رئيس التحرير
عصام كامل

مرسى الخوارج .. من بوجرا إلى بورسعيد


عمل الريس مرسى فى ناسا، وبالتالى فهو قادر أن يعبر القارات، ليرعى عشيرته ولا يُبالى بمواطنيه هنا فى مصر.. فها هم فى "الجماعة الإسلامية" فى بنجلاديش، وأثناء حرب الانفصال عن باكستان، فى 1971، قتلوا ونهبوا وأحرقوا واغتصبوا وأجبروا الكثيرين من الأقلية الهندوسية على الإسلام.. فمن نكون نحن، أمام كل تلك الأفعال التى يُشجعها الخوارج من الإخوان، فى حروبهم ضد الأغيار، ولو كانوا من المسلمين فى أغلبهم؟!


ولقد حكمت محكمة فى بنجلاديش، ذات الأغلبية المُسلمة، مؤخراً، على دلاور حسين سعيدي، نائب أمير الجماعة الإسلامية هناك، بالإعدام، لاتهامه فى جرائم بشعة أثناء حرب الانفصال. فما كان من أهله وعشيرته من "حبايب الإخوان"، إلا أن انتفضوا، وقامت الدنيا ولم تقعد، وبادلوا الشرطة بمدينة بوجرا Bogra، التى تقع حوالى 230 كيلومتراً شمال العاصمة دكا، إطلاق النار، واقتحموا بها أقسام شرطة وأشعلوا النيران فى بعض البيوت، بما فى ذلك بيوت قيادات بحزب "عوامي" الحاكم، وبيوت بعض من الأقلية الهندوسية. كما فككوا بعض قُضبان السكك الحديدية وأوقفوا الكثير من حركة القطارات. وقد قُتل فى تلك الأحداث نحو 60 نفسًا، وهو عدد أقل ممن قتل فى أحداث العنف فى مصر منذ اندلاعها!!

ولأن الريس مرسى عابر للقارات، فإنه "يضغط" على الحكومة البنغالية لوقف العُنف تجاه أهله وعشيرته. فهو يهتم بهؤلاء، ولا عزاء لعنف نظامه تجاه البورسعيدية. "فالتنظيم" و"الجماعة"، و"الأهل والعشيرة"، أهم من الوطن بمن فيه، بالتوافق مع أدبيات الإخوان، إلا إن كُنا نتكلم عمن اتهموا أو أُدينوا بجرائم جلل. فهؤلاء "السوابق" من الأهل والعشيرة، يتم إصدار العفو عنهم، كما فعل الريس مرسى كثيراً، ومؤخراً مع "14 مسجونًا على ذمة قضايا سياسية وجنائية" اتهموا فيها بجرائم إرهابية!!

وبينما الهند تطمح فى دولة مدنية ببنجلاديش، فهى لا تُعلق على الأحداث فى الدولة المُجاورة لها، ولكن الريس مُرسي، البعيد جدا عنها يُعلق، لأن المحكوم عليه من أهله وعشيرته. ففى الهند وصلت الأمور إلى تعايش بين مُختلف الديانات، إلا فى أوقات إرهاب الأهل والعشيرة، ووقتها تُعمل الشرطة الهندية أدواتها تجاه الجميع، دونما تفرقة، لإرساء الأمن والأمان.

فمرسى يُرسل رسائل للتعايش بين الأهل والعشيرة من المُدانين جنائيًا، بينما الهند تُرسل رسائل للتعايش بين سائر الأديان بالتوافق مع القانون. فكأنك ترى الهند - التى بها مُسلمين أكثر من المتواجدين فى مصر - تُعرقل الإرهاب، بسماحة سياساتها المُتعايشة، بينما هى دولة قوية على شتى الأصعدة، والريس مرسي، المُفترض تمثيله لمصر التى تُعانى الأمرين، مُمثلاً للأهل والعشيرة، داعماً للإرهاب!!

واضح أنه فرق ثقافات، وبالتالى أهداف، لأن الهند لم تتدخل حتى لمُناصرة الهندوس ممن أُحرقت بيوتهم على أيدى الخوارج فى بوجرا، حيث تحترم القانون الدولى والقواعد الدولية!!

وهنا فى مصر، مدينة باسلة، لتاريخها الوطني. إنها "ميناء سعيد Port Said"، التى يسودها العنف منذ أزيد من الشهر، تجاه أبنائها، ولم نر نفس تلك الحمية الرئاسية المرساوية، تجاه أهلنا فيها.

إنها رسالة مرسى لتوحيد قوى أهله وعشيرته، ليس فقط ضد المصريين، ولكن ضد الآمنين فى المجتمع الدولي، وضد إعمال القانون المدنى أو حتى الشريعة الإسلامية، فى أى مكان!!

إنه مرسى الخوارج، من بوجرا إلى بورسعيد، وفى كل مكان، فى ازدراء صارخ للسلام، الذى هو أساس الإسلام!!

فان كان رب البيت إخوانجيًا، مُنتهكاً للقانون المحلى والدولي، فشيمة أهل البيت الفوضى!!

والله أكبر والعزة لبلادي،

وتبقى مصر أولاً دولة مدنية

الجريدة الرسمية