رئيس التحرير
عصام كامل

«أردوغان» و«تميم» يعتذران لـ «السيسي»!


«قدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والأمير القطري تميم بن حمد، اعتذارًا للرئيس عبد الفتاح السيسي، وتعهدا بعدم الإساءة إليه، وعدم الهجوم على سياسة الحكومة في القاهرة».. خبر عاجل مصحوبًا بلقطات مصورة أذاعته إحدى القنوات الإقليمية، وانعكس أثره على خريطة الإعلام المصري، وطريقة معالجته للأزمة بين قطر وتركيا ومصر..


أمسكت بـ«الريموت كنترول»، وقلبت بين قنواتنا المحلية، لأجد أحد المذيعين المشهورين يقول بصوت جهوري: الفيديو بتاع الاعتذار نازل على الجزيرة قبل الاعتذار الرسمي بنحو 5 ساعات.. يعني المؤامرة واضحة جدًا.. جدًا.. جدًا.. وأنا عاوز أشتم بس ماسك نفسي بالعافية.. لكن أنا من أشد الناس اللي بيدافعوا عن الرئيس «أردوغان» والعائلة الحاكمة في قطر.. وضد كل مَنْ تطاول على الأمير «تميم» وقال عليه إنه «ابن موزة».. وبأكد آهو قداموا كلكوا.. تميم مش ابن موزة، وعُمْره ما كان ابن موزة، واستحالة يكون ابن موزة، واللي هيقول غير كده ممكن أشتمه على الهوا...!

انتقلت إلى برنامج آخر لأجد الإعلامي يصرخ: أقول للذين تطاولوا على الأمير القطري، ووصفوا قطر بأنها مجرد «كشك» على الخليج، منذ متى كانت الدول بحجم مساحتها الجغرافية.. صحيح الدوحة صغيرة المساحة لكنها كبيرة القامة والقيمة بالدور الريادي الذي تقوم به في المنطقة والعالم كله..!

عرجتُ على برنامج ثالث، فإذ بالمذيع يقول: إنتو عارفين إني بحب الصراحة، ومليش في النفاق، وعشان كده بقولكم من ساعة ما السفيرين التركي والقطري راحوا بلدهم بمزاجهم، وإحنا حاسين إننا فقدنا واحد مننا، وبناشدهم يرجعوا لإخواتهم المصريين بأقصى سرعة.. وبنقولهم وحشتونا جدًا.. وبنهديهم أغنية عمرو دياب «سبت فراغ كبير»!

وفي برنامج رابع كان الإعلامي هادئًا وهو يقول: طول عمري براهن على حكمة فخامة الرئيس التركي، وعلى أخلاق ورجاحة عقل سمو الأمير القطري.. يا جماعة واحد اسمه تميم، وأبوه سمو الأمير حمد، وأمه سمو الشيخة موزة، تبقى تربيته شكلها إيه؟ بصراحة لو لم أكن إعلاميًا، لوددت أن أكون «تميميًا»..!

مذيع خامس، مدافعًا عن أردوغان وتميم: طول عمري بقولكم إن استحالة الضفر يطلع من اللحم، وعمر الدم ما يبقى ميه.. وتركيا وقطر مش ممكن يستغنوا عن مصر.. والمصالحة دي هي اللي هتحقق أهداف ثورة 25 يناير و30 يونيو، ومن دلوقت اللي هيرش «أردوغان وتميم» بالميه، هنرشه بالنار والدم.. إحنا في الحاجات دي مبنهرجش!

ذهبت إلى برنامج الإعلامي الذي يُضحكني كثيرا، فوجدته يصرخ: قلتلكم قبل كده أنا حمار و60 حمار، ومازلت عند قولي.. ليه بقى؟ عشان أنا مكنتش فاهم إن سياسة أردوغان وتميم تجاه مصر، كانت جزءا من خطة الخداع الإستراتيجي بالاتفاق مع الرئيس السيسي.. فِهمتوا بقى ولا لسه مفهمتوش؟! والله أنا مستعد أطلق مراتي بس تفهموا!

وقبل أن أضغط على زر الريموت لمتابعة أصداء الاعتذار في القنوات العالمية، فوجئت بـ«إيد» من «الوزن الثقيل»، تقلبني ذات اليمين وذات الشمال، مصحوبة بأصوات جهورية: «اصحى يا بيه عشان متتأخرش على الشغل»!
الجريدة الرسمية