التاريخ يعيد نفسه!
منذ سنوات بعيدة وتحديدًا في منتصف الستينيات، كان الإخوان يملأون السجون، فبعد أن كانوا في بداية ثورة يوليو على وفاق تام مع جمال عبد الناصر، إذا بهم ينقلبون على النظام ويراهنون على الاستيلاء على الحكم، وكان ما كان واحتدم الصراع، وإذا بالذين كانوا على وشك أن يحكموا مصر إذا بهم يقضون أيامهم في السجون.
وعندما مرت الأيام والأحداث، بدأت الروح المعنوية لإخوان السجون في الانهيار، وفكر بعضهم في كتابة إقرار يعتذرون فيه عن أخطائهم، ويبدون فيه الندم على انخراطهم في تنظيم إرهابي، وعرض الأمر من الإخوان على مرشدهم حسن الهضيبي، الذي كان سجينًا في ليمان طرة، فقال إنه يجيز كتابة هذا الإقرار من كل الإخوان ما عدا القيادات، وكان تبريره لذلك أن أي إقرار من أي عضو عادي في الجماعة لن ينصرف إلى الجماعة نفسها، ولكنه سينصرف للشخص ذاته الذي وقع على الإقرار، أما القيادات الكبرى كالمرشد نفسه، فلا يجوز له أن يوقع على أي إقرار اعتذار؛ لأن التاريخ سيكتب آنذاك أن جماعة الإخوان نفسها اعتذرت، والجماعة لا تعتذر لأنها مبرأة من الخطأ!
وأخذ العشرات ثم المئات في كتابة إقرارات الاعتذار، وترتب على ذلك أن نظام الحكم آنذاك أخذ يعيد النظر في ملفات هؤلاء، وتم الإفراج عن مئات من الإخوان، وكان من ضمن المفرج عنهم شاب كان قد تم اعتقاله وهو طالب في كلية الزراعة، وصدر قرار الإفراج عنه في أواخر عام 1969، وخرج هذا الشاب الذي كتب قرار الاعتذار ليبدأ خطواته الأولى في تكوين أسوأ جماعات العنف في السبعينيات، كان هذا الشاب هو شكري مصطفى الذي أنشأ جماعة التكفير والهجرة، وانتشر صيت هذه الجماعة بين الشباب الصغار، وأخذ الجهلاء ينضمون لها، ثم ما أن مرت سنوات قليلات حتى ارتكبت هذه الجماعة أبشع جريمة في السبعينيات، هي جريمة اغتيال الدكتور الشيخ الذهبي الذي كان وزيرًا للأوقاف؛ لأنه كتب كتيبًا يرد فيه على أفكار التكفير التي اعتنقتها تلك الجماعة، ومن تحت معطف هذه الجماعة تكونت فيما بعد جماعات أخرى أشد تطرفًا وأكثر عنفًا.
وفي هذه الأيام، إذا ببعضهم يتحدث عن أن شباب الإخوان في السجون يقومون بالتوقيع على إقرارات توبة وندم؛ آملين أن يتم الإفراج عنهم بسبب هذه الإقرارات، وأظن أن الحكومة لو وافقت على هذه الإقرارات وقامت بالإفراج عن هؤلاء، سيظهر لنا في المستقبل القريب جماعة أشد تطرفًا تكون صورة طبق الأصل من جماعة التكفير والهجرة، بل أشد وأنكى.
وأخذ العشرات ثم المئات في كتابة إقرارات الاعتذار، وترتب على ذلك أن نظام الحكم آنذاك أخذ يعيد النظر في ملفات هؤلاء، وتم الإفراج عن مئات من الإخوان، وكان من ضمن المفرج عنهم شاب كان قد تم اعتقاله وهو طالب في كلية الزراعة، وصدر قرار الإفراج عنه في أواخر عام 1969، وخرج هذا الشاب الذي كتب قرار الاعتذار ليبدأ خطواته الأولى في تكوين أسوأ جماعات العنف في السبعينيات، كان هذا الشاب هو شكري مصطفى الذي أنشأ جماعة التكفير والهجرة، وانتشر صيت هذه الجماعة بين الشباب الصغار، وأخذ الجهلاء ينضمون لها، ثم ما أن مرت سنوات قليلات حتى ارتكبت هذه الجماعة أبشع جريمة في السبعينيات، هي جريمة اغتيال الدكتور الشيخ الذهبي الذي كان وزيرًا للأوقاف؛ لأنه كتب كتيبًا يرد فيه على أفكار التكفير التي اعتنقتها تلك الجماعة، ومن تحت معطف هذه الجماعة تكونت فيما بعد جماعات أخرى أشد تطرفًا وأكثر عنفًا.
وفي هذه الأيام، إذا ببعضهم يتحدث عن أن شباب الإخوان في السجون يقومون بالتوقيع على إقرارات توبة وندم؛ آملين أن يتم الإفراج عنهم بسبب هذه الإقرارات، وأظن أن الحكومة لو وافقت على هذه الإقرارات وقامت بالإفراج عن هؤلاء، سيظهر لنا في المستقبل القريب جماعة أشد تطرفًا تكون صورة طبق الأصل من جماعة التكفير والهجرة، بل أشد وأنكى.