سيناريو.. شرم الشيخ
جذب الاستثمارات لمصر لن يتحقق في مؤتمر شرم الشيخ.. الشركات العربية والأجنبية تحتاج مناخًا صحيًا تتوافر فيه مقومات جذب حقيقية ودائمة، تتحول إلى عقيدة لدى الشعب والدولة بكل مؤسساتها.
ولو كان جلب المشروعات بالمؤتمرات، فمصر في مقدمة دول العالم التي عقد فيها مؤتمرات وندوات عن تنشيط الاستثمارات طوال العقود الأخيرة، والحصيلة "صفر كبير".. وهناك دول أفريقية محدودة الإمكانيات وعديمة المؤتمرات، حققت معدلات أفضل من مصر في جذب الاستثمارات.
وكالعادة.. مؤسسات الدولة العميقة تفرض كلمتها وتخرج الحكومة علينا بترقيع لقانون الاستثمار مع وجود ترسانة من القوانين والإجراءات الأخرى الطاردة للاستثمارات.. وكنا ننتظر ثورة حقيقية تنسف الوضع القائم وتضع تشريعات جديدة تمامًا.. سلسة.. بسيطة وهو ما فعلته الدول التي حققت طفرات اقتصادية في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وحتى في بعض الأقطار العربية.
مؤتمر شرم الشيخ "بكل أسف" سيكون ضجيجًا بلا طحن.. الفضائيات والصحف ستزف على الشعب أن مصر انطلقت للعالمية.. والخير الوفير سيتدفق.. والمشروعات ستملأ ربوع البلاد.. وهو ما حدث في مؤتمرات عديدة عقدت في عهد مبارك.. لكن بيئة الاستثمار مازالت كما هي.. روتين وتعقيدات وفكر عقيم.
ومواقف الشيخ صالح كامل، رجل الأعمال السعودي العاشق لمصر، خير دليل.. ففي عام 1990 أطلق نذير الخطر في الملتقى الأول لرجل الأعمال المصري السعودي عندما تحدث عن معوقات الاستثمار في مصر بصراحة وجرأة ولم يستجب له أحد.. ومنذ شهرين "وبعد 25 عامًا" كرر تحذيراته وطالب حكومة محلب بثورة شاملة قبل مؤتمر شرم الشيخ.. ولم يتغير شيء..
حقًا.. هناك من لا يريد الخير لمصر!!..