موقف أمريكي مريب!
وهذا التصريح الغريب يتناقض مع القرار الأمريكى بالاشتراك مع التحالف الدولى لضرب مواقع "داعش" في العراق وسوريا بالطيران. وأهم من ذلك ماذا يعنى التصريح الأمريكى الغبى بالحل السياسي؟
حل سياسي مع من؟ مع عصابة إرهابية إجرامية تستتر زيفا وبطلانا وراء لافتة الدولة الإسلامية التي يرأسها الخليفة الإرهابى "البغدادى"؟
الحلول السياسية ممكنة إذا كان الأطراف يمثلون قوى سياسية مختلفة تضاربت مصالحها في لحظة معينة. ويصبح الجهد المطلوب محاولة للوصول إلى حل وسط. لكن حل سياسي مع عصابة إجرامية احترفت قطع رقاب الرهائن وسواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، وتمرست بكل الجرائم ضد الإنسانية وأدت بسلوكها البدائى الشاذ إلى تشريد عشرات الألوف من السكان العراقيين وممارسة الإبادة الجماعة لعشرات الناس.
ولو نظرنا – من ناحية أخرى- إلى المسئولية السياسية لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية فيمكن القول إنها تاريخيا وواقعيا هي التي شجعت على نمو وترعرع الإرهاب الإسلامى!
أليست الولايات المتحدة الأمريكية هي التي احتضنت تنظيم "القاعدة" بقيادة "أسامة بن لادن" وأمدته بالسلاح وبكل أنواع المساعدات في حربها ضد السوفيت في أفغانستان؟
وحين انتهت الحرب بالانسحاب السوفييتى تركت تنظيم "القاعدة" يمارس إرهابه إلى أن انقلب على الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها في الحادث الإرهابى الخطير في سبتمبر 2001 والذي هز أركان الدنيا.
وأليس القرار المتعجل للرئيس الأمريكى السابق "جورج بوش" الابن بغزو أفغانستان هو الذي أدى إلى اتساع رقعة الإرهاب في العالم؟ وأليس قرار "بوش" بغزو العراق عسكريا بزعم امتلاك نظام "صدام حسين" لأسلحة تدمير شامل كان هو بداية نشوء ميليشيات عسكرية تشكلت أساسًا لمقاومة الغزو الأمريكى، ثم انقلبت بعد ذلك وتحولت إلى تنظيمات إرهابية؟
وأليس بعض قادتها هم الذين كونوا تنظيم "داعش" الذي، فيما يبدو، رعته الولايات المتحدة الأمريكية كأداة فعالة في مجال خطتها لوضع خريطة جديدة للشرق الأوسط تقوم أساسا على تقسيم الدول من ناحية وإضعاف جيوشها الوطنية من ناحية أخرى؟
ولو تركنا السلوك الاستعمارى الأمريكى الفج في العراق وانتقلنا إلى مصر ألم تتحالف الولايات المتحدة الأمريكية في ظل إدارة "أوباما" مع جماعة الإخوان المسلمين وتآمرت بكل الطرق المباشرة بغير المباشرة حتى يصلوا في حكم مصر تحقيقا لمصالحها الاستعمارية في المنطقة، وحماية لأمن إسرائيل الذي تعهدت قيادات الإخوان المسلمين بحمايتها إلى الأبد مقابل أن يصلوا إلى قمة السلطة!
وألا يفسر الإستراتيجية الأمريكية الدفاع الأمريكى المعلن عن الإخوان المسلمين بعد أن أقصاهم الشعب في 30 يونيو عن السلطة؟ وأليس الإصرار الأمريكى على إدماج الجماعة في الحياة السياسية في مصر إلا مواصلة لتآمرها على مصر؟
لقد انكشف الغطاء عن الدعم الأمريكى للإخوان بعد أن استقبلت وزارة الخارجية الأمريكية وفدا من الجماعة الإرهابية المنحلة!