أحد قادة حرب أكتوبر.. اللواء فيود: ضرب ليبيا حق مشروع.. جيشنا قادر على الحرب في أكثر من جبهة.. طائراتنا تتنوع ما بين «فانتوم وأباتشي وميراج وإف 16».. والأهم العنصر البشري
اعتبر اللواء أركان حرب فؤاد فيود أحد قادة حرب أكتوبر أن من حق الدولة المصرية بجيشها القوى إعلان الحرب على أي دولة في العالم تشعر من ناحيتها بوجود خطر على أمنها القومي، لافتًا إلى أن الضربات الجوية المصرية لعناصر داعش ليست اعتداء على ليبيا.
وشدد اللواء فيود على أن الجيش المصرى لديه إمكانيات عسكرية تكفي لمحاربة دول كثيرة لكن ليس كل من يملك أسلحة وذخيرة لديه القدرة على النجاح في الحرب فالروح المعنوية التي يرددها دائمًا الرئيس عبد الفتاح السيسي هي سر تلاحم الشعب مع الجيش حاليًا، والمزيد من التفاصيل في سياق الحوار التالي:
* بداية.. هل الجيش المصري على استعداد لإعلان الحرب خارج حدود الدولة؟
بالطبع نعم.. لكن الجيش المصري ليس هدفه إعلان الحرب خارج حدود الدولة دون داع إلا إذا كان الأمن القومي للوطن في خطر داهم، ولا يستدعي تأجيل الحرب حتى لا تتفاقم مشكلة تهديد الأمن الداخلي.
مصر ليست دولة معتدية لكن كل هدفها طرد كل المستعمرين الطامعين في خيراتها منذ أيام الهكسوس والصليبيين وحتى تنظيم داعش الإرهابي حاليًا.
* متى بدأت مصر أولى حروبها خارج حدودها؟
منذ أيام الهكسوس، فخرج الجنود المصريون القدماء للحفاظ على أراضيهم من المستعمرين، وكذلك أيام الفرس عام 525 قبل الميلاد، واستمر الوضع حتى 18 يونيو 1956، فمصر ظلت محتلة من الاستعمار الأجنبي لمدة 2481 عامًا لعدم وجود جيش لها يدافع عن أراضيها، وكان كل محتل يتسلم السلطة من محتل آخر بعد إسقاط المحتل المستعمر.
يوم 18 يونيو 1956 تخلصت مصر من المحتل الأجنبي بخروج آخر جندي إنجليزي من الإسكندرية، ليتم رفع العلم المصري على أرض سيناء، وكان وقتها الرئيس جمال عبد الناصر رئيسًا لمصر.
* في رأيك.. كيف استعدت مصر لحرب اليمن؟
عندما قامت ثورة اليمن، كان جمال عبد الناصر رئيسًا لمصر، وكان الهدف منها تغيير الوضع السياسي لهم، وكانت البداية بحرب اليمن التي اندلعت عام 1962، ودخلتها مصر مساندة لـ«الثورة اليمنية»، في مواجهة الحكم الملكي للإمام البدر، الذي كان مسئولًا عن قتل مشايخ القبائل اليمنية، وكان أبوه الإمام أحمد مثل ابنه في طريقة قتل المشايخ.
كان الدكتور عبد الرحمن البيضاني قائد الثورة اليمينة واستعان بالرئيس جمال عبد الناصر لتقديم العون للشعب اليمني، وأرسل عبد الناصر قوات منذ عام 1962 حتى عام 1967، وانتهت الحرب بتوقيع اتفاقية اليمن، وتمت الإطاحة بالإمام بدر، ونجحت خطة البيضاني بمساعدة مصر.
* وماذا نالت مصر من هذه الحرب؟
لم تنل بل خسرت الكثير، وكانت هذه الحرب سببًا قويًا في نكسة 1967 لأن مصر كانت أكبر الخاسرين، فمصر في حرب اليمن شاركت بـ70 ألف جندي راح منهم الآلاف فداء للثورة اليمنية.
* عاصرت حرب الخليج.. كيف استعدت لها مصر؟
في 2 من أغسطس 1990، اخترقت القوات العراقية الحدود الكويتية بالفعل، وطالبت الأمم المتحدة بالانسحاب الفوري للقوات العراقية من الأراضي الكويتية، إلا أن صدام حسين لم يستجب.
شاركت مصر بـ35 ألف جندي ومدرعات ومشاة ميكانيكية وصاعقة وأسلحة متخصصة بقيادة اللواء أركان حرب محمد على بلال، ضمن قوات التحالف الدولي لتحرير الكويت، وقد كان.
