تفاصيل كلمة «محلب» بمؤتمر «الأعلى للشئون الإسلامية».. «رئيس الوزراء»: سفك الدماء وقتل الأبرياء أعمالٌ إجراميَّةٌ دخيلةٌ على ديننا.. إسلامنا أمرنا باحترام حقوق الإنسان وال
قال المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، إن ما نجده اليوم من تكفيرٍ وتطرُّفٍ وغُلُوٍّ لدَى المتطرفين، وما يَنشأ عنه من سفك الدماء، وقتل الأبرياء، وحرق الأسرى، كلُّها أعمالٌ إجراميَّةٌ دخيلةٌ على ديننا، وعلى بلادنا وعاداتنا وتقاليدنا، جَسّدتها آيات القرآن؛ لأنها إفسادٌ في الأرض وإشاعة للرعب والخوف، واستهداف للأمن والأمان، والإسلام منها بريء.
حمل السلاح
وأضاف رئيس الوزراء، في كلمته بؤتمر الأعلى للشئون الإسلامية: "ديننا الحنيف حذّر من ترويع الآمنين، وحَرّم التعدي عليهم، لأنه إجرامٌ تٓأْباه الشريعةُ الإسلامية والفطرةُ الإنسانية، يقول (صلى الله عليه وسلم): « مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ»، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاَحَ فَلَيْسَ مِنَّا)".
احترام حقوق الإنسان
وذكر محلب: "أن إسلامنا أمرنا بحسن معاملة الجميع، كما أمرنا باحترام حقوق الإنسان، بل الحيوان أيضا، وتراثنا الإسلامي به من القصص والروايات التي تدلل على ذلك".
وتابع: "إننا لَنَعْجبُ أشد العجب من أُناسٍ ارتَدُوا عَباءة الإسلام، وحفظوا كتاب الله (عز وجل) أو بعضا منه، وقد يَسْتدلون بنصوصٍ رُبَّمَا يكون بعضُها من صحيح السُّنَّة، غيرَ أنَّهُم لم يفهموها، فانحرفوا بها عن الفهم الصحيح، وفسروها تفسيرًا يخدم مصالحهم الشخصية أو أغراضهم الدنيئة، فَضلّوا وأضلّوا، وَحَادوا عن سواء السبيل".
الإسلام.. دين الإنسانية
واستطرد: "إن الإسلام دينُ إنسانيةٍ، ودينُ حضارةٍ ورُقيٍّ، سبيلُهُ البناء لا الهدم، والتعمير لا التخريب، فهو دين الصلاح والإصلاح، وعِمارة الكون، لا الفساد ولا الإفساد، ديننا الإسلامي يدعو إلى العمل والإنتاج، والتمسك بِمُقومات الحضارة التي من شأنها أن تنهضَ بأمتنا وتعْلُو ببلادنا، يقول الحق سبحانه وتعالى: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)".
وقال أيضًا: "والأمر لا يتوقف عند العمل فحسب، بل لابد من الإتقان فيه، وقد حثَّ النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) على ذلك، فقال: "إِنّ اللهَ (عز وجل) يُحِبٌ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ"، فإتقان العمل سبيل إلى بناء الأوطان وتقدمها ورُقيها".
قوى إرهابية
وأضاف أيضًا: "نظرًا لما تَمُرُّ به أُمتُّنا العربية، وما تتعرض له من هجمة شرسةٍ من قِبَلِ القوى الإرهابية الغاشمة، فإننا في حاجة ماسةٍ إلى تكاتفِ أبنائها، وإلى مَدِّ يَد العونِ من كلِّ أفرادِهَا، حتى نتجاوز معًا الأزمات والشدائد والمحن التي تكاد تعصف باستقرارها، ونعيدَ لها مكانتَها اللائقة بين الأمم".
وتابع: "لقد كانت بعثة النبيِّ مُحمَّدٍ (صلى الله عليه وسلم) رحمةً للعالمين، حيث أرسله الله عز وجل رحمة للناس كافَّةً، فقال: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}، ولم يقل: أرسلناك رحمة للمسلمين، أو للمؤمنين وحدهم".
وذكر أيضًا: "ومن مظاهر رحمته (صلى الله عليه وسلم) أنه علَّمَنا بمواقفه العظيمة وتعامله السمح، كيف نكون سُبُلَ هدايةٍ ورحمةٍ، لا سُبُلَ شقاءٍ أو عناء، وقد تجلى ذلك في مواقف عديدة، منها: ما كان منه (صلى الله عليه وسلم) يوم فتح مكة، بعد أن تَحمّل من أهلها ما تحمَّل من الأذى، فلمّا أتم اللهُ عليه النعمة وأيَّده بنصر من عِنْدِه، ودخلَ مكةَ فاتحًا مُنتصرًا، خاطبهم بقوله: يا أهل مكةَ ما تَظُنُّونَ أنِّي فاعلٌ بكم، قالوا: خَيْرًا، أَخٌ كَرِيمٌ، وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ، فقال (صلى الله عليه وسلم): "اذهبوا فأنتم الطلقاء".
أخلاق النبي
وأوضح: "كانت السيدة خديجة (رضي الله عنها) تقول له (صلى الله عليه وسلم) مُعَبرة عن كريم أخلاقه وصفاته: (واللهِ لا يُخْزِيكَ اللهُ أبدًا، إنك لتَصِلُ الرَّحِم، وتَصْدُقُ الحديث، وتُؤَدِّي الأمانةَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وتُكرِمُ الضيفَ وتُنصف المظلوم، وتُعِينُ على نوائبِ الدهر)، مُبِيِّنةً بذلك بعض أخلاقِه الحميدة، وصفاتِهِ الكريمَة، ويكفيه (صلى الله عليه وسلم) شرفًا أن الله سبحانه وتعالى، قد شهد له بعظمة أخلاقه، فقال تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم)".
دين الرحمة والسماحة
وتابع أيضا: "وإذا كانت هذه هي أخلاق نبي الإسلام (صلى الله عليه وسلم)، فالإسلام دين رحمة وسماحة، لا دين قتل أو إرهاب".
وأضاف في نهاية كلمته: "إني لعلى ثقة كبيرة في أن هذا الجمع العظيم من علماء الأمة المجتمعين هنا في القاهرة، وبرعاية وزارة الأوقاف المصرية، سيسهمون بجهد وافر في وضع حلول للمشكلات التي تحيط بالأمة، وسيكون لهم نصيب وافر في الإسهام في تجديد الخطاب الديني على النحو الذي يرضي الله عز وجل، ويحقق مصالح البلاد والعباد".