رئيس التحرير
عصام كامل

الجيش العربي المشترك.. الأسبوع القادم؟!


وجهتان نظر تتنازعان فكرة الجيش العربي المشترك تعطلان إعلانه حتى الآن وهما: أي عدو سيحاربه الجيش المنتظر ؟ هل هو الإرهاب ؟ أم أعداء الدول العربية ؟ إن كان الإرهاب فما الحل في الجماعات الإرهابية في سوريا وموقف مصر والجزائر مثلا خلاف موقف السعودية والإمارات ؟ وإن كانت محاربة أعداء الأمة العربية..فهل ستمارس القوة مهامها ضد إيران مثلا أم ضد أي عمل عسكري أمريكي أو إسرائيلي ضد أي بلد عربي ؟ وإن كان ضد إيران مثلا فمتى يمكن اعتبار إيران عدوا؟ هل مساعدتها للحوثيين في اليمن تدخلا ؟ ووقوفها مع سوريا ضد مخطط تمزيقها كيف سيتم تفسيره وبماذا يمكن وصفه ؟ وماذا إذن يمكن أن تفعل القوة مع قطر التي ربما لن تنضم للجيش إن اكتشفت الدول العربية أن قطر تدعم الإرهابيين في ليبيا مثلا ؟!

الأسئلة عديدة جدا وليس من السهل التفاهم حولها وحسمها سريعا.. فحركة أي جيش في الدنيا تقتضي تحديد عدوه أولا..والأمه العربية أعداؤها مختلفون حسب رؤية كل منهم..والبراءة المصرية التي تسعى لتوحيد الكلمة لا تكفي وإلا ستحدث انسحابات من الجيش من أول أسبوع وربما يكون هذا مخططا آخر لإحداث خلافات كبيرة داخل معسكر مصر ـ الخليج وهو ما قد يعيدنا للوراء كثيرا !

فكرة الجيش الواحد موجودة من خلال اتفاقيات الدفاع المشترك في الجامعة العربية وقد فرغت أو أفرغت من مضمونها عمدا وكان آخرها حرب أكتوبر المجيدة.. الآن تتفق مصر والإمارات حول الفكرة إلى حد التطابق..الملك عبد الله جاء من السعودية يحمل أفكارا حول الفكرة.. والسعودية تدرك الفيتو الأمريكي حولها.. والفيتو الأمريكي لن يتوقف إلا إن كانت الفكرة واضحة ومتسقة مع الأهداف الأمريكية وتستبعد إسرائيل من أعدائها.. ومصر تسعى لمواجهة الإرهاب بأيد عربية لإسقاط ورقة الابتزاز الأمريكي ومواجهة الإرهاب في سوريا يعني ضمان عدم تقسيمها وقطع الطريق أمام التدخل الأمريكي !

وهكذا تتضارب أهداف كل فريق وكل دولة داخل كل فريق.. وكثيرون ينتظرون إعلان الجيش المشترك الأسبوع القادم بعد القمة المصرية السعودية.. ورغم أننا نأمل ذلك بالشروط المصرية وحدها إلا أننا نشك كثيرا أن يتحقق.. أو على الأقل سينتهي الشك بعد الإجابة عن الأسئلة السابقة ونراها واقعية ومشروعة قبل الانزلاق إلى مخطط آخر من بين مخططات لا تنتهي حولنا وضدنا !
الجريدة الرسمية