«إسرائيل» تنجح في إنشاء «بنك المياه».. اتفاق مع الأردن لربط البحر الأحمر بـ«الميت».. تخزين 40 مليون متر مكعب سنويا.. المشروع بتمويل البنك الدولي.. و«خبراء»: دلي
الشرق الأوسط يشهد إهدارًا كبيرًا للمياه، ودول الشرق الأوسط لا تقدر قيمة المياه ولا يستطيعون التعامل مع حالات المناخ المختلفة والتي يهدر بسببها كميات كبيرة، كان هذا حديث "شمعون بيريز"، رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، حينما تحدث عن الموارد المائية في المنطقة.
اتفاق الأردن
إسرائيل التي تعاني من نقص في مواردها المائية، وصلت أخيرًا إلى تحقيق حلمها بعد توقيع اتفاق لتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع بناء قناة تربط البحر الأحمر بالبحر الميت الذي تجف مياهه بحلول عام 2050 وفق الدراسات الرسمية الأردنية.
وبموجب الاتفاق الذي تم بين الأردن وفلسطين وإسرائيل عام 2013 في الولايات المتحدة الأمريكية سيتم سحب 300 مليون متر مكعب سنويا من البحر الأحمر عن طريق خليج العقبة لتصبح في المرحلة الأولى إلى 2 مليار متر مكعب سنويَا من المياه.
فوائد المشروع
المشروع الذي تم طرحه من عدة سنوات سيوفر للأردن حسب تصريحات وزير المياه الأردنى حازم الناصر، 50 مليون متر مكعب من المياه سنويًا، بعد إنشاء محطة تحلية مياه في خليج العقبة فيما يتم ضخ المياه داخل إسرائيل ليحصل الفلسطينيون في الضفة الغربية على جزء من المياه وتحصل إسرائيل على 40 مليون متر مكعب سنويًا من المشروع من خلال استخدام أنابيب للمياه ويتم استخدامها في جنوب إسرائيل للزراعة، ويستغرق ثلاث سنوات بتكلفة 900 مليون جنيه بتمويل من البنك الدولي.
حلم بنك المياه
ويعد المشروع الذي سينفذ خلال الثلاث سنوات المقبلة صمام إسرائيل التي ستعاني من نقص مائي يصل إلى 130 مليون متر مكعب من المياه بحلول عام 2020 حسب اجتماع لجنة شئون المياه بالكنيست الإسرائيلى عام 2000 لتخرج التوصيات بكلمة واحدة "البحث عن قطرة مياه للشعب الإسرائيلي.
وكانت خلاصة الاجتماع هي إقامة أكبر بنك للمياه في العالم من خلال تجميع المياه المهدرة في حوض يكون تحت سيطرة الإدارة الإسرائيلية.
محاولات سابقة
خاضت إسرائيل من أجل هذا الحلم عدة محاولات كان أبرزها مساعدتها لدولة جنوب السوادن، وإمداد المتمردين بالأسلحة طمعّا في مياه جنوب السودان خاصة بحر الغزال، وكانت لها محاولة مع مصر في عصر السادات من خلال مد أنابيب مياه للقدس وبعدها لمناطق الاحتلال وهو الأمر الذي رفضه الرئيس الراحل.
فكرة قديمة
من جانبه يرى الدكتور محمد إبراهيم، أستاذ المياه بمركز بحوث الصحراء، أن ربط البحر الميت بالبحر الأحمر وتحلية مياهه هي فكرة قديمة لدى الكيان الصهيوني منذ أكثر من 20 عاما ولكن الظروف وقتها لم تكن تسمح بتنفيذ هذا الاتفاق.
وأضاف "إبراهيم " أن إسرائيل كانت تعول كثيرا على مياه جنوب السودان ولكن في الشهور الأخيرة ومع العلاقات الجيدة بين جنوب السودان ومصر اتجهت إسرائيل إلى الفكرة الأخري من خلال مياه البحر الميت، لافتًا إلى أن إسرائيل ستعود مرة أخرى لجنوب السودان لكن بعد تنفيذ هذا المشروع.
وأضاف "إبراهيم" أن فكرة بنك المياه هي فكرة البنك الدولي قبل أن تكون فكرة إسرائيل والغرض من تلك الفكرة هي تسعير المياه للدول الفقيرة مائيا.
تسعير المياه
ويقول الدكتور ضياء القوصي، خبير المياه الدولي، إن المشروع يفيد الأردن في كل النواحي وينقذ البحر الميت ويزيد من مواردها المائية بدون تكلفة خاصة أن المشروع على نفقة البنك الدولي.
وأكد القوصي أن إسرائيل لن تكتفي بــ 40 مليون متر مكعب سنويَا من المياه بل ستحاول أيضًا الحصول على مياه من جنوب السودان لزيادة الموارد المائية.