رئيس التحرير
عصام كامل

الأزهر ينفى إغلاق معاهد القراءات ويؤكد دمجها.. «شومان»: المعاهد خاوية وتستنزف المال العام.. «الأمير»: تنتشر فيها حالات الغش والمدرسون يعملون في وظائف أخرى.. المعلمون: باب خلفي للبط


قرر المجلس الأعلى للأزهر تقليص معاهد القراءات الخاصة بتدريس علوم القرآن الكريم، على أن يتم تنفيذ القرار في أقرب وقت ممكن، ونقل الطلاب إلى معاهد أخرى بسبب قلة أعداد الطلاب بمعاهد القراءات خاصة في القرى.


وأشار المجلس إلى أن عدد الطلاب في المعهد الواحد يصل إلى 5 طلاب فقط، وأكد انشغال المعلمين في وظائف حكومية أخرى غير التدريس، خلافا لاعتماد الطلاب على الغش نتيجة عدم اهتمامهم بالاستمرار في الدراسة.

ونفى الأزهر ما أثير على مواقع التواصل الاجتماعى، عن إغلاق جميع معاهد القراءات الأزهرية على مستوى الجمهورية، مؤكّدًا أنَّ العمل لا يزال مستمرًّا بها، ويخدم نفس عدد الطلاب، ويستقبل المزيد منهم في كل فصل دراسي.

دمج المعاهد
وأوضح الأزهر، أنَّه تمَّ دمج عددٍ من المعاهد بناءً على قرارات سابقة أصدرها المجلس الأعلى للأزهر بسبب قلة أعداد الطلاب ببعض معاهد القراءات، خاصة في بعض القرى، والتي يصل في بعضها إلى 5 طلاب فقط، مع عدم الانتظام في الدراسة بها، مشددا على أنَّ هذا القرار جاء حرصًا من الأزهر على تحسين جودة التعليم بمعاهد القراءات وتوفير مدرسين متفرغين.

وقال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، إنه تم اتخاذ قرار بتقليل عدد معاهد القراءات خاصة في القرى بسبب عدم وجود كثافة بها، مشيرا إلى أن المعاهد خاوية من الطلاب والمعلمين فلا يحضر بها أحد، مؤكدا أن أي معهد لا يعمل ولا يوجد به دراسة سيتم إغلاقه على الفور، فالعامل الأول لوجود المعهد أن يكون به دراسة ويعمل، لافتا أنه لم يتم إغلاق جميع معاهد القرى.

وأكد الدكتور محمد أبو زيد الأمير، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، أن القرار جاء من المجلس الأعلى للأزهر، لأن هناك الكثير من المعاهد التي يوجد بها من 5 إلى 7 طلاب فقط في المعهد بأكمله، مشيرا إلى أن القرار تم اتخاذه حرصا على المصلحة العامة والعملية التعليمية وحفاظا على أموال الدولة، مشيرا إلى أن معلمى معاهد القراءات يعملون في وظائف حكومية أخرى ولا يأتون المعاهد.

وأضاف الأمير في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، أن أغلب القرى بها معاهد قراءات، وكل معهد به ما لا يزيد على 5 طلاب لا يحضرون، و88 عضو تدريس وإداريين، وهو ما يعتبر عبئا وزيادة ميزانية دون الاستفادة منها، هذا بالإضافة إلى أن أغلب معاهد القرى بها غش، مشيرا إلى أنه تم تقليص المعاهد إلى 125 معهدا على مستوى الجمهورية.

قرار صائب
وأوضح الدكتور أبو زيد الإسناوى مدير عام منطقة جنوب القاهرة الأزهرية، أنه لا يوجد معاهد قراءات في المنطقة، مشيرا إلى أن قرار تقليصها صائب ويصب في صالح العملية التعليمية، مطالبا باستمرار هذا القرار وتنفيذه على أرض الواقع.

وأضاف الإسناوى في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، أن معاهد القراءات تقبل أشخاص كبيرة في السن، ولا تقتصر على الطلاب، وهم لا يذهبون إلى الدراسة وتكون المعاهد خاوية، مشيرا إلى أن القبول في تلك المعاهد يتم من خلال اختبارات، ويشترط أن يكون المتقدم يحفظ القرآن الكريم كاملا.

وأشار المدير العام لمنطقة جنوب القاهرة الأزهرية، إلى أنه لا يشترط على المتقدم حصوله على شهادة دراسية، ويحصل المتخرج من هذه المعاهد على شهادة عالية فى القراءات وهى معرفة القرآن بالقراءات العشر، فهذه هي محور دراسة معاهد القراءات.

وقال أحمد الجندى معلم لغة عربية: " إنه قرار صائب لأن غالبية طلاب وطالبات معاهد القراءات وخاصة في القرى يتواجدون فقط أيام الامتحانات وبالنسبة لبعض المدرسين في معاهد القراءات فأغلبهم في راحة تامة، نظرا لعدم تواجد الطلاب والطالبات أيام الدراسة،" مؤكدا أن البعض يذهب منهم حرصا على الشهادة فقط بدون التعمق في المناهج.

وأكد أحمد زيدان معلم مواد شرعية، أنه قرار ممتاز، لأن معاهد القراءات الموجودة بالقرى كانت عبارة عن مبنى بلا طلاب، فالطلاب لا يحضرون إلا آخر العام وينجحون بالغش.

وأشار إلى أنها كانت تسبب عجزا شديدا في المدرسين والإداريين والعمال في المعاهد الإعدادية والثانوية الأزهرية، لافتا إلى أن معاهد القراءات كانت بابا خلفيا للبطالة المقنعة لأن المدرسين يتلقون رواتب ولا يعملون نظرا لعدم تواجد الطلاب، فقرار اقتصارها على المراكز وعواصم المحافظات يصب في المصلحة العامة.

الجريدة الرسمية