رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. الإهمال يضرب «معهد الأورام».. «القطط» تتجول داخل وحدة علاج الأطفال.. التخلص من «النفايات الطبية» بطريقة غير آمنة.. وإمكانيات محدودة لا تكفي احتياجات الم


السرطان والأورام الخبيثة من أكثر الأمرض التي يصعب علاجها ويتشبث المريض بأمل يمتزج بالألم والأنين حول حالته المستعصية، حيث يباغته شبح الموت من آن إلى آخر، متمنيًا الرحمة من الخالق ليخفف عنه أوجاعه التي لا تنتهى.


ووفقًا للإحصائيات الأخيرة للمركز القومى للأورام، هناك ما يقرب من 100‏ ألف مريض بالسرطان سنويًا بمصر، ما بين أطفال ومسنين وذلك العدد يحتاج للعديد من المستشفيات المتخصصة لتلقى المرضى العلاج المناسب الذي يحتاج إلى رعاية كاملة وعناية خاصة وإمكانيات عالية للتغلب على ذلك المرض الخبيث.

ويعتبر "معهد الأورام" التابع لجامعة القاهرة مستشفى حكوميًا تعليميًا يقدم خدمات طبية مجانية متخصصة للأورام وعلاج السرطان، ومن المفترض أن يحظى المعهد بكل الإمكانيات ليستوعب عددًا أكبر من المرضى.

ولكن الحقيقة التي رصدتها «فيتو» داخل معهد الأورام مفجعة وتشير إلى واقع أليم للغاية، يحمل مآسى المرضى الذين لا يملكون تكلفة العلاج.

قسم الطوارئ
أمام معهد الأورم يفترش العشرات من المواطنين الحصير في انتظار فتح باب الزيارة ليطمئنوا على مرضاهم الذين يعانون مرض السرطان، وفى الجهة المقابلة يقف عامل المستشفى يشير للمارة إلى شباك التذاكر للحصول على تذكرة قيمتها 5 جنيهات ليدخلوا المستشفى في المواعيد المحددة للزيارة.

ما إن تدخل المستشفى حتى تجد لافتة مكتوبا عليها غرفة الطوارئ، وبمجرد الدخول تجد مجموعة من المرضى أغلبهم كبار السن يجلسون على الكراسى المتحركة ومعلقة في أياديهم المحاليل، وسط إهمال المسئولين عن تلك الحالات، والأغرب أن أحد الممرضين وضع المحلول الكيماوي لأحد المرضى دون ارتداء قفاز طبي ما يعرض المريض لخطر التلوث، بالإضافة إلى إلقاء القطن المختلط بدم المرضى بطريقة غير آمنه وفى سلة مهملات مكشوفة تحوى مخلفات المرضى دون وجود أي سبل وقائية.

كما كان هناك أحد المرضى يئن من شدة الألم منتظرًا في عناء الطبيب المتخصص ليجرى الفحوصات اللازمة داخل عيادة تفتقر إلى أقل الإمكانيات.

بنك الدم
وفى اليوم الثانى حاولنا أن نرصد الأوضاع بباقى الأقسام داخل المستشفى، حيث توجهنا إلى بنك الدم الذي يحوى أكياسًا وصفائح من الدم يعتمد عليها المرضى خلال علاجهم، وبالدخول إلى تلك الغرفة شاهدنا طبيبًا يقف أمام إحدى الثلاجات المليئة بأكياس الدم ويحمل أحدها دون أن يرتدى قفازًا طبيًا، إحدى أهم الطرق الوقائية، غير عابئ بخطورة الأمر على حياة المرضى.

غرفة الأشعة
مركز الاشعة يصطف بداخله العشرات من المرضى نائمين على مقاعد حديدية ينتظرون دورهم، وذلك لعدم وجود الأجهزة الكافية التي تتناسب مع هذه الأعداد.

وحدة علاج الأطفال
وحدة الأطفال تحتوى على العديد من الغرف بها أسرة مغطاة بالستائر لتوفير الهدوء للمرضى، وبالقرب من أماكن الزيارة والاستراحة مجموعة من الزائرين يفترشون أرض المستشفى بأوانى الأطعمة والمأكولات، على مرأى ومسمع الجميع، مما يعد مخالفة صريحة، ومن الممكن أن تؤثر تلك الأطعمة فى البرنامج الغذائي للمرضى.

كما أن القطط تجوب داخل الممرات المؤدية لغرف المرضى بحرية مطلقة ما يعد مصدرًا لانتشار الأمراض والأوبئة، في مشهد يؤكد مدى إهمال العاملين داخل المستشفى.

وأثناء جولة «فيتو» داخل المستشفى فوجئنا بطفل يرتدى قبعة تغطى رأسه المحلوق يخطو بخطوات ضعيفة، مستندًا على الحائط، محاولا الذهاب إلى أمه التي قالت إنه أتى من أسوان ليتلقى العلاج المناسب حيث يعانى سرطانًا في الأمعاء وأجرى أكثر من عملية ليستأصل الأورام التي أصابته، لافتة إلى أنه يجد الرعاية رغم ضعف الإمكانيات المتاحة وأن المعاملة من قبل الأطباء والممرضين جيدة وأنهم يحاولون أن يوفروا له كل سبل الراحة ومتمنية له للشفاء العاجل ليعود إلى مدرسته بأسوان".

تراجع مستوى الأداء
بسؤال العاملين عن أسباب تراجع مستوى المعهد تبين أن التبرعات التي كانت تأتى للمعهد في الماضى لم تعد متوفرة كالسابق، ما أدى إلى ضعف الإمكانيات، وأكد البعض أن مستشفى السرطان الجديد هو الذي يحصل على النصيب الأكبر، بالإضافة إلى أن الميزانية المقررة لجامعة القاهرة لا تكفى المعهد الذي يحصل على فتات تلك الميزانية.

وذكر العاملون أنه لا يوجد سوى جهاز رنين مغناطيسي واحد، بالإضافة إلى نقص حاد في أكياس الدم التي يحتاجها المرضى باستمرار، وعدم وجود أماكن خالية للمرضى الذين يتوافدون من جميع المحافظات لتلقي العلاج.

وحدة النخاع
بجانب المعهد هناك مبنى مهجور تبين أنه إحدى وحدات زرع النخاع الذي تم ترميمه لأكثر من مرة، حيث أكد العاملون أنه تم افتتاحه لمدة أسبوع وأغلق بسبب تهالكه وعدم صلاحيته على الرغم من احتوائه على أحدث الأجهزة التي تم شراؤها بتكلفة مادية ضخمة.

ويرى بعض العاملين أن الأوضاع داخل المعهد تحتاج إلى اهتمام أكثر وتبرعات كثيرة ليلبي احتياجات المرضى وأن هذا المعهد يعد أحد أهم الأماكن التي تستقبل آلاف المرضى بالسرطان.
الجريدة الرسمية