رئيس التحرير
عصام كامل

أسعار المخدرات «في العلالي».. «حباية الترامادول» بـ10 جنيهات و150لـ«صباع الحشيش».. الملاحقات الأمنية وارتفاع أسعار السجائر السبب.. «الدواليب» تغلق أبوابها.. وأط


حالة من الغضب يعيشها مدمنو المخدرات بسبب ارتفاع الأسعار، بعد الضربات الأمنية المتلاحقة التي شنتها وزارة الداخلية في الفترة الماضية، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار السجائر المحلية والمستوردة، ما دفع بعض تجار المخدرات إلى رفع الأسعار.


وصاحب ارتفاع الأسعار اختفاء بعض الأنواع، ما دفع متعاطو المخدرات، الذي يبلغ عددهم بحسب بعض المراكز الحقوقية أكثر من 6 ملايين مدمن، إلى البحث عن المواد المخدرة والقبول بأي أسعار.

ووفقا لإحصائيات وزارة الداخلية عن عام 2015، بلغ عدد قضايا المخدرات الكبرى 16 قضية منذ بداية عام 2015، وتم ضبط 57 ألف قرص ترامادول، وعدد المتهمين نحو 500 متهم بين تاجر ومتعاطٍ، بالإضافة ضبط العديد من تجار الحشيش والبانجو، داخل المحافظات أو على الحدود.

وفي جولة لـ«فيتو» بعدد من المناطق الشعبية لمعرفة الأسعار والأنواع، تبين مدى الارتفاع أثر الضربات الأمنية.

«الحباية بـ10 جنيهات»
وتسببت الضربات الأمنية لتجار المخدرات بالمناطق الشعبية، في اختفاء مخدر «الترامادول»، وهو أحد أشهر أنواع الحبوب الكيميائية رواجا في الشارع المصري، لتصبح «حباية الترامادول الواحدة بـ10 جنيهات»، ما يجعل الشريط الواحد بـ100 جنيه، وفى بعض الأحيان يرتفع إلى 120 جنيها، وكان سعرها قبل ذلك لا يتعدي 3 جنيهات.

وفي قلب منطقة المرج، قال «م. ص»، أحد متعاطى المخدرات: إن المخدرات اختفت من المنطقة، بشكل لم يحدث منذ أربع سنوات، وخاصة أقراص الترامادول بأنواعها «الفراولة، والأبيض»، وتابع: «ولو موجود يبقى مضروب صينى، أو بتكون الحباية بـ10 جنيهات».

وأضاف المتعاطى: «أما عن الحشيش، فهو في أسوأ حالاته، فقد ارتفع سعر الصباع الواحد إلى 150 جنيها، ويصل في بعض الأحيان إلى 180 أو 200 جنيه، بدلا من 100 جنيه في الماضي بمعنى أن الزيادة وصلت إلى 50%».

وتابع: «90% من الحشيش حنة ولبان دكر، أو مطحون عليه برشام، وفين وفين أما الواحد بيشرب حشيش نضيف، والدواليب في المنطقة أغلقت أبوابها بسبب تكثيف الحملات الأمنية، ولكن بعض التجار تتعامل عن طريق التليفون فقط، وذلك لتأمين أكثر في عملية البيع».

«غياب دواليب المخدرات»
أما عن منطقة الوايلى، والزاوية الحمراء، فقد غابت دواليب المخدرات عن شوارع المنطقتين، بشكل ملحوظ، لتصيبها حمي ارتفاع أسعار المخدرات، مثل باقى المناطق، فقد تحول سعر شريط الترامادول من 20 جنيهًا إلى 100 جنيه، إذا تم العثور عليه في الأساس».

في حين شهدت منطقتي الظاهر والحسينية، واللتان تعتبرا من أقدم المناطق لتجارة الحشيش والترامادول، انعدام وجود كافة أنواع المخدرات، الحالة التي لم يلحظها سكان المنطقة منذ سنوات كثيرة، ليرتفع سعر «صباع الحشيش» إلى 120 جنيهًا، وفى بعض الأحيان إلى 150 جنيها على حسب نوعية الحشيش.

«الشرطة السبب»
وأكد «ع. ح»، أحد تجار المخدرات، أن السبب في زيادة أسعار المخدرات بشكل كبير، يرجع إلى ضبط الكثير من كبار التجار، بالإضافة إلى غلق الحدود على المهربين، وذلك صعب من مهمة عمليات تهريب المخدرات من الخارج، لافتًا إلى أن هناك أنواع جديدة من مخدر الحشيش، ظهرت خلال الفترة الأخيرة، منها «الكف» ويبلغ سعره 100 جنيه للصباع، أما أنواع «الفايف دولار، وصدام» فيصل إلى 150 جنيهًا، في حين تعتبر «التربو» من أغلى أنواع الحشيش والتي تباع بـ200 جنيه للصباع الواحد.

أمراض انسحابية
وحول سلوك المتعاطين في تلك الفترة بعد ارتفاع الأسعار وعدم قدرة البعض على الشراء، قال الدكتور أحمد الباسوسى، استشاري العلاج النفسى والإدمان، إن المدمن الذي يتوقف عن تعاطى المواد المخدرة، سواء عن طريق عدم توفر الأموال، أو لخضوعه للعلاج، يظهر عليه أمراض انسحابية «أعراض جسدية»، منها «الغثيان، واَلام في العظم، والصداع، ورشح»، موضحًا أن المدمن يظهر عليه أيضًا أعراض نفسية شديدة، تجبره على ممارسة سلوكيات عنيفة، من سرقة الأموال أو الاستعانة ببيع المنتجات المنزلية، للحصول على المخدر.

وتابع: «أما بخصوص انعدام المواد المخدرة من الشوارع، فهو أمر إيجابى، ولكن هناك مضاعفات تتسبب في سوء حالة المتعاطين، والتي تجعلهم يبحثون في أرجاء الأرض للحصول على جرعة واحدة من المخدر، أو اللجوء إلى أنواع أخرى بديلة عن المخدرات، مثل الأدوية التي تحتوى على جرعة من المورفين، أو المسكنات القوية للعظام».

جريمة مُرتقبة
من جانبها، أوضحت الدكتورة طاهرة المغربى، استشارى علم النفس الإجرامى: «إذا كان المريض وصل لحالة الإدمان، ولم يستطع شراء المخدر، فهذا يُنذر بجريمة مُرتقبة، ولا بد من تدخل طبى، وإذا كان متعاطى فقط فهناك إمكانية أن يترك المخدر شيئًا فشيئا».

أنواع المدمنين
وعلى الجانب الآخر، أكد مصدر أمني رفض الإفصاح عن اسمه، إن 77% من متعاطى الأدوية المخدرة، من طلاب الجامعات، والمعاهد العليا، والسائقين، وربات البيوت، وهناك نسبة لا تقل عن 20% من المتعاطين تقبل عليه على سبيل التجربة، فيما بلغت حجم تجارة الأدوية المخدرة منذ ثورة 25 يناير، إلى 20 مليار جنيه، وأن عدد المدمنين يزيد عن خمسة ملايين شخص، وذلك داخل مراكز معالجة الإدمان، وإعادة التأهيل.
الجريدة الرسمية