رئيس التحرير
عصام كامل

كشف حساب «سيدة القصر».. فايزة أبو النجا.. صاحبة أفضل ابتسامة.. مستشار الرئيس للأمن القومى صديقة روسيا وصداع أمريكا.. شاركت في عودة مصر للريادة الأفريقية.. وتصارع الزمن لنجاح المؤتمر الاقتصاد


من المبكر جدا أن نقدم كشف حساب مستشار الرئيس للأمن القومى السفيرة فايزة أبو النجا "أحب الألقاب إلى قلبها" وزيرة التعاون الدولي في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك التي عادت بقوة إلى الحياة السياسية في عهد الرئيس الحالي وذلك عندما أصدر السيسي في الخامس من نوفمبر الماضى قرارا بتعيينها مستشارا للرئيس لشئون الأمن القومي كأول سيدة تشغل هذا المنصب بعد خلوه لمدة 41 عاما في عهد السادات حيث كان يشغله اللواء محمد حافظ إسماعيل.


ضربة البداية

وفى خلال 4 أشهر شاركت فايزة أبو النجا في وضع أجندة لقاءات الرئيس خلال زياراته الأوربية لكل من دولتي إيطاليا وفرنسا لتحقيق الأهداف المرجوة من الزيارة في أسرع وقت وجاءت نتائج الجولة الأوربية بمردود سياسي واقتصادي جيد على مصر.

تتمتع "أبو النجا" بممارسة أدوار مهمة فهي تقوم بالمشاركة في مناقشة الاتفاقات مع عدد من الدول والمشاريع المتعلقة بالمشروعات الكبرى فضلا عن المهام الخاصة بالإعداد لمؤتمر مصر الاقتصادى.

أول ظهور رسمي

تعد زيارة الرئيس السيسي للمملكة الأردنية الهاشمية أول ظهور رسمي لها حيث شاركت الرئيس السيسي جلسة المباحثات مع جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين في قصر رغدان بعمان للتأكيد على الحرص المتبادل بين مصر والأردن لتعزيز علاقاتهما الثنائية في مختلف المجالات والارتقاء بها إلى آفاق أرحب بما يساهم في تحقيق آمال وطموحات الشعبين الشقيقين ولاسيما على الصعيدين السياسي والاقتصادي.

الظهور الثاني

الظهور الثاني لها كان خلال لقاء الرئيس السيسي مع نظيره التشادي إدريس ديبي بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة وحضورها جلسة المباحاثات فضلا عن تواجدها بجوار المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء ووزراء الدفاع والداخلية والصحة والمالية في الصفوف الأولى خلال المؤتمر الصحفي المشترك للرئيسين "السيسي" و"ديبي".

وتتمتع "أبو النجا" بعلاقات متشعبة وقوية مع رؤساء وزعماء دول أفريقيا لكونها عملت كنائب مساعد وزير الخارجية للعلاقات الأفريقية الثنائية.

زيارة الصين

وعكفت "أبو النجا" مع المسئولين قبل زيارة الرئيس السيسي للصين حيث أشرفت على كافة الاستعدادات لزيارة الرئيس للصين للنهوض بمستوى العلاقات مع مصر إلى الشراكة الإستراتيجية الشاملة والإعداد للزيارة على الوجه الأكمل لضمان خروجها بالنتائج المتوقعة وهو ما تحقق.

زيارة بوتين

الظهور الثالث لها كان خلال زيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين خلال جلسة المباحاثات الموسعة بين وفدى البلدين أعقبها مؤتمر صحفى مشترك للرئيسين بمقر رئاسة الجمهورية بالقبة وحظيت خلاله على تحية الحضور من الوفود الإعلامية حيث تتمتع بحب واحترام الجميع فضلا عن احتفاظها بصداقات عديدة مع محررى مؤسستى الرئاسة ومجلس الوزراء حيث تقابل الجميع بابتسامة رقيقة تعبيرا عن روحها الجميلة.

صفقة طائرات "رافال"

الظهور الرابع لها خلال توقيع مصر مع فرنسا صفقة شراء 24 طائرة "رافال" من إنتاج شركة "داسو" للطيران وفرقاطة متعددة المهام تصنعها مجموعة الصناعات البحرية "دي سي إن إس" إضافة إلى صواريخ من إنتاج شركة "إم بي دي إيه" وذلك بقصر الاتحادية الرئاسي في عقد قيمته 5.2 مليار يورو.

ووقع الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي القائد العام للقوات المسلحة، وجان إيف لودريان، وزير الدفاع الفرنسي بروتوكول التعاون العسكري بين البلدين في حضرة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وكان "السيسي" اجتمع مع وزير الدفاع الفرنسي بقصر الرئاسة بحضور" أبو النجا" قبل عقد مؤتمر صحفي لوزيري الدفاع المصري والفرنسي للإعلان عن توقيع الصفقة.


الأمن القومى الروسى

الظهور الأقوى كان أمس الإثنين حيث عقدت السفيرة فايزة أبو النجا، مستشارة رئيس الجمهورية للأمن القومي جلسة مباحثات أمس الإثنين مع نيكولاى باتروشيف مستشار الأمن القومى الروسى والوفد المرافق له بمشاركة اللواء أحمد جمال الدين مستشار الرئيس لشئون الأمن ومكافحة الإرهاب والسفير خالد البقلى، أمين عام مجلس الأمن القومى وممثلين على مستوى عال من وزارات الدفاع والخارجية والداخلية والعدل والمخابرات العامة.

