زواج الآباء والأمهات بين الحاجة ورفض الأبناء.. ندى: أمر غير مقبول للأم.. نادر: لا يحق لأحد منع شرع الله.. عامر: أوافق على المبدأ.. محمود: الوحدة قاتلة.. نوال: قرار غير متزن.. سميرة: لهم حرية التصرف
بعد أن يكبر الآباء، وتنتهي مهمتهم في رعاية الأبناء، ويتوفى الله أحد الزوجين، يشعر الطرف الآخر بالوحدة والعزلة، ويفتقد أنس الشريك، وهناك من يستطيع تحمل الأمر، وآخرون لا يستطيعون، فيبدأون في التفكير بالزاوج من جديد، لكن يقف أمام الكثيرين مسألة رأي الأبناء ورد أفعالهم تجاه هذا القرار، خاصة الأم عندما تقدم على الزواج لحرجها من أبنائها الرجال، وأزواج بناتها.
وسألت "فيتو" بعض السيدات والرجال والآباء والأبناء: "هل يحق للأبناء التدخل في قرار زواج الأب أو الأم بعد وفاة أحد الزوجين، سواء برفض أو قبول؟!".
أمر غير مقبول
في البداية تقول ندى: "هناك بعض الأمور التي يفرضها علينا المجتمع، بعيدا عن الدين والشرع، ففي مسألة زواج الآباء بعد مرور عشرات السنين، وكبر السن، قد يحق للأب، لأنه يحتاج لامرأة تخدمه، وتأخذ بيده، ولكن مسألة أن تتزوج الأم بعد أن أصبح لديها أبناء رجال، وبنات متزوجات أمر غير مقبول، حيث يمكنها أن تخدم نفسها، أو أن تخدمها بناتها، أو أن تعيش عند أحد أبنائها".
البحث عن "ونيس"
ويرفض نادر الرأي السابق، بقوله: "طالما أن الوالدين سواء الأب أو الأم قد أدى رسالته في الحياة، وربى أبناءه واطمأن عليهم، وفقد شريك عمره، فمن حقه أن يبحث عن (ونيس) يكمل معه ما تبقى من حياته، ولا يحق لأحد من الأبناء، التدخل في هذه المسألة التي شرعها الله، وكفلها القانون".
لا يجب الاعتراض
ويرى عامر، أن المسألة تتضمن المزيد من العمق، فالزواج في حد ذاته، سواء للأب أو الأم لا يجب الاعتراض عليه أو رفضه، طالما أن الله قد سمح به، لكن يبقى اختيار الزوجة أو الزوج، وهنا يمكن أن يتدخل الأبناء، في حالة إن أساء أحد الوالدين اختيار الطرف الآخر، كأن يكون أصغر سنا بشكل مبالغ فيه، خاصة مع الأم، أو يكون من مستوى اجتماعي لا يليق.
الوحدة قاتلة
وبالنسبة للآباء وآرائهم فيقول محمود، 65 عاما: "من حق الوالدين أن يفكرا في أنفسهما، طالما أدا رسالتهما بشكل كامل، فالإنسان يميل دائما للحياة مع الآخرين، والوحدة قاتلة، ولكن لابد من مراعاة عامل السن والوضع الاجتماعي لمن سيتزوج، خاصة بالنسبة للمرأة، حتى لا تتسبب في إحراج لأبنائها إن تزوجت من شاب صغير على سبيل المثال".
قرار غير متزن
وترفض الحاجة نوال المسألة برمتها، وتقول إنها ترفض أن تتزوج المرأة بعد موت زوجها، فهي لن تقضي في الحياة القدر الذي عاشته مع زوجها، فلتكمل حياتها على ذكراه، وذكرى الأيام الجميلة التي جمعتهما معا، ومع أبنائهم، وعلى الأبناء التصدي لمثل هذا القرار غير المتزن.
حرية التصرف
وترفض الرأي السابق سميرة، 69 عاما، وتقول: "مسألة الزواج بعد موت الشريك لا يمكن أن يحكم فيها أو يحددها إلا الشخص نفسه، فهناك رجل لا يستطيع الحياة دون زوجة، وآخر يعيش ما تبقى من عمره على ذكرى حبه لزوجته، والمرأة نفس الشيء، لذلك لا يجب أن نكون أوصياء على أي زوج أو زوجة، فلنترك لهم حق التصرف، وعلى الأبناء مباركة الزواج طالما أنه لن يسبب لهم أي إحراج أو مشاكل".