رئيس التحرير
عصام كامل

اللواء محمد علي بلال : أمريكا رفضت عرض صدام بالانسحاب من الكويت ودمرت العراق مع سبق الإصرار


  • بعد تشكيل القيادة الموحدة لم نسمع عن أي عملية إرهابية في سيناء
  • حرب الخليج لم تكن تحريرًا للكويت بل تدميرًا للعراق
  • قواتنا المسلحة ليست «غازية» وتتحرك خارج الحدود للضرورة
  • إسقاط 50% من ديون مصر الدولية إحدى إيجابيات دخولها حرب الخليج الثانية
  • أتوقع عمليات إرهابية ليس في سيناء فقط بل في كل محافظات مصر


أكد قائد القوات المصرية في حرب الخليج اللواء محمد على بلال، الثانية، أن جيش مصر ليس «غازيًا» ولم يتحرك خارج الحدود إلا لحماية أمن مصر القومى، مشيدًا بقرار مجلس الدفاع الوطنى بتوجيه ضربة جوية سرية ومركزة لقواعد تنظيم «داعش» الإرهابى في الأراضى الليبية.
وأوضح بلال في حوار مع فيتو أن حرب الخليج كانت بداية لتقسيم المنطقة العربية على أساس طائفى، مشيرًا إلى أن الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك تعرض لضغوط أمريكية شديدة للمشاركة في «عاصفة الصحراء» ضد القوات العراقية التي اجتاحت الكويت في بداية تسعينات القرن الماضى.. وإلى نص الحوار:


> متى يكون خروج الجيش المصرى للحرب خارج الحدود ضرورة وقرارًا لا يحتمل التأجيل ؟
حينما يكون خروج الجيش في صالح الأمن القومى المصرى وفى إطار الدائرة العربية، أو في حالة حدوث تهديد في أفريقيا أو أي دولة عربية تضطر مصر إلى تحريك قواتها لحماية الأمن العربى مثل حرب اليمن عام 1962، ومصر لم ولن تتدخل عسكريًا في أي دولة أخرى على الإطلاق لأنها ليست سياسة مصر، إلا في حالة استدعاء الجيش المصرى باعتباره أقوى جيوش منطقة الشرق الأوسط وبصفتنا الدولة الأم في الدول العربية، وما فعلته مصر من توجيه ضربات جوية على «داعش» في ليبيا لا يعد تدخلا فيها، ولكنه جاء بناءً على رغبة ليبيا وطلبها بالمعاونة في مواجهة «داعش»، ومصر طالبت تحالفًا دوليًا للتدخل في ليبيا بقرار من مجلس الأمن.

> كنت قائدًا للقوات المصرية في حرب الخليج.. ما الذي لا تزال تتذكره عنها؟
بشكل عام.. كانت حرب الخليج بداية خطة أمريكا لتقسيم الدول العربية وتفتيتها من الداخل، وذلك بعد أن رأت العرب يقفون مع مصر في حرب أكتوبر 1973، والتحكم في أسعار البترول من الدول الصناعية المستوردة له وليس الدول المنتجة، فانقسمت الدول العربية إلى مؤيدى العراق ومؤيدى الكويت، حيث وافقت 11 دولة عربية آنذاك على دخول العراق الكويت، بينما رفضت 10 دول أخرى كانت مصر من بينها، فلم تكن حرب الخليج تحريرًا للكويت بل تدميرًا للعراق.

> كيف صدر قرار دخول الجيش المصرى ومشاركته في حرب الخليج ؟
حين اشتعلت الحرب بين العراق والكويت ألقى الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك كلمة إلى الشعب وقتها أكد فيها أن الدولتين شقيقتان، وكلا منهما أخطأت بحق الأخرى ونستطيع الصلح بينهما دون حرب، ثم حدث ضغط على مبارك من أمريكا فخرج مرة أخرى وتحدث عن غزو العراق للكويت وإنها أخطأت بحقها وأعلن تأييد مصر للكويت، وخرجت القوات المصرية للمشاركة في هذه المعركة لحماية الحدود السعودية على الكويت بعد أن أشيع أن العراق ستستمر في التقدم نحو السعودية، وتم فرض الحصار الاقتصادى على العراق واستنزاف مواردها هي والكويت، وعلمنا حينها أن العراق كانت ترغب في الانسحاب بالفعل من الكويت، ولكن أمريكا رفضت لأنه كان هدفها تدمير العراق أولا، وبدأت القوات الأمريكية بضرب الجيش العراقى في بلده وفى الكويت لمدة 6 أسابيع، وهو ما يسمى «التمهيد النيراني» حتى دخلت القوات العراقية إلى الكويت ودخلت القوات الأمريكية إلى العراق وأثارت الفتنة بين صدام حسين والشيعة حتى توجد بها شحنة ضغائن ضد النظام.

> هل مصر أخطأت بالاشتراك في حرب الخليج؟
الموقف الدولى في ذلك الوقت كان يطرح خيارين فقط، إما مع أمريكا أو ضدها، فكان على مصر أن تقف بجانب الكويت وفى نفس الوقت عادت علينا مكاسب عدة منها اختزال ديون مصر الدولية بنسبة 50% ثمن دخولها الحرب.