* حدثنا عن خطة مصر العسكرية في حرب الخليج؟
كان تمركز القوات المصرية في يسار الحدود الكويتية، لحماية يمين القوات الأمريكية، وقامت القوات المصرية بالالتفاف تجاه الحدود بهدف عزل جنوب الكويت عن شمالها، حين كان الاشتباك مع القوات العراقية التي كانت تتوقع أن تكون الهجمة الكاملة من قوات التحالف من الاتجاه الذي أتى منه الجيش المصري فاستعدت بكامل عتادها العسكري في هذا الاتجاه، وكان الاشتباك الأعنف بين القوات العراقية وقوات التحالف مع الجانب المصري.
استطاع الجانب المصري، إثبات صلابته وقوته في مواجهة القوات العراقية التي روج لها حينها بأن الجيش العراقي رابع أقوى جيوش العالم، وانهزمت القوات العراقية في آخر فبراير 1991.
ماذا استفادت مصر من حرب الخليج ؟
كان المكسب المصري من المشاركة في تحرير الكويت هو إسقاط بعض ديونها لدى العديد من الدول منها الولايات المتحدة واليابان وقطر، فيما تحصلت مصر على منح من دول كالكويت والإمارات وألمانيا والسعودية، بالإضافة إلى المجموعة الأوربية.
* ما سبب الضربة الجوية المصرية بليبيا في رأيك؟
للأخذ بالثأر ممن قاموا بقتل أبنائها بطريقة شنيعة، أثارت غضب المصريين، وحفاظًا على أمنها القومي ضد كل من يحاول أن يهدده أو من يقترب منه، والحفاظ على شكل وقوة الجيش المصري أمام العالم.
* هل ترى أن قرار الضربة جاء في الوقت المناسب؟
أولا ليست ضربة على ليبيا، فمصر ليست دولة معتدية، والرئيس عبد الفتاح السيسي اختار الوقت المناسب رغم أن الفرق بين خطاب الرئيس والضربة الجوية على ليبيا لا يتعدى الـ6 ساعات لكن تم التجهيز لها على أسس عسكرية لا تستطيع دولة أن تفعلها إلا مصر لوجود الجيش المصري.
* وما كواليس التنسيق بين مصر وليبيا لشن هذه الضربة؟
يجب أن نعلم جميعًا أن الضربة الجوية التي شنها الجيش المصري على ليبيا كانت بعلم الدولة الليبية، وبعد اتفاق وتنسيق بينها وبين مصر في مناطق «طرابلس، سرت، ودرنة»، وعلم الجيش المصري قبل انطلاقه من الأراضي المصرية بأماكن التكفيريين وتمركزهم في الدولة الليبية، مع وجود خطط مسبقة وسيناريوهات بين البلدين للتنفيذ.
* حدثنا عن الهدف الرئيسي من قتل 21 مصريًا على يد داعش بليبيا؟
إثبات انهيار الجيش المصري، فيجب أن نكون سألنا أنفسنا لماذا ركزت على قتل المسيحيين؟ فقط فهدفها الرئيسي نشر الفتنة بين المصريين.
* في رأيك ما القوة التي يستند إليها الجيش المصري في حربه بالخارج؟
الاعتماد على سلاح الكفاءة القتالية، وهي محصلة «الكفاءة البدنية، نوعية السلاح، سرعة الاستجابة للأوامر والتحرك»، وأنواع أسلحة حديثة تناسب الدولة المعلن الحرب عليها، فمصر تنوّع في مصادر تسليح جيشها بين أمريكا وفرنسا وروسيا.
* هل مصر قادرة على محاربة دولتين في آن واحد؟
مصر مستعدة لمحاربة أكثر من دولة ضد العدوان، حيث إنها تمتلك جيشًا يستطيع محاربة عالم كبير، فيمكن لمصر أن تحارب خارج البلاد لمساعدة دولة أخرى ومحاربة دولة تريد تهديد أمنها القومى داخل مصر.
* الحديث يدور عن استخدامنا طائرات إف 16 في حربنا خارج الحدود؟
لا.. هناك طائرات «فانتوم، أباتشي، ميراج، وإف 16» وقاذفات أخرى، فكل طائرة وكل سلاح على حسب قوة سلاح الدولة المعنى محاربتها لصد العدوان الآتي منها.
* في رأيك.. هل قدرات الجيش المصري تسمح بإعلان الحرب خارج البلاد؟
الجيش المصري لديه إمكانيات عسكرية تكفي لمحاربة دول كثيرة، لكن ليس كل من يملك أسلحة وذخيرة لديه القدرة على النجاح في الحرب، ففي حرب 1973 نجحت مصر بالروح المعنوية في تلاحم الشعب مع الجيش المصرى لتصنع المعجزات.