"السيسي" يلتقي العاهل الأردني بـ"الاتحادية" اليوم.. يبحث تعزيز العلاقات الثنائية وسبل مكافحة الإرهاب.. استعراض آخر تطورات القضية الفلسطينية.. ومناقشة الأوضاع السياسية في سوريا وليبيا والعراق
وتأتى زيارة ملك الأردن ردا على زيارة السيسي للمملكة الأردنية الهاشمية التي أجراها في الحادى عشر من شهر ديسمبر من العام الماضى.
ومن المقرر أن تجري جلسة مباحثات تتناول العلاقات بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات إضافة إلى تطورات الأوضاع في المنطقة وعدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
العلاقات "المصرية - الأردنية"
وتتسم العلاقات "المصرية - الأردنية" السياسية بأنها نموذج يحتذى في العلاقات العربية سواء من حيث قوتها ومتانتها من خلال التشاور المستمر بين مصر والأردن والزيارات المتبادلة بين القيادتين المصرية والأردنية.
وكان ملك الأردن عبد الله الثاني زار مصر في الثامن من شهر يونيو الماضى لتقديم التهنئة للسيسي وحضور حفل تنصيبه رئيسا، وأكد الزعيمان حرصهما المتبادل على زيادة أواصر الأخوة والتنسيق والتشاور بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين والقضايا العربية.
وأكد العاهل الأردني حينها وقوف الأردن إلى جانب مصر وخيارات شعبها ودعم مساعي قيادتها الجديدة في ترسيخ الأمن والاستقرار ومواصلة مسيرة البناء والإنجاز.
وأعرب الرئيس السيسي عن شكره والشعب المصري للأردن بقيادة الملك عبدالله الثانى على مواقفه الداعمة لمصر ووقوف المملكة إلى جانب خيارات الشعب المصري مقدرا دور ملك الأردن في تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك وخدمة قضايا الأمة العربية.
القضية الفلسطينية
في الثامن من شهر يونيو الماضى زار وزير الخارجية سامح شكري، الأردن التقى خلالها رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور وأجرى مباحثات مع وزير الخارجية ناصر جودة.
وناقش شكري خلال زيارته الوضع على الساحة الإقليمية، ولاسيما التصعيد في الأراضي الفلسطينية وضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على الأراضى الفلسطينية.
واتفق مع المسئولين في الأردن على أن ما يجري حاليا هو نتاج غياب أي أفق ذي مصداقية لتسوية القضية الفلسطينية رغم الجهود التي بذلها وزير الخارجية الأمريكي جون كيرى وذلك بسبب تعنت إسرائيل وتمسكها بسياسات التوسع الاستيطانى على الأراضى محل التفاوض وبسياسة الاعتقالات والاعتداء على المسجد الأقصى وعلى حقوق المصلين به.
وأضاف أن هذه المباحثات بين البلدين تأتى في سياق التنسيق الطبيعى والمستمر بينهما وكذلك على ضوء عضوية الأردن في مجلس الأمن في الوقت الحالى.
واتفقت تقديرات شكرى مع نظيره الأردنى حول أهمية تحمل المجتمع الدولي لمسئولياته عبر ممارسة الضغط على إسرائيل للامتثال لقرارات الشرعية الدولية واستئناف التفاوض، لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة واحترام حقوقه وعدم الدعوة لاعتماد أسس أو محددات جديدة للتسوية المبتغاة.
كما بحث الجانبان الوضع في العراق وسوريا على إثر استيلاء تنظيم داعش على مساحات واسعة من شمال غرب العراق وشمال شرق سوريا، واستعرض ناصر جودة وزير خارجية الأردن الإجراءات التي اتخذتها بلاده لحماية نفسها من هذه التطورات الخطيرة على الأمن الإقليمي.
واتفق الوزيران على أهمية العمل من أجل معالجة هذا الوضع العراقي من خلال إعادة اللحمة والتفاهم السياسي بين مكونات العراق المختلفة حفاظا على وحدة الأراضى العراقية وسيادة الدولة العراقية ولتمكينهم من مواجهة التطرف والإرهاب بالاستناد إلى وحدة المجتمع.
لقاء نيويورك
في الثانى والعشرين من شهر سبتمبر الماضى استقبل السيسي بمقر إقامته بنيويورك الملك عبدالله الثانى عاهل المملكة الأردنية الهاشمية على هامش أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وبحث الجانبان الجهود المبذولة لتشكيل الائتلاف الدولي لمحاربة التطرف والإرهاب في المنطقة، من خلال إستراتيجية شاملة لا تقتصر فقط على البعد الأمني والعسكري ولكن تشمل أيضًا البعدين التنموى والاجتماعى وتضمن اجتثاث جذور الإرهاب ومواجهة كل التنظيمات الإرهابية في المنطقة.
واستعراض الجانبان الموقف في منطقة الشرق الأوسط وأكدا أهمية الحفاظ على السلامة الإقليمية للعراق ووحدة شعبه ودعم الحكومة العراقية الجديدة، والتأكيد على أهمية أن تعكس كل أطياف الشعب العراق بما يضمن استقرار العراق.
وشدد الجانبان على ضرورة التوصل لحل سياسي للأزمة السورية بما يضمن وحدة التراب الوطنى لسوريا ووحدة شعبها فضلا عن بذل الجهود اللازمة لمكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة في سوريا أخذا في الاعتبار التداعيات الإقليمية للأزمة السورية على دول الجوار السورى على الصعيدين الأمني والاقتصادى.
مكافحة الإرهاب
واستقبل الرئيس السيسي يوم الأحد 30 نوفمبر الماضى بالقاعة الرئاسية بمطار القاهرة الملك عبد الله الثانى بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية الذي أجرى زيارة عمل سريعة إلى مصر.
وتم عقد جلسة مباحثات ثنائية مغلقة تلتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين تم خلالها التباحث بشأن مختلف جوانب العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتنميتها في شتى المجالات السياسية والاقتصادية.
وعلى صعيد مكافحة الإرهاب اتفقت رؤى الجانبين بشأن أهمية العمل على تصويب الصورة السائدة عن الإسلام وإظهاره بطبيعته السمحة الحقيقية التي تنبذ العنف والتطرف وتحض على التسامح والاعتدال وقبول الآخر حيث شهد اللقاء تأكيدًا من الزعيمين على ضرورة تكاتف جهود الدول العربية والإسلامية لتحقيق هذا الهدف وذلك من خلال التنسيق والعمل المشترك.
وفي هذا الإطار تم التأكيد على محورية دور الأزهر الشريف باعتباره منارة للفكر الإسلامي الوسطى تساهم بفاعلية في تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام وتكافح الأفكار المتطرفة والهدامة فضلًا عن أهمية توفير كل سبل الدعم والمساندة له ليتمكن من أداء رسالته على الوجه الأكمل.
وعلى الصعيد الإقليمى تباحث الزعيمان بشأن عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك ومن بينها الأزمة السورية حيث أكد الجانبان على ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضى السورية والحيلولة دون امتداد أعمال العنف والإرهاب إلى دول الجوار السوري.
كما استأثرت القضية الفلسطينية بجزء هام من المباحثات حيث تم استعراض آخر تطورات الموقف في ضوء نتائج اجتماع المجلس الوزارى لجامعة الدول العربية والقرارات الصادرة عنه.