عضمة التسريبات!
جاهدت أكثر من مرَّة للتعاطف مع عقول إخواننا بتوع "عضمة التسريبات"، والحقيقة فشلت فشلًا ذريعًا يصعب على الكافر والإرهابي وبتوع داعش، لا لأن هذا الهري الفارغ عديم القيمة شكلًا ومضمونًا، ولا لأنه بلا جدوى ولو معنوية من باب العيار اللي مايصيبش يدوش، وفشل جهادي ذلك، خاصةً وقد أسأت الاختيار لسبب بسيط، هو التأكُّد للمرَّة المليون أن العالم دي ماعندهاش عقول أصلًا، يعني حتى لو فلحت أنك تخلق التعاطف لنفسك بالعافية، فمش هاتقدر تجيب لهم عقول!
ولو كان أمر خروج التسريبات من جهات وأماكن سيادية بهذه السهولة، لكان الأسهل هو اكتشاف انقلاب يونيو قبل وقوعه، ومُصطلح الانقلاب طبعًا مُصطلح فارغ وأهبل، يمتلك نفس قيمة ووزن التسريبات بالضبط، وهي أمور لا يتمسَّك بها إلا عديمو المنطق، الذين طارت عقولهم مع طيران الإخوان من على عرش مصر!
والعجيب أن الإرهاب صاحب الباع الطويل في الانتساب للجماعات الإسلامية بكافة أشكالها واتجاهاتها، وعلى رأسها الإخوان، بيلاقي ناس تطبل له، وتتهم النظام الحالي بأنه يقف خلف التفجيرات اللي بيعملها نفس الإرهاب، وبيُعلن بنفسه عن القيام بها أو التهديد بغيرها (بيت المقدس - حماس - أجناد مصر - داعش)، على طريقة تكلِّم مين تلهيك، واللي فيها تجيبه فيك!
يعني بالبلدي النظام الحالي يقتل مواطنيه وحتى ضُباطه؛ علشان يداري على قال أيه "التسريبات"، والغريب أن قتل الضُباط والعساكر المصريين، دائمًا ما يأتي بتحريض علني أحمق مافيهوش حتى شوية "لؤم" من واحد زي (البلتاجي) والفيديوهات موجودة، وفتاوى من مُجرم زي (القرضاوي)، الذي أفتى بقتل الجنود المصريين، مُحذرًا من حُرمانية دم الجنود الإسرائيليين، و"حَزقة" من المعتوه (محمد ناصر) بالتحريض الصريح بقتل الضُباط والجنود، يعني باختصار، الثُلاثي المذكور - كمثال لا حصر - يقوم بالتحريض على الإرهاب والقتل، فيرُد النظام الحالي بتنفيذ التوجيهات والتحريض، ويقتل ضباطه فعلًا، يا أخي داهية تخيِّب الخايب!
وعن التفجيرات المُتعمدة، فهل من مصلحة النظام الحالي وضع مصر في حالة من القلق الأمني الشديد، خاصةً مع اقتراب موعد المؤتمر الاقتصادي الذي أكد الإخوان - رسميًا - أنهم يعملون بكُل قوتهم لإفشاله؟.. يعني أنت عاوز تعمل مؤتمر اقتصادي، تقوم تعمل تفجيرات بنفسك، علشان تفشِّل المؤتمر الذي تضع عليه آمالًا عريضة لإنقاذ البلاد، ودفعها لمسار استقرار سليم، وبالتالي نجاح لثورة يونيو، تقوم تفجَّر نفسك، وكمان تولَّع الحرائق في عدة أماكن، ومن ضمنها قاعة المؤتمرات، واللا بالعقل - لو عندك استعداد - تفتش عن المُستفيد من الإشعال الدائم للأحداث، والقضاء على أي فُرصة للاستقرار والتقاط الأنفاس، ومنح العالم صورة أفضل عن مصر الهادئة الآمنة؟!
الغريب أن الإخوان ومواليهم، الذين هللوا للتسريبات، وعايشين عليها، هُما نفسهم المتسربين (على رأي المقلوع بتاعهم)، بتوع مؤتمر سد النهضة على الهواء مُباشرةً، وأخونا السياسي الحنك "مش المُحنَّك" (أيمن نور)، والجهبذ (مجدي أحمد حسين)، ووجهات النظر المنبثقة من التحرُّك اللوذعي الفضائحي في كيفية إغراق مصر بالسفه والعبط بتاعهم، ولو تحدثت معهم عن كون هذا تسريبًا، فسيرُد عليك الأخ (باكينام الشرقاوي) صاحب قرار بث هذا الهطل على الهواء، مؤكدًا أنه مش تسريب ولا يحزنون، وأن المحبس كان "مفتوح عيانًا بيانًا"؛ علشان اللي ماشافشي يشوف، ولعلمك زي ما مصر غرقت وقتها بسفه الإخوان وحلفائهم، أثيوبيا راخرة مش غرقت بس، لأ دي ماتت من الضحك على خيبة نظام فاشل جاهل متآمر وأهبل!
طيب دي ناس مُمكن تثق فيها وتصدقها؟ دي - بذمتك - ناس تمشي وراها، وتعيش اللحظة لما يقولوا لك إن قنبلة دار القضاء العالي - مثلًا - جاءت قال أيه من الدولة لتغطية حلقة (معتز وجيري) اللي (معتز) قعد يقرقض في عضمة التسريبات قبلها بيوم؟.. طيب بذمتك مش مكسوف من نفسك وأنت بتردد الكلام ده زي البغبغان، وزي ما سبق ورددت أن (السيسي) مات، والجيش انشق، ولسَّه ماسك في عضمة أن (مرسي) راجع، زي ما أنت ماسك في عضمة التسريبات.. صحيح هو أيه حكاية العضم معاكم؟!