مصادر تكشف سر لقاء الرئيس بـ«الهلباوي والخرباوي ونوح» قبل سفره إلى السعودية.. الإخوان وراء الترويج للمصالحة لإحراج السيسي في المملكة.. بعض الإعلاميين «بلع الطعم» وروَّج لها.. والرئ
كشفت مصادر مقربة سر لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بكل من الدكتور كمال الهلباوي، وثروت الخرباوي ومختار نوح، القادة المنشقين عن جماعة الإخوان الإرهابية، قبل سفره إلى المملكة العربية السعودية، رغم أن الثلاثي قدموا طلبًا للرئاسة، للاجتماع بالرئيس قبل وقت سابق.
وأرجعت المصادر سبب اختيار هذا التوقيت أن السيسي كان مسافرًا إلى السعودية، تزامنًا مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمملكة، ومن الممكن أن يعطي انطباعا بأن هناك مشروعا للصلح قد تدخل فيه الإخوان.
مبادرة البشري للتصالح مع الإخوان
وشددت المصادر على أن الحديث عن الصلح لم يكن ضمن مشروعات الرئاسة على الإطلاق، موضحًا أنه قبل هذا اللقاء بيومين أطلق المستشار طارق البشري مبادرة للصلح على أن تكون تحت رعاية السعودية؛ لتخيم أجواءها على سفر الرئيس، وإثارة تخمينات قد تؤثر على مصداقية الرئاسة، خاصة قبل المؤتمر الاقتصادي.
المصادر نفسها أكدت أن الرئيس وافق على مقابلة الثلاثي باعتبار أن كل واحد فيهم يمثل خصومة قوية ضد الإخوان، أقواهم خصومة الخرباوي، وأقلهم الهلباوي، موضحًا أن هذه المقابلة تعطي انطباعا أنه ليس هناك أي نية للتصالح على الإطلاق، وبالتالي تفشل الآثار التي أرادها الإخوان من مبادرة البشري.
لا وسطاء للتصالح مع الإرهابية
وكشفت المصادر أن الإخوان، من خلال 1.5 مليون حساب على مواقع التواصل الاجتماعي يتم إطلاقهم من تركيا وقطر ومصر وبعض الدول الأوربية، حاولوا إيهام الشعب بأنهم مؤيدون للرئيس وللنظام، اشتغلوا على التشكيك في طبيعة لقاء السيسي بثلاثي خصومة الإخوان، كما حاولوا أن يعطوا انطباعا أن السيسي التقى الهلباوي والخرباوي ونوح ليجعلهم وسطاء في الصلح مع الجماعة، وهذا ترتب عليه انتشار الأمر على مواقع التواصل.
وقالت المصادر إن بعض الإعلاميين مثل أحمد موسى انساقوا وراء دعوات الإخوان التي تروج إلى أن الثلاثي سيتدخل كوسيط، فهاجمهم هجوما شديدا في برنامجه، ما دعا نوح لعمل مداخلة معه، وحدثت مشادة بينهما، عندما نفى مختار الأمر، وتطرقت المداخلة إلى الحديث عن إقرارات التوبة المنسوبة لمختار نوح وهو ما نفته وزارة الداخلية، واتضح بعد ذلك أن نوح أرسل تكذيبا للصحف، كما أنه أعلن على حسابه أنه لم يقل هذا للأمر وأنه قال إن هناك مواجهات فكرية وليست مراجعات.
موقف الخرباوي من المصالحة
خرج بعدها ثروت الخرباوي في عشرات اللقاءات لكي يصرح أمام الرأي العام بأنه شخصيا ضد التصالح وأن هذا الأمر لم يعرض سواء بينهم أو من الرئيس وأن الرئيس قال أمامهم عن الإخوان إنهم اختاروا طريق الدم وأننا لن نقبل منهم أي مصالحة وسنواجههمبالقانون وبالفكر، نفس الشيء صرح به مختار نو، إلا أن الهلباوي كان قد سافر إلى لندن لإجراء عملية جراحية لإزالة دهون متكيسة على أحباله الصوتية.
تجديد الخطاب الديني
وعن تجديد الخطاب الديني، أكدت المصادر أن الرئيس يتابع هذا الملف منذ أن بدأ عمله في القوات المسلحة، موضحة أن السيسي أخبر الثلاثي أنه حينما كان نقيبا بالجيش دخل في حوار مع أحد المحامين واسمه "عبد العزيز الشرقاوي"، الذي كان يدافع عن قتلة الرئيس السادات وقال له "ما تفعله تلك الجماعات يمثل أكبر إساءة للإسلام.. واسألوه".
وعرض الثلاثي أفكارا على الرئيس في كيفية تفعيل مشروع تجديد الخطاب الديني وإحداث ثورة دينية، بحسب المصادر، مضيفة: "ربما تسفر هذه الأفكار عن مفاجأة قريبا".
وأكدت المصادر تقدير الرئيس لعلماء وشيوخ الأزهر الشريف، إلا أنه يدرك صعوبة حركتهم تجاه تجديد الخطاب الديني.
خطورة التنظيم الدولي للإخوان
وعن خطورة التنظيم الدولي للإخوان أكدت المصادر أن الرئيس يدرك أن محمد مرسي كان مجرد تابع لخيرت الشاطر، وأن الشاطر هو المسيطر الأكبر على الجماعة، كما أن السيسي مقتنع تماما أن من يواجه هذا التنظيم كمن يواجه أشباحا لا أحد يراها جيدًا.
السعودية والإمارات والمؤتمر الاقتصادي
وشددت المصادر على أن الرئيس يحمل تقديرا كبيرا للدول العربية التي ساندت مصر، وعلى رأسها السعودية والإمارات، موضحة أن السيسي يضع آمالا كبيرة على المؤتمر الاقتصادي، ويرغب في إجراء الانتخابات البرلمانية في أسرع وقت ممكن لتحقيق الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق.
وأنهت المصادر بقولها إن الرئيس أشار إلى أن الأزمات الاقتصادية التي تمر بها مصر ليس لها سابقة، وأنه إن لم يكن هناك اصطفاف وطني حول مؤسسات الدولة ومؤسسة الرئاسة ستقع مصر في مأزق كبير لن تقوم منه إلا بعد سنوات طويلة.