اليونيب: تخصيص غانا 233 مليون دولار لتمويل التكيف «ضرورة»
كشف تقرير حديث لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (يونيب)، أن أفريقيا هي القارة المتوقع فيها تغير المناخ بشكل أسرع من الطبيعي، مقارنة بأي قارة أخرى، مما يجعل التكيف مسألة عاجلة.
وأوضح التقرير أن توقعات ارتفاع درجات الحرارة في السيناريوهات المتوسطة، توضح أن مناطق واسعة من أفريقيا سوف يتجاوز ارتفاع الحرارة فيها درجتين مئويتين خلال العقدين الأخيرين من القرن الحالي بالمقارنة بمتوسط درجة الحرارة السنوية في أواخر القرن العشرين.
وأضاف: أنه في حالة ارتفاع الإحترار، فإن درجات الحرارة قد تتجاوز 2 درجة مئوية بحلول منتصف القرن الحالي في معظم أنحاء أفريقيا، لترتفع ما بين 3 إلى 6 درجات مئوية بحلول نهاية القرن، مما يؤثر بشكلر كبير على الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي وصحة الإنسان وتوافر المياه.
وذكر أنه في حالة ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 4 درجات مئوية، فإن التوقعات بالنسبة لأفريقيا تشير إلى إمكانية ارتفاع منسوب مياه البحر بشكل أسرع من المتوسط العالمي، ليتخطى المستويات الحالية بـ 80 سنتيمترا بحلول عام 2100 وذلك بطول سواحل المحيطين الهندي والأطلسي، يصاحب ذلك ارتفاع كبير في عدد الأشخاص المعرضين لخطر الفيضانات في المدن الساحلية في كل من موزمبيق وتنزانيا والكاميرون ومصر والسنغال والمغرب.
ومن جهته، قال ينيليث ماهنج، وزير البيئة التنزاني، إن هذه ليست مجرد مسألة مال، فإن الملايين من الناس أصبحت أرزاقهم على المح، مؤكدًا أن شعوب أفريقيا سوف تواجه خطرا متزايدا من جراء نقص التغذية نتيجة زيادة الطلب على الغذاء والآثار الضارة لتغير المناخ على الزراعة في القارة.
وأشار "ماهنج" إلى ارتفاع درجات الحرارة بمقدار درجتين مئويتين، سوف يعرض أكثر من 50 بالمائة من سكان القارة الأفريقية لخطر نقص التغذية.
وأظهرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ IPCC، أنه بدون تخفيفا إضافيا للإنبعاثات، وأضافت:"نحن مقبلون على احتراربمقدار 4 درجات مئوية".
وتابع ماهنج:" أنه لكي نكون على مستوى التحدي ونستطيع التصدي للضرر الذي سيسببه تغير المناخ في أفريقيا، ولكي نفعل جدول أعمال التنمية المستدامة لما بعد عام 2015 لا بد ألا ندخر أي جهد في استكشاف الفرص المتاحة لدعم إجراءات وتدابير التكيف في أفريقيا".
ويوضح التقرير إلى أي مدى تستطيع الدول الأفريقية أن تسهم في سد فجوة التكيف، خاصة في مجال تحديد الموارد المطلوبة لهذا الغرض.
وتشير الأدلة إلى أن بعض الدول الأفريقية مثل غانا وإثيوبيا وجنوب أفريقيا يستغلون بالفعل مواردهم الخاصة في جهود التكيف، كما تشير الدراسات الوطنية في التقرير أنه بحلول 2029 /2030، في ظل سيناريوهات النمو المتفائلة بشكل معتدل.
ومن منطلق سيناريوهات إفتراضية، فأن غانا مثلا يمكنها تخصيص 233 مليون دولار أمريكي لتمويل التكيف، وإثيوبيا 248 مليون دولار، وجنوب أفريقيا 961 مليون دولار، وتوجو 18.2 مليون دولار. ومع ذلك، سوف تكون هناك حاجة للتمويل الدولي لسد فجوة التكيف المتزايدة حتى وإن كانت الدول الأفريقية تلتزم نهجا لزيادة المصادر المحلية لتمويل التكيف. لا بد من الاعتراف أن المستويات الحالية من التمويل الدولي، من خلال مصادر ثنائية أومتعددة الأطراف، ليست كافية.
ويؤكد أخيم شتاينر أنه نظرا لحجم التحدي، فإنه من الضروري النظر في إمكانية تعبئة المصادر الدولية والإقليمية والمحلية التي لم تستغل بعد.
ولفت إلى أن زيادة التمويل الدولي في ظل اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيرالمناخ (UNFCCC) قد يؤدي إلى توفير التمويل الكافي للتكيف، ولكن حتى في هذه الحالة، التنفيذ لن يصل إلى ذروة اكتماله إلا من خلال تخطيط شامل وفعال للسياسات على المستوى الوطني والإقليمي بالإضافة لبناء القدرات والحوكمة.
ويشير التقرير إلى أن تعزيز إطار فعال لتمكين القطاع الخاص من المشاركة في أنشطة التكيف من شأنه أن يكون مساهما رئيسيا في سد فجوة التمويل.