رئيس التحرير
عصام كامل

الإخوان "يستقبلون" وزير الداخلية الجديد في المحلة!!


في اليوم الثاني لوزير الداخلية الجديد اللواء مجدي عبد الغفار، في وزارته، يفجر الإخوان أحد بنوك المحلة.. بالطبع فأعمال مثل تلك تحتاج تحريات شيطانية تسبقها، يتم فيها رصد الهدف والمواعيد المناسبة للتفجير وغيرها، بما يؤكد أن العملية تمت قبل تولي الوزير الجديد وربما تم استعجالها فقط..

ولكن لا نظن باليقين طبعا، أن التوقيت المناسب بالنسبة للإخوان هو التوقيت الذي لا يكون الأهالي فيه بعيدا عن الهدف.. ففيما يبدو أن "عيار" الإخوان قد "فلت" كما يقولون، وبات لا تعنيهم دماء بريئة أو غير بريئة.. سواء يعمل أصحابها في الجيش والشرطة أو مدنيين أبرياء لا ذنب لهم إلا مرورهم في أماكن الاستهداف!

إذن بدأت المواجهة ساخنة ومبكرة بين الوزير والإخوان، وضربة البداية بدأتها الجماعة، ولكن علينا بالضرورة أن نتذكر انفجار أسوان قبل أيام، وعمليات العنف في بني سويف، وانفجار المنيا وفشل تفجير بأسيوط، فضلا عن الشرقية التي طالتها عدة تفجيرات الأسبوع قبل الماضي، بخلاف استمرار حالة العنف في القاهرة والإسكندرية وسيناء على حالها.. وبما يؤكد نية الإخوان في توسيع دائرة العنف أفقيا، لتشمل مدن ومراكز وأحياء وقرى مصر ليس فقط في محاولة تشتيت الأمن وإنهاكه، وإنما أيضا سعيا في توزيع الألم والخطر والرعب على كل المصريين بمحافظات مصر المختلفة، وبما يؤكد رغبتهم المجنونة في إقناع المصريين عنوة بضرورة "المصالحة" مع جماعتهم على قاعدة أن الدم لن يبقى فقط في القاهرة والإسكندرية، وإنما سيطول كل محافظات مصر التي ستستطيع أيادي الإخوان المجرمة الوصول إليها!

الآن يمكن القول إن الأمور تتصاعد بشكل كبير لتنذر بالخطر، وبانفجار عكسي ضد الإخوان يضع البلاد على حافة العنف الانتقامي، وربما خوفا من الدولة للوصول إليه، قد تلجأ إليه على فترات طويلة، وقد تبدأ بعد المؤتمر الاقتصادي، إلى ما يشبه قوات "الدفاع الشعبي" من المتطوعين ليس لاستيعاب الغضب الجماهيري فقط وإنما لتوسيع قاعدة المتدربين على التعامل مع المتفجرات والقنابل وحماية محطات ومحولات الكهرباء والمرافق العامة والمدارس والمستشفيات والبنوك، وأيضا القادرين على الإسعافات الأولية في اللحظات الطارئة.. وهكذا يدفع الإخوان إلى تجييش الشعب المصري كله ضدهم، وربما كان ذلك مطلوبا في ذاته؛ لأنها رسائل ليست فقط للإخوان وإنما لمن يعطيهم التعليمات والتكليفات!

إن فكرت الدولة بهذه الطريقة، فهي تمسك باللغم وتعيده على من ألقاه، وعندئذ فمصر إلى مزيد من التماسك الشعبي ضد الإرهاب والرفض القطعي لأي محاولة للصلح، فالمعركة عندئذ قد أصبحت عمليا - عمليا - وليس نظريا، معركة الشعب كله!
الجريدة الرسمية