رئيس التحرير
عصام كامل

«السيسي» يلتقي وفدًا من مجلس النواب الأمريكي.. والعلاقة بين مصر والولايات المتحدة إستراتيجية.. مطالب مصر من واشنطن تقدير طبيعة الوضع الحالي.. وإدراك أن الشعب المصري يتطلع إلى الحرية والديمقر


يستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة وفدًا من مجلس النواب الأمريكى.

ومن المقرر أن يتم خلال اللقاء استعراض العلاقات المصرية الأمريكية وسبل دعمها، إلى جانب الوضع الحالي في مصر والخطوات المتخذة في إطار دعم التحول الديمقراطي والاستعداد لمؤتمر شرم الشيخ الذي سيعقد الجمعة المقبل.


ثورة يناير
مع قيام ثورة 25 يناير 2011 اضطربت مواقف الإدارة الأمريكية من التطورات على أرض مصر وتباينت المواقف ما بين المطالبة بالهدوء وضبط النفس في معالجة التظاهرات وصولا لمطالبة الرئيس أوباما للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بالرحيل فورًا.

الضغط الدبلوماسى
واستخدمت أمريكا كل سبل الضغط الدبلوماسي والاقتصادي على كل الحكومات المتتابعة للحصول على مواقف تابعة لمواقفها وتوجهاتها، وبدأت حوارا مفتوحًا مع جماعة الإخوان "الإرهابية" وإدارة الرئيس المعزول محمد مرسي بعد ذلك لتحقيق مصالحها ومصالح إسرائيل في المنطقة.

وعارضت قيام ثورة 30 يونيو على نظام الرئيس المعزول وإدارته غير الرشيدة لمقدرات البلاد التي أدت لانقسامات سياسية وشعبية هددت أمن مصر.

الرئيس السيسي
لكن المواقف الأمريكية بدأت في الاعتدال قليلًا بعد انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي لرئاسة مصر بأغلبية أشبه ما تكون بالإجماع الشعبي، الأمر الذي أدى لاستقرار نسبي في الأوضاع الأمنية والسياسية في معظم أنحاء مصر.

الوفود الأمريكية
وتوالت زيارات جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكي ووفود من الكونجرس الأمريكي، إضافة إلى زيارة وفد من موظفي الكونجرس الأمريكي برئاسة آن ماري شوتفاكس كبيرة موظفي اللجنة الفرعية لمخصصات العمليات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي لمصر، وذلك بتكليف من كاي جرانجر رئيسة اللجنة الفرعية في مجلس النواب في إطار حرصها على استمرار العلاقات بين مصر والولايات المتحدة وعودتها لطبيعتها وإزالة أي شوائب، حيث تعتبر جرانجر من أشد قيادات الحزب الجمهوري المدافعين عن استمرار المساعدات الأمريكية لمصر.

العلاقات الثنائية
كما زار مصر وفد مكون من 5 أعضاء مجلس النواب الأمريكى في إطار الزيارات الدورية؛ للتباحث حول العلاقات الثانية وعدد من الموضوعات الإقليمية ووفد من أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي.

سوء الفهم
وعكست تلك الزيارات الحرص من الجانب الأمريكي على إزالة أي سوء فهم قد يكون قد لحق بالعلاقات في الفترة الماضية وتأكيد الاهتمام الأمريكي بتحسين العلاقات.

حقيقة الأوضاع
استقبل الرئيس السيسي عشرات الوفود الأمريكية وأطلعهم على حقيقة الأوضاع والتطورات السياسية والاقتصادية التي شهدتها مصر خلال العامين الماضيين لبلورة رؤية موضوعية وحقيقية تسهم في طمأنة رأس المال وفي تيسير وجذب الاستثمار، مطالبًا الجانب الأمريكي بضرورة تقييم الأوضاع في مصر من منظور مصري وليس أمريكيًا، مؤكدًا أن العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكة علاقة إستراتيجية وأن مصر دولة محورية في المنطقة وتعد عامل الاستقرار بها وأنها مرشحة للعب دور رئيسي لا يمكن أن تلعبه دولة أخرى لإحلال السلام في الشرق الأوسط.

