«تفاصيل يوم رئاسي».. السيسي يبحث مع الحكومة آخر تطورات المؤتمر الاقتصادي.. يدعو أمير الكويت لحضور القمة العربية.. ويستعرض مشاكل التصحر والطاقة المتجددة مع وكيل أمين الأمم المتحدة
بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي، يومه الرئاسى، بلقاء وزراء البيئة الأفارقة وذلك في إطار تولي مصر رئاسة لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية المعنية بتغير المناخ، وكذا رئاسة اجتماع وزراء البيئة الأفارقة حيث استهل السيسي اللقاء بتوجيه الشكر للرئيس التنزاني ووزير البيئة التنزاني، على رئاسة تنزانيا الدورية للجنة والمؤتمر في دورتهما السابقة، مشيدًا بالجهد الذي بذلته تنزانيا بالتعاون مع الدول الأفريقية؛ للدفاع عن حقوق القارة الأفريقية، والتحدث باسم دولها في قضايا البيئة وتغير المناخ.
وأكد الرئيس أن الفترة المقبلة ستتضمن العديد من الفعاليات الدولية البيئية التي تتطلب التنسيق الجيد على المستوى الأفريقي؛ للدفاع عن مصالح القارة، ومن أهمها الاتفاق الجديد بشأن تغير المناخ، والتوصل لأجندة التنمية لما بعد عام 2015، كما أشار في هذا الصدد إلى مبدأ المسئولية المشتركة المتباينة الأعباء كأساس للمفاوضات الجارية حاليًا؛ للتفريق بين التزامات الدول النامية والمتقدمة، مع ضمان وسائل التنفيذ المناسبة، ومن بينها التمويل، ونقل تكنولوجيا، وتنمية القدرات.
اتفاق متوازن بشأن تغير المناخ
وشدد الرئيس على أهمية التوصل لاتفاق متوازن بشأن تغير المناخ، يستجيب لاحتياجات ومتطلبات الدول النامية خاصة الأفريقية، علما بأن دول القارة لا تتحمل المسئولية التاريخية عن زيادة الانبعاثات الحرارية، بل تُعد القارة متعادلة كربونيا من حيث حجم الانبعاثات وامتصاصها.
النمو والتنمية
وأكد السيسي أحقية دول القارة في النمو والوصول إلى معدلات تنمية مقبولة تحقق طموحات الشعوب الأفريقية، مع الأخذ في الاعتبار أن أي اتفاق بيئي جديد يجب ألا يؤثر على قدرة منتجات الدول الأفريقية على النفاذ إلى أسواق الدول المتقدمة، ولا يشكل عائقًا أمام التجارة الدولية.
دور المرأة
ونوّه الرئيس، إلى أهمية دور المرأة الأفريقية في نجاح تطبيق السياسات البيئية، ودعا وزراء البيئة الأفارقة لإعطاء أولوية خاصة لمشاركة المرأة وتمكينها لمواجهة التحديات البيئية في أفريقيا، خاصة أنها تساهم في تحمل عبء إعانة الأسرة، وكذا في مختلف أوجه النشاط الاقتصادي ومن بينها الزراعة.
الاقتصاد الأخضر
وأشار السيسي، إلى دور الاقتصاد الأخضر كآلية للتنمية المُستدامة والقضاء على الفقر، وتوفير وظائف جديدة للشباب؛ لاستيعابهم ضمن منظومة اقتصادية متطورة تحافظ على استدامة موارد ومقدرات القارة للأجيال القادمة، مؤكدًا أهمية البدء في تفعيل البرامج الأفريقية الرائدة وإعداد المشروعات المرتبطة بها.
التحديات والموارد الطبيعية
وأضاف أن التحديات التنموية المرتبطة بموضوعات ندرة المياه والأمن الغذائي وإنتاج الطاقة، ترتبط بشكل مباشر بتحديات تغير المناخ، وهو الأمر الذي يعيد التأكيد على مسئوليتنا كدول أفريقية؛ لإيجاد التوازن المطلوب بين أولويات التنمية والحفاظ على الأمن الغذائي لشعوب دول القارة.
كما أكد الرئيس أهمية الحفاظ على استدامة الموارد الطبيعية لدول القارة، مشيرًا إلى أن ذلك سيساعد على تحقيق التنمية المستدامة والحد من الفقر، وتنفيذ الأهداف الإنمائية الأخرى وتعزيز السلام والاستقرار في أفريقيا.
