رئيس التحرير
عصام كامل

لهفة الوزراء الجدد على الإعلام!!


أقترح أن يكون نص القسم الذي يؤديه الوزراء والمحافظون الجدد كالآتي "أقسم بالله العظيم أن أحترم الدستور والقانون وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة وأن أحافظ مخلصا على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه وعدم الظهور الإعلامي خلال عام وقبل تحقيق إنجازات على أرض الواقع".


لأن الوزراء والمحافظين الجدد حتى قبل صدور قرار جمهوري بتعيينهم وأدائهم اليمين، انتشروا في مدينة الإنتاج الإعلامي بلهفة غريبة في الظهور على الفضائيات وتصريحات بكلام كثير جميل ومعسول.. نفس الكلام الذي سمعناه من الوزراء والمحافظين السابقين، وسوف نسمعه من اللاحقين أيضا، حول التطوير والنهوض ومحاربة الفساد ثم يذهبون كما جاءوا ويبقى الفساد ولا يحدث التطوير.

وعجبت أشد العجب من تصريحات الوزراء الجدد، الذين تولوا المسئولية منذ أيام، وهم يعلمون جيدا ونحن أيضا نعلم أنهم مؤقتون، وسوف يتركون مناصبهم خلال أشهر قليلة بعد إجراء الانتخابات البرلمانية، ومع ذلك يضحكون علينا وعلى أنفسهم بالكلام عن الخطط والإستراتيجيات، رغم أن بعضهم سوف يترك منصبه قبل أن يعرف أبواب وزارته والهيكل الإداري لها.

أتمنى أن يكون هناك جهاز يراقب ويرصد تصريحات الوزراء الجدد، ويطابقها على ما يحدث في أرض الواقع وما تم تنفيذه منها، فلهفة الوزراء والمحافظين الجدد على التصريحات والظهور الإعلامي، يؤكد أننا نسير في الطريق الخطأ، فطالما أنهم يقولون سوف نفعل كذا وكذا ونضع خططا ونطور وننهض فهذا معناه أننا مازلنا نعمل بخطة الوزير وليس الوزارة بفكر الشخص وليس المؤسسة، بل كل مسئول يأتي لا يبدأ فقط من الصفر بل من تحته لأنه أولا يهدم أعمال كل من سبقه، ثم يفكر من أين يبدأ وقبل أن ينتهي من تفكيره يترك منصبه.

في كل دول العالم هناك رؤية شاملة للدولة يقوم كل وزير بتنفيذ ما يخصه فيها، ثم يرحل ويأتي آخر يستكمل تنفيذ خطة الدولة، فالمسئول هنا منفذ فقط ولا يحق له تعديل أو تغيير في رؤية الدولة، ولا يستطيع أن يحذف أو يضيف أو "يفتكس" من عنده، فهو منفذ فقط ولو وصلنا إلى هذه المرحلة فسنكون على الطريق السليم.. وقتها لن نرى تصريحات وردية من المسئولين الجدد، ولن نرى أيضا لهفتهم على الإعلام بل سوف نرى أفعالهم لا أقوالهم.

ولأن الوزراء والمحافظين الجدد لن يستطيعوا منع أنفسهم من الظهور في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، لذا فعلى مؤسسة الرئاسة منعهم من الظهور في الإعلام قبل تحقيق إنجازات تذكر.

egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية