طبيب مصري يحصل على أول براءة اختراع في تصنيع فقرات العمود الفقري.. رشيد: تسجيل الاختراع في 45 دولة.. استخدام "التيتانيوم" في صناعة الفقرات.. كفاءة الجراحين المصريين لا تقل عن النمساويين
حصل الدكتور محمد إبراهيم رشيد على، أستاذ العمود الفقري بكلية الطب بجامعة عين شمس، على براءة اختراع في تصنيع فقرة لدعم العمود الفقرى، وهو الاختراع الأول على مستوى العالم.
واختير رشيد مبعوثا للدراسة في جامعة فيينا بالنمسا للحصول على درجة الدكتوراه وللتدريب على أحدث وسائل العلاج الجراحي لكسور وإصابات الفقرات العنقية تحت إشراف أحد أشهر جراحي العالم في هذا المجال، بروفيسور يورج بوهلر jorg bohler.
براءة الاختراع
وأشار رشيد إلى أن تصنيع الفقرة استغرق عدة أسابيع حتى تم إنتاج النموذج الأولى prototype، مشيرا إلى أنه طلب تسجيل براءة الاختراع لمكتب براءات الابتكار النمساوي، تمهيدا للبحث عن طريق المكتب العلمي المتخصص لدى الإدارة عن عدم وجود براءة ابتكار مسجلة على مستوى العالم، وبعد إجراء كافة الاختبارات الميكانيكية لقوة وثبات الفقرة الصناعية البديلة في قسم الميكانيكا بكلية الهندسة بجامعة فيينا تم تجربتها عمليا على جسم إنسان cadaver بكلية الطب الشرعي بالنمسا.
وأوضح أنه حصل على البراءة بعد 6 شهور من تقديم طلب التسجيل، بالإضافة إلى شهادة جديدة والتي تفيد أنه الأول من نوعه على مستوى العالم، فيما تم تسجيله في 45 دولة على مستوى العالم.
وأضاف أن الاختيار يساعد على نقل آخر ما توصل إليه العلم الحديث في هذا الفرع الدقيق من الجراحة والذي كان يشكل رعبا لكل من المرضى والجراحين على حد سواء وذلك لاحتواء منطقة الفقرات العنقية على العديد من أعضاء الجسم الحساسة والخطيرة (الحبل الشوكي والأعصاب).
وأكد رشيد أنه من خلال عمله مع فريق متميز من الجراحين النمساويين المتخصصين في هذا المجال اكتشف أن كفاءة الأطباء والجراحين المصريين لا تقل بأية حال عن نظرائهم في هذه الدول المتقدمة وإنما يكمن الاختلاف الحقيقي في المنظومة المتكاملة سواءً في العمل أو في الحياة بوجه عام.
وأضاف أن الاختلاف أيضا يتعلق برعاية المريض إلى جانب توافر كافة الإمكانات البحثية والأدوات الجراحية.
فكرة الاختراع
وأكد رشيد أن فكرة الفقرة الصناعية تتلخص في التصنيع المسبق لمجموعة من الفقرات تناسب كافة مقاسات الفقرات الطبيعية للإنسان من مادة التيتانيوم وهو معدن مخلق استخدم لأول مرة في (سفن الفضاء) وهو خامل لا يتفاعل مع جسم الإنسان وهو أخف من معدن الذهب وأقوى بعشر مرات من الصلب الذي لا يصدأ stainless steel.
وأضاف أن مزايا الفقرة الصناعية البديلة عديدة وتتفوق على العملية التقليدية والتي يتم فيها استخدام رقعة من العظام القشرية cortical bone مثل عظام الحوض أو الشظية مع استخدام شريحة تثبيت أمام الفقرات منعا لتزحزح الرقعة العظمية.
وأكد رشيد أنه بالرغم من هذا التطور الهائل والتقدم العلمي الحديث، فإن أسلوب العلاج الجراحي لإصابات وكسور الفقرات العنقية كان هو نفس الأسلوب الذي تدرب عليه بمصر ومع توافر الوسط العلمي المنظم وأسلوب الحياة وإمكانيات البحث العلمي الهائلة والاحترام الشديد من أساتذته الأجانب لآرائه التي كان يدلي بها أثناء العمل، لمعت في ذهنه فكرة مشابهة للمفاصل الصناعية للركبة والفخذ.
وأشار إلى أنه عرض فكرته الجديدة وهى "الفقرة الصناعية البديلة للفقرات التالفة" نتيجة الكسور الشديدة أو أورام الفقرات، في الوقت الذي أكد فيه المشرف عليه أن مثل هذه الفكرة لا توجد في العالم حتى هذا الوقت، ووجهه إلى أهمية تسجيل فكرة هذا الابتكار عند أحد المحامين المتخصصين في حماية الملكية الفكرية، كما دله على شركة كبرى متخصصة في إنتاج الأجهزة الطبية الدقيقة.