وكيل أمين عام الأمم المتحدة
كما التقى الرئيس السيسي، باخيم شتاينر وكيل أمين عام الأمم المتحدة والمدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة حيث أكد الرئيس خلال اللقاء اهتمام مصر بقطاع الطاقة المتجددة والحفاظ على البيئة وتشجيع كل الإجراءات التي تساهم في الحفاظ عليها، منوها عن المشكلات التي تواجه دول القارة الأفريقية، ومن بينها مصر، فيما يتعلق بالاعتماد على الطاقة المتجددة والتي ترتبط في المقام الأول بالتمويل وتوافر التكنولوجيا، ومن ثم فإن هناك حاجة إلى الدعم من جانب الدول المتقدمة لتيسير اعتماد الدول الأفريقية على الطاقة المتجددة.
تغير المناخ
وقال الرئيس إن الجانب المصري يبذل قصارى جهده للتوصل إلى اتفاق جديد حول "تغير المناخ"، يكون ملزمًا لجميع الأطراف في مؤتمر باريس، كما تعمل مصر على تضييق فجوة الاختلاف بين الدول النامية والمتقدمة، مشيرا إلى أهمية ارتكاز الاتفاق الجديد لتغير المناخ على مبدأ المسئولية المشتركة متباينة الأعباء، ومراعاة الدول متوسطة الدخل والأقل نموّا، والتي تنتمي إليها العديد من الدول الأفريقية.
خفض الانبعاثات الحرارية
وأعرب الرئيس عن رفض تضمين الاتفاق أي إجراءات أحادية الجانب لخفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، مؤكدًا أهمية عدم تأثير الاتفاق الجديد على قدرة منتجات الدول الأفريقية على النفاذ إلى أسواق الدول المتقدمة بدعوى حماية البيئة.
وأشار إلى أهمية توفير الاتفاق الجديد وسائل التنفيذ ومن بينها التمويل ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات، مؤكدًا أن نجاح أجندة التنمية لما بعد عام 2015 يتوقف على توفير تلك الوسائل واستمرار المساعدات الإنمائية الرسمية المقدمة للدول الأفريقية.
مكافحة التصحر
وأولى الرئيس اهتمامًا لمكافحة التصحر، منوهًا عن ضرورة العمل على وقف الاستخدام الجائر للغابات، والحاجة إلى وضع خطة لتعزيز اتفاقية مكافحة التصحر لما توليه مصر والدول الأفريقية من أهمية لموضوعات الجفاف والظواهر المناخية المتطرفة التي تهدد الأمن الغذائي لدول القارة، مع الإعراب عن استعدادنا للتعاون من خلال توفير خبراء من مراكز الأبحاث التابعة لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي.
المؤتمر الاقتصادي
واجتمع السيسي بالمهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، ومحافظ البنك المركزي، ووزراء التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، والكهرباء والطاقة، والبترول والثروة المعدنية، والتعاون الدولي، والمالية، والاستثمار حيث تم خلال الاجتماع الوقوف على آخر التطورات الخاصة بالإعداد لمؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري المقرر عقده في شرم الشيخ خلال الفترة من 13 إلى 15 مارس الجاري.
ووجّه الرئيس بضرورة الإعداد الجيد للمؤتمر من الناحيتين التنظيمية والموضوعية، بما يسمح بخروج المؤتمر بنتائج إيجابية وفعالة وملموسة على أرض الواقع، ويؤدي إلى تنشيط قطاع الاستثمار باعتباره أحد المجالات الحيوية بالنسبة للاقتصاد المصري.
كما وجَّه الرئيس، بوضع آلية لمتابعة نتائج المؤتمر الاقتصادي والمضي قدمًا بشكل سريع في تنفيذ المشروعات التي يتم الاتفاق عليها آخذًا في الاعتبار أن تنامي معدلات الاستثمار في مصر ستكون له نتائج إيجابية مباشرة على زيادة الإنتاج وتشغيل الشباب وتوفير فرص العمل لهم.
وتم خلال الاجتماع استعراض ملامح إصلاح الشق التشريعي المتعلق بالاستثمار والقوانين ذات الصلة، خاصةً بعد أن أقر مجلس الوزراء في اجتماعه الأسبوعي الذي عُقد اليوم، مشروع قانون الاستثمار الموحد الذي وافقت عليه لجنة الإصلاح التشريعي بصيغته النهائية، تمهيدًا لإصداره بعد العرض على الرئيس.
ودعا الرئيس السيسي، أمير دولة الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح؛ لحضور اجتماع مجلس جامعة الدول العربية، المقرر عقده بشرم الشيخ خلال شهر مارس الجاري.
جاء ذلك خلال استقبال أمير الكويت السفير المصري عبد الكريم محمود سليمان، اليوم الأربعاء، بقصر بيان، وحضر المقابلة نائب وزير شئون الديوان الأميري الشيخ على جراح الصباح.
وسلم السفير المصري لدى الكويت، رسالة خطية من الرئيس السيسي للأمير صباح الأحمد، تضمنت دعوته لحضور اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته السادسة والعشرين، المقرر عقدها بمدينة شرم الشيخ خلال شهر مارس الجاري.