نَعْنِشني النهاردة ومَوِّتْني بُكرة
عم البدرى فرغلى..البمبوطى البورسعيدى أبو العربى الكبير، هو في نفس الوقت قائمقام وسارى عسكر فيالق أرباب المعاشات، صاحب غزوات الهَرْى والجعجعة بلا طحين، والدليل أن المشاكل كما هي والخوف على أموال أصحاب التأمينات والمعاشات متجدد ولا ينقطع.
تذكرت الرفيق البدرى عندما صادفت الكلام مجددًا عن حماية أموال التأمينات والمعاشات، وبعد الفحص والفعص أضع ما قرأته تحت عيني غادة والى وزيرة التضامن، محذرًا ومنذرًا حتى لا تطير مئات المليارات من البلابل "البلبل هو الجنيه" بعد تعرضه للطهارة والقَص مؤخرًا!
الآن أفرد الأوراق أمام معالى الوزيرة.. سمعت عن مقترحات لحماية أموال التأمينات، من بينها مبادلة أموال التأمينات بأصول شركات عامة ما زالت في قبضة الدولة.. وهنا أود أن ألفت انتباهك إلى أن الحكومة باعت الشركات الرابحة ولم يعد لديها إلا النطيحة والمتردية وما أكل منها اللصوص، فضلًا عن أن العائد من حقوق ملكية أصول بعض الشركات بالنسبة المئوية ضعيف ويتراوح ما بين اثنين واثنين ونُص وتعالى بُص.
من بين المطروح أيضًا لحماية بلابل التأمينات والمعاشات، أن تتولى هيئة التأمينات إدارة بعض المواقع الضخمة مثل الاتصالات وقناة السويس للاستثمار.. وهذا الاقتراح يحتاج إلى وقفة ليست كأى وقفة لسبب بسيط وهو أن معظم موظفى الوزارة والهيئة بكل صراحة من فصيلة "اسندنى يسعدَك" لا يمتلكون قدرات إدارة معلف.
أما اقتراح تحديد قيمة الأصول وتوريقها وطرحها في البورصة، فتلك مخاطرة شديدة على أموال التأمينات، لأنه وكما هو معروف في عالم المال فإن سهم البورصة مثل سهم العوازل طالع ونازل تصعب السيطرة عليه مثل حواجب العوالم.
الخلاصة.. أقول لمعالى الوزيرة استثمار آمن نعم..أما القبول بأىِّ من الحلول المذكورة فكلا وألف كلا، وحذار ممن ينصحك بقبولها بحجة أن "شعرة من ذقن الخنزير مكسب " كما يقول المصريون.. ودعينى أنقل إليك هواجس أرباب المعاشات الضعيفة، وهم نسبة لا يمكن تجاهلها، هم يخشون بمفاجآتهم بقرار وزارى يقضى بصرف كراتين مناديل ورق، وكروت عليها آية الكرسى لمن يتقاضون معاشًا قدره "1200" جنيه، وعكاكيز خشب لأصحاب المعاشات من 500 إلى 800 جنيه، ليسرح الجميع في الأتوبيسات وعلى النواصى وأضرحة الأولياء إلى أن يحين رفع المعاش أو يحين الأجل أيهما أقرب.. غير أن الأهم من كل ذلك أن أرباب المعاشات البركة في حالة إحباط لسبب آخر، وهو أن أزمة أموال المعاشات ظهرت في عصر الفياجرا، في وقت كانوا يتحرقون شوقًا إلى إضافة نفحة بلابل على المعاش تحت بند بَدَل نَعْنَشة، من باب نعنشنى النهاردة وموتنى بكرة.