وتم خلال المباحثات استعراض أهم التطورات التي تشهدها علاقات التعاون والزيارات المتبادلة بين المسئولين على مختلف المستويات في البلدين بهدف تعميق وتعزيز التعاون في المجالات السياسية والأمنية والإستراتيجية والاقتصادية والثقافية.

كما بحث الجانبان على مدى مباحثاتهما الملفات ذات الاهتمام المشترك، واستعرضا التحديات والتهديدات التي يواجهها البلدان، وبصفة خاصة في جوارهما الإقليمى المباشر.

كما تم التباحث حول تداعيات وانعكاسات تلك المتغيرات على الأمن القومى لكل من مصر والاتحاد الروسى.

ومن ناحية أخرى تم استعراض أهم المتغيرات على الساحة الدولية ومواقف مختلف الأطراف من القضايا ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها ملفات الطاقة والمياه والبحث العلمى بخلاف ملف مكافحة الإرهاب الذي حظى باهتمام خاص وتم الاتفاق على تكثيف وتعزيز التعاون فيه من خلال تبادل المعلومات والخبرات والتدريب.

وشملت المباحثات أيضا استعراض مجمل التطورات في منطقة الشرق الأوسط، وبصفة خاصة الأوضاع في ليبيا وتطورات الأزمة السورية وتدهور الوضع في اليمن والصومال والساحل والصحراء، بالإضافة إلى ملف القضية الفلسطينية والعراق وكذلك التطورات في أفغانستان وأوكرانيا وتداعيات هذه التطورات على الأمن القومى المصرى وامتداد تهديدات انتشار بؤر الإرهاب في المنطقة عبر المتوسط إلى أوربا بل العالم.

اتفق الجانبان على أهمية استمرار التنسيق والتشاور بين مجلسى الأمن القومى في البلدين من خلال آلية منتظمة تعقد اجتماعاتها الدورية بالتناوب بين البلدين.

وأبدى الوفد الروسى استعداده لنقل خبراته التي تمتد لأكثر من عشرين عامًا منذ تأسيس مجلس الأمن القومى الروسى إلى نظيره المصرى.

زيارة روسيا في يونيو المقبل

كما قدم أيضًا مشروع مذكرة تفاهم للتعاون بين المجلسين في المجالات ذات الاهتمام المشترك بحيث تتم دراسته من قبل الجانب المصرى تمهيدا للتوقيع عليه خلال الزيارة التي ستقوم بها السفيرة فايزة أبو النجا مستشارة الأمن القومى إلى روسيا للمشاركة في اجتماع رؤساء الأجهزة الأمنية في شهر يونيو المقبل بناء على دعوة من مستشار الأمن القومى الروسى.

غضب أمريكي

وأثار اختيار السفيرة فايزة أبو النجا لمنصب مستشار الرئيس عبد الفتاح السيسي لشئون الأمن القومي غضب الأمريكيين الذين لا يزالون يحملونها مسئولية واحدة من كبرى الصفعات التي وجهتها مصر لهم في الآونة الأخيرة المتمثلة في قضية التمويل الأجنبي للمنظمات الأمريكية غير الحكومية في مصر.

تاريخ حافل

تاريخ "أبو النجا" حافل بالإنجازات حيث احتلت في 2012 المركز الـ19 في قائمة مجلة "فورين بوليسي" لأقوى 25 امرأة في العالم كما أُشيد بها في كتاب "شارون فريمان" تحت عنوان "حوار مع قيادات نسائية أفريقية قوية"، ضمن 11 سيدة الأكثر قوة في أفريقيا.

دبلوماسية رفيعة

بدأت أبو النجا أولى خطواتها في السلك الدبلوماسي عام 1975 فالتحقت بالعمل في وزارة الخارجية المصرية وأسندت إليها عضوية البعثة الدائمة لمصر لدى الأمم المتحدة في نيويورك فمثلت مصر في اللجنة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة المعنية بنزع السلاح والأمن الدولي كذلك في اللجنة الثالثة المعنية بموضوعات الحقوق الاجتماعية وحقوق الإنسان.

وفي عام 1987 انضمت أبو النجا لفريق الدفاع المصري برئاسة السفير نبيل العربي، في لجنة هيئة تحكيم طابا في جنيف التي أصدرت حكمها لصالح مصر بعد جلسات استماع قانونية ودبلوماسية عديدة، ما أدى إلى استعادة مصر لشبه جزيرة سيناء بالكامل.

وعند انتخاب بطرس غالي عندما كان وزيرا للشئون الخارجية أمينا عاما للأمم المتحدة عام 1992، لم تكن هناك دبلوماسية مصرية سواها، فاختارها مستشارا خاصا له، وفي الفترة من 1997 وحتى 1999 عملت أبو النجا كنائب مساعد وزير الخارجية للعلاقات الأفريقية الثنائية، وبعدها وحتى نهاية عام 2001 باتت مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف والمنظمات الدولية في المدينة السويسرية، بالإضافة لكونها مندوب مصر الدائم لدى منظمة التجارة العالمية ومؤتمر نزع السلاح.

واختيرت كأول سيدة تتولى وزارة التعاون الدولي في 2001، ثم انتخبت عام 2010 كعضو بمجلس النواب عن مدينة بورسعيد وفازت بأحد المقعدين المخصصين للنساء عن المحافظة وبعد خلع مبارك لم يختف اسم "فايزة أبو النجا" بل بقيت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي في حكومة أحمد شفيق واستمرت في نفس الوزارة في حكومة عصام شرف ثم أصبحت متحدثة للحكومة في عهد كمال الجنزوري، الذي قام بتقبيلها على جبينها حين قدم استقالته للمجلس العسكري أثناء المرحلة الانتقالية.
الجريدة الرسمية