بالفيديو والصور.. ظاهرة أطفال الشوارع بأسيوط مسلسل لا ينتهي
أطفال في عمر الزهور لم يتعدوا عقدهم الأول، يعيشون على التسول من المارة بالطرقات والشوارع، وقد يعملون بحرفة لكسب قوت يومهم أو قد يعرضون شيئًا يبيعونه، يعيشون مطاردون أينما وجدوا،أطفال من أماكن مختلفة بل ومحافظات مختلفة لم تجمع بينهم أي قرابة أو صلة بل يشتركون جميعًا في عمل واحد والخوف من مصير واحد قد يكون وراء القضبان لليالى قبل ترحيلهم بعد القبض عليهم وإلحاقهم بالأحداث، ولكنهم يشكلون مجموعات مع بعضهم البعض، ليحتموا ببعضهم البعض، فهم يظنون أن بتجمعهم هذا سيكونون بمأمن عن أعين الشرطة وسيحصلون على عطف الناس.
ملابسهم رثة وقديمة يجمعونها من مخلفات القمامة التي يلقيها الناس أو قد يهدى الناس إليهم تلك الملابس والتي قد تحميهم من شمس الصيف المحرقة ولكن لن تعطيهم الدفئ في ليالى الشتاء الباردة يتواجدون في الأماكن المزدحمة والمكدسة بالمارة والمحال التجارية يقفون أمام أبوابها عارضين بضاعتهم التي غالبا ما يتركها لهم الناس ويعطونهم أي نقود ويذهبون.
ويتجولون في تلك الشوارع نهارًا أما ليلًا فقد يذهبون إلى النوم بجوار أرصفة القطارات، فلا يهتمون بأماكن نومهم حتى إن كان أسفلهم أرض ترابية فما دامت بعيدة عن أي ضرر قد يلحق بهم فهم يختبئون بها بجوار الأرصفة وخلف العمارات السكنية، أعينهم تترقب الجميع في خوف وحذر، رغم معاناتهم إلا أنهم يبتسمون ويتضاحكون أحيانًا، ألتقينا بهم في شوارع أسيوط.
بداية قال " علاء " أحد أطفال الشوارع، عمره تسعة سنوات، أن وجوده في هذا المكان للتسول عن طريق بيع المصاحف للناس والذين غالبًا ما يتركونها لهم ويعطونهم أي عملة معدنية نصف جنيه أو جنيه، وأن الشرطة دوما ما تطاردهم فقد قال " موجود في أسيوط عشان بأكل عيش وببيع مصاحف وبشحت والناس بتدينا فلوس، بس الحكومة بيطيروا ورانا ".
كما صادفنا أثناء تجولنا بأحد الشوارع الرئيسية بأسيوط فتاة تبلغ من العمر ثماني سنوات أنها جاءت من مركز صدفا بجنوب أسيوط للعمل بالتسول من الناس فقالت " أنا من صدفا وجاية بشحت هنا ".
وتركنا هولاء الأطفال وتجولنا في شوارع عاصمة الصعيد وبالقرب من محطة السكة الحديد ألتقينا عدة أطفال في عمر الزهور وأثناء اقترابنا منهم للتصوير فروا هاربين كأننا نحاول القبض عليهم وألتقينا طفل يناهز عمره عشرة أعوام ويدعى محمد الذي قال إنه يعيش بمحطة القطارات بأسيوط ويعمل في غسيل السيارات الماره وتنظيفها، ولكن أصحاب السيارات كثيرًا ما ينهرونه وأنه يتعرض للضرب من قبل آخرين، وعن المكان الذي يقضى ليله فيه أجاب بأنه ينام في داخل محطة قطارات أسيوط على أحد الأرصفة بمفرده، فقد قال " عايش في المحطة وبشتغل اغسل عربيات وبنقعد نبيت في محطة القطار، وبنام على الرصيف لوحدي "