أعترف: سربت المستندات لـ"الشعب" ضد الألفى -2
كان لابد أن تصل المستندات الخطيرة والمهمة والتى وظفتها ببراعة جريدة الشعب ضد بعض رجال الداخلية بسرعة، ليسهل ترتيبها ودراستها وفهمها وتوزيعها على فريق الحملة ليحولها إلى موضوعات صحفية.. ولأن الأستاذ محمد القدوسى كان وقتئذ جارى فى التجمع الأول فى وحدات سكنية حصل عليها الصحفيون لذا كان اللقاء بمنزله.
اشترطت ألا يكون على موعد مع أحد وفى بيته أخبرته بالأمر ومنحته رءوس موضوعات وفكرة عما بالمستندات من أهمية..لم يصدق القدوسى، مدير تحرير الشعب وقتها، نفسه.. وطالب بأن نكون عند اللواء الكاشف بأسرع ما يمكن.. واتفقنا على اللقاء بمنزل الكاتب الصحفى الأستاذ خالد يوسف، وهو شقيق زوجة المرحوم عادل حسين أمين عام حزب العمل وكان يساريا ثم اختار السير فى طريق أسلمة حزب العمل.. كان بيت خالد يوسف بمصر الجديدة هو الأقرب لمنزل اللواء الكاشف.. انتقلنا إلى هناك وبعد قليل ذهبنا إلى منزل الكاشف.. استعرضنا المستندات وصورا منها وبقيت بعض الأصول عند اللواء الكاشف لحماية ظهر الجريدة إن قاضاها أحد.
وانطلقت حملة الشعب ضد الألفى وبعض قيادات الداخلية من جديد.. ولم يستطع أحد أن يقترب من صحة ما ينشر من وثائق حتى استطاع النظام السابق غلق الشعب وحل حزب العمل فيما بعد لأسباب أخرى، فى أسوأ صور القهر والعدوان على الحريات ضد نظام تفاخر كثيرا بأنه لم يقصف قلما ولم يغلق صحيفة، وللدقة فهو لم يغلق صحيفة بمفردها وإنما معها حزبها أيضا!!
اليوم صار اللواء الكاشف عند ربه بعد حادث أليم.. وتمر ذكراه الثانية بعد أسابيع.. وهكذا.. كان بيننا رجال أوفياء لوطنهم شرفاء فى مواقعهم.. لم يتاجروا بما فعلوا وقدموا.. وإنما دفعوا الثمن راضين مرضيين.. صابرين محتسبين.. وهكذا الكثيرين جدا من أهل بلدى!