انتبه يا شعب مصر..السيسي يحتاجكم اليوم !
الطرح السابق كارثي شكلا وموضوعا..شكلا فهو يؤكد ابتداء على وجود "أزمة" في مصر وليس "خروج عن القانون"..ويؤكد أن للأزمة طرفين وليس "دولة قائمة" و"خارجون عليها"..كما أن الطرح يوصف الأزمة بـ "السياسية" وليس بـ "الإرهابية والجنائية" !
أما عن المضمون فالأمر سيؤدي قطعا -عند قبوله- إلى التفاوض..والتفاوض يعني مطالب للمتفاوضين..ولا يمكن تخيل أي مطالب بخلاف إيجاد مكان للإخوان في السلطة إلا أيضا الإفراج عن رموز الإخوان الكبار والبدء في توفيق -أو تلفيق- حلول تسمح بالعمل السياسي للجماعة وهو ما يعني -على الأقل- عودة الحزب السياسي لها وتأجيل عودة "الجماعة" نفسها إلى مرحلة لاحقة !
السيسي هنا في مأزق.. فهو يريد تفويت الفرصة عن تحميله مسئولية أي فشل للمصالحة قد تؤدي بدورها إلى اتخاذها تكأة للبعض للانسحاب من المؤتمر الاقتصادي وبالتالي إفشاله "سلميا" وبالتآمر وبالخبث الشديد بعد أن فشل الإرهاب والعنف في إيقافه أو إفشاله حتى الآن ! أو يقبل السيسي بالمصالحة وبالعرض المطروح وهنا سيخسر السيسي شعب مصر وسيعود الإخوان إلى العمل العلني !
ما الحل الآن ؟ هل سيتفرج المصريون على ما يجري أم سيدعمون رئيسهم شعبيا وجماهيريا ليكون قويا في التفاوض بما يسمح له بأن يواجه بقوة أي ضغوط مستندا على إرادة شعبية كاسحة خلفه ؟ بشرط أن تكون الإرادة الشعبية الكاسحة بارزة ومعلنة ويشعر بها الجميع خارج مصر قبل داخلها ؟ من المؤكد أن الإجابة هي وقوف المصريين خلف رئيسهم وأنهم سيعلنون عن رأيهم في العرض المطروح والذي ربما سمعه السيسي اليوم رسميا في السعودية..والسعودية مضطرة لحمل عرضي قطر وتركيا !
من الآن سيعلن المصريون رأيهم في المصالحة وفي العرض كله..سيكتب الصحفيون في صحفهم وسينشر النشطاء على صفحاتهم وسيكشف الإعلاميون والمذيعون الأمر في برامجهم وستعلن الأحزاب عن مواقفها وسيحصل السياسيون عن موافقات بالتظاهر والاحتجاج ضد العرض المطروح وضد أصحابه!
السيسي يحتاج إلى دعم المصريين اليوم..واليوم يعني اليوم..واعتقادنا أنها قضية المصريين قبل أن تكون قضية السيسي وسيتضامن شعبنا مع نفسه وسيبلغ الحاضر الغائب والآن وفورا !