمريكي ليدعي أن الرئيس السيسي صدم لطلب الأمريكان والملك سلمان منه التصالح مع الإخوان، ووقف ملاحقتهم قضائيًا وإتاحة الفرصة لهم للانخراط في العملية السياسية، رغم كل ما ارتكبوه من جرائم عنف لا تتوقف ويسقط بسببها المزيد من الشهداء والجرحى.

إن المملكة العربية السعودية سارعت وأدرجت جماعة الإخوان كجماعة إرهابية مثلها كداعش والقاعدة، ومازالت السعودية في ظل حكم الملك سلمان تعتبر جماعة الإخوان "إرهابية"، فكيف تطالب مصر ورئيسها بعكس ذلك؟!.. هل هذا أمر يقبله العقل؟!

ثم إن الراحل الملك عبد الله عندما بادر بإجراء مصالحة خليجية مع قطر، كان من بين أهداف هذه المصالحة أن تكف قطر عن إيذاء مصر سياسيًا، وأن تتوقف عن دعم جماعة الإخوان ماليًا ولوجيستيًا وسياسيًا.. ولذلك يمكننا أن نتوقع من الملك سلمان أن يسعى لتكرار ما فعله الملك عبد الله مع قطر في مباحثاته مع أردوغان، أي أن يضغط عليه من أجل تطبيع علاقات بلاده مع مصر.

إن القيادة السعودية تدرك أن الأمن القومي العربي ومواجهة المخاطر التي تهدده ومن بينها التمدد الإيراني، يحتاج إلى أن تكون مصر قوية، وبالتالي يحتاج تحييد - على الأقل - الدول التي تناصب مصر العداء أو تنتهج سياسات تضر بمصر وأمنها وهذا ما يزعج الإخوان.

وهكذا إذا كانت مصر تحتاج للسعودية وبقية شقيقاتها في الخليج، فإن السعودية تحتاج بذات القدر لمصر.. والقيادات السعودية لا تكف عن تأكيد ذلك.. ولا تصدقوا أي أكاذيب تتعلق بعلاقات مصر مع السعودية.
الجريدة الرسمية