رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. الوجه الآخر لـ«غسان مطر».. ولد في المخيمات الفلسطينية عام 1938.. ناضل ضد إسرائيل وأيد ياسر عرفات.. المعلق السياسي الأبرز في الحرب الأهلية اللبنانية.. فقد أفراد أسرته بـ«حرب ا


من طفل لاجئ، إلى ممثل مشهور، إلى معلق سياسي في الحرب الأهلية للبنان، إلى "مكلوم" يفقد أسرته كلها في عملية اجتياح جنوب لبنان، إلى كوتش السينما المصرية.. هكذا سارت حياة المناضل الفلسطينى عرفات داوود حسن المعروف بـ"غسان مطر"، الذي رحل عن عالمنا اليوم بعد صراع مع المرض.


العيش في المخيمات
من فلسطين "البلد الأم" إلى مخيم البداوي جاء داوود حسن مع أسرته؛ للعيش في المخيم الذي عرف عنه وجود حيوانات مفترسة، لينجب في المخيم ابنه "عرفات" عام 1938.

لم تكن الحياة سهلة لأهالي المخيمات، لاسيما بعد تقسيم فلسطين، وأصبح حلم العودة لفلسطين مستحيلا، وفي تلك الأجواء الملبدة بالغيوم والموت من كل جانب نشأ الطفل "عرفات" أو "غسان مطر"، يتنقل بين خيمة وأخرى، لتكون البنادق أول ما يشاهده الطفل الذي سيحترف التمثيل بعد ذلك.

بداية ثورية
لم تكن بداية غسان مطر الفنية بعيدة عن البيئة التي عاش فيها وناضل من أجلها، فلم يكن مطر فنانا قادته الظروف إلى العيش في مناخ صعب فحسب، بل لقد اختار النضال من أجل بلاده وهو ما تجسد في أول أفلامه عام 1969 والتي حملت اسم "كلنا فدائيون" لينطلق بعدها في مسيرة فنية في عدد من الأفلام المصرية واللبنانية.

معلق سياسي في الحرب الأهلية
كان مر أكثر من خمس سنوات على عمل "مطر" كممثل قبل أن يتحول إلى معلق سياسي في الحرب الأهلية اللبنانية، التي تحولت من صراع على الرئاسة إلى صراع عالمي لعبت فيه كل القوى الإقليمية والعربية دورا بارزا، وعرف وقتها غسان مطر باسم المناضل الفلسطينى وكان أحد الوجوه المعروفة والمؤيدة للفلسطينيين بقيادة عرفات، والمعادية للدور الذي يقوم به الرئيس الراحل حافظ الأسد في لبنان، خاصة أن ذلك الوقت كان الخلاف بين الزعيم ياسر عرفات وبين حافظ الأسد.

فقدان الأسرة
وفي عام 1985 وبداية ما يعرف بحرب المخيمات، والتي شارك فيها النظام السوري ضد الفلسطينيين فقد غسان مطر أسرته كلها ما عدا بناته فقد نجون من هذا الاجتياح.

ووفق رواية الراحل غسان مطر في لقاء تليفزيوني، أن النظام السوري هو من دبر تلك العملية للتخلص من عائلة مطر، لافتًا إلى أنه تلقى الخبر وكان في القاهرة وقتها يقوم بتصوير إحدي حلقات المسلسل التفلزيوني محمد رسول الله، وتم تبليغه بالخبر بفقدانه والدته وزوجته وابنه جيفارا، وفي آخر اليوم تم إبلاغه أن بناته الثلاث ما زالن على قيد الحياة وتم استضافتهن في بيت نبيه بري أحد القيادات اللبنانية ثم تم ترحيلهن إلى مصر عن طريق السفارة اللبنانية في ذلك الوقت.

ويؤكد غسان مطر أن خبر فقدان عائلته أخضعه لاختبارين لا ثالث لهما إما الاستسلام والانهزام، أو الرضا والاستمرار، وهو ما اختاره "مطر" وأكمل حياته إلى أن توفي اليوم 27 فبراير 2015.
الجريدة الرسمية