وقال الرئيس السيسي إن العلاقة بين مصر والولايات المتحدة علاقة إستراتيجية حتى مع وجود اختلافات في وجهات النظر تجاه بعض القضايا وهو أمر طبيعي إلا أنها تبقى علاقة مستقرة وقوية.

وأضاف السيسي أن ما تطلبه مصر من واشنطن هو أن تقدر طبيعة الوضع الحالي في مصر التي تعيش في حالة ثورية منذ 4 سنوات، وأن تدرك أن الشعب المصري يتطلع إلى الحرية والديمقراطية وأنه ملتزم بحقوق الإنسان إلا أنها تعيش ظروفًا صعبة في التصدي للإرهاب على عدة جبهات.

مكافحة الإرهاب
وقال "السيسي" إن مصر في مواجهة حقيقية ومستمرة مع الإرهاب وإن المصريين بدءوا جهود مكافحة الإرهاب قبل عام من الآن، حيث انخرطوا في التصدي للجماعات الإرهابية في سيناء.

إرادة شعب
وأكد الرئيس السيسي في تلك اللقاءات أن الديمقراطية ليست حدثًا بذاته ولكنها عملية ممتدة، حيث لا يمكن أن يقتصر دورها على كونها وسيلة للوصول إلى السلطة ثم يتم التخلي عنها وانتهاك الدستور والقانون وإغفال الإرادة الحرة لجموع الشعب المصري، وهي الإرادة القوية التي لا تنكسر والتي طالبت بالتغيير في الثلاثين من يونيو.

وأوضح أنه يتعين إفساح المجال والوقت للتجربة الديمقراطية المصرية لكي تنضج، ومنح الفرصة للشعب المصري لكي يتعرف على إيجابياتها لتعظيم الاستفادة منها وعلى سلبياتها لتلافيها في المستقبل.

ونوّه الرئيس في تلك اللقاءات إلى نجاح مصر وشعبها في إنجاز استحقاقين رئيسيين من استحقاقات خارطة المستقبل هما إقرار الدستور والانتخابات الرئاسية، مشيرًا إلى أن الاستحقاق الثالث والأخير والمتمثل في الانتخابات البرلمانية سيتم إنجازه.

واستعرض الرئيس مع عدد كبير من الشركات ورجال الأعمال الأمريكة فرص الاستثمار الواعدة في مصر في العديد من المجالات، ومن بينها قطاع الطاقة والمشروعات العملاقة مثل مشروع تنمية محور قناة السويس.

فرض الاستثمار
وعرض الرئيس السيسي على وفد موسع من ممثلي كبرى الشركات الأمريكية وأعضاء مجلس الأعمال المصري - الأمريكي وأعضاء الغرفة التجارية الأمريكية بالقاهرة فرص الاستثمار الواعدة في مصر في قطاع الطاقة وتنمية محور قناة السويس. 

كما أشار الرئيس السيسي إلى الجهود التي تبذلها مصر لمكافحة الإرهاب في سيناء، موضحًا أن هذه الجهود لا تصب فقط في صالح الداخل المصري، وإنما في صالح استقرار المنطقة ككل، ولا سيما أن ترك سيناء لتصبح بؤرة للإرهاب والتطرف كان من شأنه أن يحد من قدرة مصر على الوفاء بالتزاماتها وتعهداتها الدولية، الأمر الذي كان سينعكس سلبًا على اتفاقية السلام المصرية - الإسرائيلية.

دعم العلاقات الثنائية
ومن جانبهم أكدت جميع الوفود الأمريكية العلاقات الوثيقة التي تربط بين مصر والولايات المتحدة، مشددين على دعم بلاده وتأييدها مسيرة الإصلاح الاقتصادي في مصر ورغبة الإدارة الأمريكية في نجاح التجربة المصرية على الصعيدين الديمقراطي والاقتصادي لتقدم نموذجًا يحتذى لكل دول المنطقة، ومنوهًا بالجهود التي تبذلها الإدارة الأمريكية لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ولا سيما تحركات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وجهوده لدعم هذه العلاقات.
الجريدة الرسمية