رئيس التحرير
عصام كامل

تخاريف رئاسية


فى إصرار واضح على تحدى جبروت السلطة، لا يتوقف البركان الثائر فى بورسعيد والمنصورة والسويس وقصر الاتحادية وقصر النيل والإسماعيلية، رغم بشاعة القتل والإمعان فى اصطياد الشباب دون رحمة أو شفقة أو حتى إحساس بالمسئولية.


الجيش يحاول مساعدة الشرطة فى إقرار الأمن دون تدخل مباشر، والرئاسة ترفض الاستعانة بالجيش، لأن ذلك يعنى سقوط شرعيتها وإصباغ الشرعية على حاكم عسكرى..

 يصر الشارع على جمع توكيلات تطالبه بالتدخل لإنقاذ البلاد، والشرطة من جانبها لاتزال تعيش واحدة من أقسى التجارب الأمنية، فالناس على قناعة أن أمن اليوم أبشع من أمن مبارك، وبعض المخلصين فى الجهاز الأمنى يخشون الانسحاب، لأن ذلك يعنى الفوضى الكاملة، وفى ذات الوقت يمارس البعض الآخر نفس المنهج فى القتل والسحل والتعذيب.

وسط حالات "الركام والحطام والتخريب والأحزان" التى تسكن بيوت الشهداء بشكل يومى، تخرج علينا بعض حشرات الجماعة إياها لتعلن موعد الانتخابات البرلمانية، وانطلاقا مما يؤمن به الرئيس محمد مرسى وإخوانه "إن خرب بيت أبوك خدلك منه قالب"، يخططون لمصادرة قالب البرلمان حتى لو جاد هذا البرلمان دون أن يجدوا شعبا يحكمونه أو يفصلون له القوانين.

المهم لمرسى وأسياده أن تمضى الانتخابات فى موعدها، وليس مهما كم فقدنا وكم نفقد يوما بعد يوم، من أبنائنا فمن نفقدهم أبناء مصر، وليسوا أبناء الجماعة، والجماعة ومعها الرئيس لايشغلهم إلا أعضاء الجماعة، وشباب الجماعة وكراسى الجماعة.

والسؤال الذى يطرح نفسه: هل فكر الريس مرسى فى التجول بشوارع مصر المحروسة وحده باعتباره أشهر من فتح الجاكيت فى ميدان التحرير ليعلن أنه لايخاف، وأنه لايرتدى القميص الواقى؟.. وهل يستطيع مرشح واحد من مرشحى الجماعة أن يظهر هكذا بدون "محرم" على الناس؟.. وأين اختفى عنتر الجماعة، والمسمى بينهم محمد البلتاجى؟.. وأين ذهب عصام العريان صديق اليهود وصاحب دعوة الفرح بعودتهم؟، وأين محمود غزلان "واكل" حق أخيه؟.. وهل يستطيع أن يظهر كبيرهم محمد بديع دون حراسة؟.. وهل يستطيع أن نرى قويهم خيرت الشاطر من غير حجاب؟.

عن أية انتخابات يتحدثون؟.. وهل يعتقد محمد مرسى أن يوم محاكمته بتهمة القتل العمد وتقديم الشكر للقاتل على الملأ لايزال بعيدا؟.. أقسم أننى أرى هذا اليوم أقرب مما تتصورون.. يوم محاكمتكم على قتل الشباب وتعذيب الشباب وخطف الشباب، وأظن أن هذا اليوم أقرب بكثير من يوم الانتخابات المزعومة، ومن أراد منكم معرفة التاريخ فليتابع مايحدث فى مصر.
الجريدة الرسمية