> هل ترى تطورًا في أسلحة الجيش المصرى منذ حرب الخليج؟
التطور ظهر في الآونة الأخيرة، فمنذ حرب الخليج تسلحنا بالأسلحة الأمريكية، حيث تعطينا أمريكا ما تريد إعطاءه وليس ما نرغب به نحن، أي تفرض علينا السلاح ونحاول تطويره داخليًا حسب إمكانياتنا، لكن في الفترة الأخيرة نجحت مصر في تنويع مصادرها في السلاح وذلك عن طريق التعاون العسكري مع روسيا وفرنسا وتطوير القدرات العسكرية للقوات المسلحة، حيث إن فرنسا تعد أكبر الدول الأوربية المنتجة للأسلحة ولديها تطور تكنولوجى في السلاح وتصدر إلى باقى الدول كألمانيا وإيطاليا.

> كيف ترى الجيش المصرى في آخر عشر سنوات؟
الجيش المصرى تطور كثيرًا وأصبح لديه كفاءة قتالية أعلى، ولكن التسليح كان أقل قبل صفقة «رافال» الفرنسية والتعاون مع روسيا، مما سيحدث شيئًا من التعادل بين قوة الجيش المصرى والإسرائيلى حاليًا.

> كيف رأيت مشهد ذبح الأقباط المصريين على يد داعش بليبيا؟ ورأيك في رد مصر الفوري؟
استهداف المصريين بليبيا هو محاولة الهدف الأكبر منها هو إرباك الداخل المصرى، فالإرهاب حاول استهداف الجيش والشرطة بالداخل ولكنه فشل ولم يتحقق النجاح المطلوب بالنسبة لهم، لذا قاموا باختطاف مسيحيين بالتحديد دون إعلان مطالب واضحة من وراء خطفهم، كما هو معتاد مثلما فعلت قبل ذلك مع السائحين الأجانب والطيار الأردنى، وحدثت بعض التحركات داخل مصر، ومن ثم كان الهدف من ذبحهم هو إرسال رسالة للمسيحيين بالداخل أن الحكومة المصرية لا تهتم بهم ومحاولة شق الصف الداخلى، إلا أن رد مجلس الدفاع الوطنى والجيش المصرى كان سريعًا وحاسمًا في نفس اليوم حتى يظهر للعالم أن مصر لا تفرق بين مسلم ومسيحي، كما أن السيسي لم يقدم التعزية فور عملية الذبح بل بعد الثأر.

> هل تتوقع توجيه ضربات لمصر بعد ضرباتها الجوية بليبيا؟
لا.. لأن هناك قرارًا صادرًا عن مجلس الأمن بمحاربة «داعش»، ومصر شريك في هذا التحالف وطبقًا لهذا القرار مصر تدافع عن نفسها ولم تستأذن أي جهات قبل توجيه الضربات، ونريد تفويضًا دوليًا للتدخل في ليبيا لمواجهة الإرهاب كما حدث في سوريا.

> هل الحرب المقبلة مع دول بعينها أم مع الإرهاب بشكل عام؟
مصر لن تحارب دولة بعينها ولكنها تشارك بعمليات ضد الإرهاب، ومصر طالبت بفك حظر السلاح عن الجيش الليبى حتى تستطيع محاربة الإرهاب، لأنه لا يصح أن تأتى دولة أخرى تدخل ليبيا لمواجهة داعش.

> هل المقصود بالعمليات الإرهابية استنزاف الجيش المصري؟
بلا شك.. فالمقصود منها عدم الاستقرار داخل مصر، فالهدف من أي عمل إرهاب بمصر القضاء على التنمية المصرية وتعطيل المؤتمر الاقتصادى الذي سيعقد في مارس المقبل بشرم الشيخ، فأمريكا هدفها إضعاف مصر تنمويًا أولا ثم عسكريًا، ولكن مصر لن تعطى لهم الفرصة ولن نشارك في حرب بالخارج ولكنها مواجهات لحماية أمنها القومى من الإرهاب الذي لا ينتهى من العالم ولكننا نستطيع الحد منه.

> ما الدور الذي يجب أن يضطلع به الجيش.. داخليًا أم خارجيًا؟
كل هدف له حجمه وإمكانياته ووسائله، فمواجهة الإرهاب في سيناء تختلف عن الضربات الجوية التي وجهتها مصر على داعش بليبيا، أما داخل مصر فهناك بعض القلاقل كالتفجيرات يمكن السيطرة عليها بالتكثيف الأمني ولكنها لن تتطور إلى حرب.

> هل تتوقع عمليات إرهابية في سيناء هذه الفترة؟
بالطبع.. وليس في سيناء فقط بل في كل محافظات مصر، لذا بعد الضربات الجوية المصرية بليبيا انتشرت عناصر من قوات الجيش والشرطة في مصر لتأمين المنشآت الحيوية لأننا توقعنا رد فعل من الإخوان والإرهابيين في مصر، لكن الآن أصبحت هناك سيطرة شبه كاملة على سيناء بعد تشكيل القيادة الموحدة بدليل أننا لم نسمع عن أي عملية إرهابية منذ ذلك الوقت.

> هل ترى أن الجيش المصرى في حاجة للأسلحة من الخارج؟
ما دمنا لم ننتج السلاح فنحن في حاجة للتسليح المستمر، ولا بد أن نواكب التطور التكنولوجى في الأسلحة، فشراء الأسلحة لن يتوقف على الإطلاق.
الجريدة الرسمية