رئيس التحرير
عصام كامل

أستاذ تاريخ معاصر بعين شمس: داعش «بلطجية ولصوص»


وصف الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ المعاصر، مدير مركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس، عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي بـ«البلطجية واللصوص»، بعد تدميرهم للاثار الآشورية.


وأشار «شقرة»، في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، إلى أن المسألة ليس بها جيولوجية أو موقف فلسفى من هدم الآثار البابلية والاشورية والسومرية والدليل على ذلك أنهم يتركون الآثار، ويتاجرون فيها مثل استيلائهم على متحف الرقة بسوريا حيث رتبوا الآثار في قطع وأعدوها للتصدير والبيع، موضحًا أن مئات القطع التي تعود إلى زمن الرومان والحضارة البيزنطية أخذت من متحف الرقة وتاجروا فيها، مؤكدا أنه لا يشفع لهم أكاذيبهم وقولهم إنهم يأخذون أموال الأصنام ويبنون ويرممون بها المساجد، قائلًا: «هذا كذب وافتراء إنهم لصوص في الحقيقة».

وأضاف «شقرة»: «موقف هذه الجماعات من الآثار وادعاؤهم أنها أصنام موقف غريب عن الإسلام وعن رؤية الرسول للآثار واحترامه لها، فالمعروف أن الرسول كسر تماثيل الكعبة فقط ومن قبله سيدنا إبراهيم لأنها كانت تعبد ولم يرث عن الرسول تكسيره تماثيل أخرى على الرغم من وجودها في الجزيرة العربية، موضحًا اعتناء صحابة الرسول بالآثار حيث اتبع نفس أسلوب التابعين وتابعى التابعين وحافظوا على الآثار والدليل على ذلك أن هناك ما يسمى بآثار الرسول فلم يقل أحد إن هناك خوفا من أن يعبد أحد المسلمين ما تركه الرسول بأن يسجد أو يمتلكه أو يركع ـمام عباءته واصفًا ذلك بـ"الهراء " الذي تردده هذه الجماعات المتخلفة».

وقال شقرة إن اعتداء هذه الجماعات على الآثار السومرية والآشورية والبابلية وتشويههم تمثال الثور الآشورى المجنح الأكثر من رائع جريمة تعمل على زيادة الطائفية والتطرف العنيف في العراق.

وأشاد شقرة بموقف منظمة «اليونسكو» المشرف التي طالبت فيه مجلس الأمن بعقد اجتماع طارئ لمناقشة تخريب وتدمير الآثار وذلك لأن هذه الآثار تمثل ذاكرة للإنسانية والأمة جمعاء، كما تمثل أيضًا ذاكرة إبداع الإنسان في تفاعله مع البيئة سواء في سوريا أو العراق أو مصر أو أفريقيا أو الخليج، مشيرا إلى أن هذا التصرف ليس غريبا على هذه الجماعات فقد سبقتهم طالبان بقصف آثار تاريخية بالدبابات والصواريخ وكان ذلك في 1997 ، إلى جانب تفجيرهم تماثيل بوذا الأثرية عام 2001.
الجريدة الرسمية