تفاصيل لقاء «السيسي» والسكرتيرة التنفيذية لـ «الأمم المتحدة».. الرئيس يطالب بتقديم المساعدات الفنية والمالية للدول النامية.. القضاء على الفقر.. ويؤكد اهتمام مصر بإنجاح «مؤتمر
اِلتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح أمس الخميس، بالسيدة كريستيانا فيجيريس، السكرتيرة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، حيث استهل الرئيس اللقاء، بالتأكيد على أن مصر تولي أهمية خاصة للمفاوضات الجارية حاليًا، تحت مظلة الاتفاقية الإطارية لتغير المناخ، نظرا لإدراكها لحجم التحديات المناخية.
فرصة لتحفيز الاقتصاد
وأشار الرئيس إلى أن تلك المفاوضات، تشكل فرصة حقيقية لتحفيز اقتصاديات الدول النامية، ويمكن أن تساهم بشكل مباشر في التنمية المستدامة والقضاء على الفقر، عن طريق إيجاد فرص عمل جديدة، وجذب استثمارات في مجالات اقتصادية مختلفة، وهو ما سيساهم في تحفيز نمو الاقتصاد العالمي.
قضايا المناخ
وأضاف الرئيس أنه يتعين اعتماد مبدأ المسئولية المشتركة ذات الأعباء المتباينة، كأساس يحكم مسئوليات الدول المتقدمة والنامية إزاء قضايا المناخ، أخذًا في الاعتبار أهمية قيام الدول المتقدمة، التي لا زالت عليها التزامات لتخفيف انبعاثاتها الحرارية، بتقديم المساعدات الفنية والمالية للدول النامية لمساعدتها على المضي قدمًا في تنفيذ التزاماتها البيئية عبر إقامة مشروعات الطاقة المتجددة.
الطاقة الشمسية
وفي هذا الصدد، نوَّه الرئيس إلى الإمكانات الطبيعية المتوافرة لدى العديد من الدول النامية، ومن بينها مصر، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتوافر المشروعات والدراسات الفنية المعدة بالفعل، والتي تتوقف فقط على توفير التمويل.
الغابات والتصحر
كما ذكر الرئيس، أن توفير مصادر الطاقة المتجددة للدول الأفريقية سيساهم في الحد من اِستنزاف الموارد البيئية مثل الغابات، وهو الأمر الذي يساهم في تفشي ظاهرة التصحر، التي يتعين مواجهتها بحسم من جانب المجتمع الدولي.
محركات النمو الاقتصادى
من جانبها، أعربت "فيجيريس"، عن اتفاقها التام مع الرئيس، حيث أوضحت أن منظور تناول تغير المناخ لم يعد بيئيًا فقط بل أضحى اقتصاديًا أيضًا ومحركًا من محركات النمو الاقتصادي، معربة عن اتفاقها مع الرؤية المصرية، بضرورة مساعدة الدول المتقدمة للدول النامية، عبر خفض تكلفة إنشاء محطات الطاقة المتجددة، ولاسيما الطاقة الشمسية.
منتدى دافوس
وأضافت أنها تابعت رؤية مصر الاقتصادية التي عرضها الرئيس في منتدى دافوس الاقتصادي، مؤكدة أهمية مساعدة مصر في تمويل المشروعات العملاقة، ولاسيما في مجال الطاقة المتجددة، لافتة إلى أن مصر سيكون لها دور فاعل في مؤتمر الدول الأطراف الذي سيعقد بباريس في ديسمبر 2015، حيث تتولى حاليًا رئاسة كل من لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية المعنية بتغير المناخ وكذا مؤتمر وزراء البيئة الأفارقة، معربة عن أملها في أن يتوصل المؤتمر إلى اتفاق عالمي، وأن يتم تدارك الخلافات التي حالت دون التوصل إلى اتفاق في مؤتمر كوبنهاجن عام 2009.
مؤتمر باريس
وفي ذات السياق، أكد الرئيس اهتمام مصر بإنجاح مؤتمر باريس، وأنها ستبذل قصارى جهدها للتعاون أثناء المفاوضات، مشيرًا إلى أن الدول الأفريقية، لديها استعداد للتعاون إذا تمت مراعاة مصالحها، لافتا إلى أن الدول النامية التي تعاني ظروفًا اقتصادية صعبة، لن تتمكن من التوصل إلى الخبرة الفنية والتكنولوجية اللازمة للاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، على الصعيدين النظري والتطبيقي، منوها إلى أن هذا يظهر دور الدول المتقدمة في نقل الخبرة التكنولوجية، عبر الدراسات المشتركة، ودعم التمويل من أجل تيسير الاعتماد على الطاقة المتجددة، حتى يمكن تقريب وجهات النظر والتوصل إلى اتفاق عالمي في مؤتمر باريس.
صندوق المناخ النظيف
ومن جانبها، أشارت "فيجيريس"، إلى إنشاء "صندوق المناخ النظيف"، برأسمال يُقدر بنحو 10.2 مليار دولار، وسيتم تقديم التمويل خلال هذا العام بناء على المشروعات التي ستتقدم بها الدول النامية، منوهة إلى أنه سيشمل نشاط الصندوق عدة مجالات من بينها الاعتماد على الطاقة المتجددة، بهدف خفض الانبعاثات الكربونية، ودعم مشروعات حماية المياه والشواطئ وقطاع الزراعة، موضحة أن كافة الدول النامية، يمكنها الاستفادة من الصندوق، وأن مصر من الدول التي لديها المشروعات المناسبة والبنية التشريعية اللازمة للاِستفادة من موارد الصندوق.