الخلافة فريضة أم بضاعة؟
في عام 1925 خرج للوجود كتاب فَجَّرَ مصر من الداخل، هو كتاب "الإسلام وأصول الحكم" للشيخ علي عبد الرازق، أثار الكتاب ضجة كبرى في مصر والعالم العربي كله؛ حيث جاء فيه "إن الإسلام لم يضع لنا شكلا للحكم، ولم تكن الخلافة فريضة ولكنها كانت تناسب عصرها فقط.. ليس المهم عندنا شكل الحكم، ولكن المهم هو أن يحقق نظام الحكم الذي نتخيره مقاصد الشريعة"..
كانت الطامة الكبرى عند البعض أن الشيخ علي عبد الرازق تطرق للخلافة، ونفى فرضيتها أو فريضتها، فقام الأزهر الشريف بسحب شهادة العالمية منه؛ عقابًا له على رأيه.
وضح من هذه المعركة أن مصر انقسمت فعلا إلى فريقين، فريق يقول: إن الخلافة فريضة حتمية ولا خيار لنا فيها ولا حق لنا في تبديلها، ويجب أن تكون على شكل الخلافة الراشدة، وهي خلافة ممتدة لا حدود لها ولا أرض ولا وطن، إذ المستهدف منها الوصول إلى غاية واحدة هي السيطرة على العالم كله، ولا عبرة بالأرض ولا الحدود.
أما الفريق الآخر فيقول: "ليس هناك شكل للحكم، ونحن نعيش في وطن عربي، نستمد عاداتنا وتقاليدنا من تاريخنا ومجتمعنا، ولنا الحق في أن ننشئ لأنفسنا نظام الحكم الذي يتوافق مع مصالحنا، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: "أنتم أعلم بشئون دنياكم"، وهذه هي دنيانا لنا أن نضيف لها ما يتناسب مع العصر، ولسنا تابعين ولا ينبغي أن نكون تابعين لدولة أخرى تحت أي مسمى، بلادنا ليست في السماء ولكنها في الأرض ذات الحدود المعروفة لنا التي ندب عليها بأقدامنا، ندافع عنها بأرواحنا، أما موعدنا في السماء فسيكون بعد الدنيا".
انشغلت مصر سنوات بهذا الصراع، وما زالت، وبعد سنوات قليلة من احتدام هذا الصراع، ومن اتجاه جمهرة من المتدينين بالفطرة والعاطفة إلى "وجوب دولة الخلافة"، ظهر شاب درعمي صغير في طور الشباب الأول، ولد في مدينة المحمودية وسافر إلى مدينة الإسماعيلية البعيدة عن مدينته، ليعمل بها مدرسًا، وهناك في هذه البقعة المتنوعة يعلن الشاب الذي كان في بداية العقد الثالث من عمره، إنشاء جماعة دينية اسمها "جماعة الإخوان المسلمين"، هدفها الأسمى هو "استعادة دولة الخلافة"، وكان لهذه الجماعة الدور الأكبر في قسمة المجتمع المصري على خلفية عقائدية، وإلى الآن نعيش في النار التي أوقدتها تلك الجماعة.
وضح من هذه المعركة أن مصر انقسمت فعلا إلى فريقين، فريق يقول: إن الخلافة فريضة حتمية ولا خيار لنا فيها ولا حق لنا في تبديلها، ويجب أن تكون على شكل الخلافة الراشدة، وهي خلافة ممتدة لا حدود لها ولا أرض ولا وطن، إذ المستهدف منها الوصول إلى غاية واحدة هي السيطرة على العالم كله، ولا عبرة بالأرض ولا الحدود.
أما الفريق الآخر فيقول: "ليس هناك شكل للحكم، ونحن نعيش في وطن عربي، نستمد عاداتنا وتقاليدنا من تاريخنا ومجتمعنا، ولنا الحق في أن ننشئ لأنفسنا نظام الحكم الذي يتوافق مع مصالحنا، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: "أنتم أعلم بشئون دنياكم"، وهذه هي دنيانا لنا أن نضيف لها ما يتناسب مع العصر، ولسنا تابعين ولا ينبغي أن نكون تابعين لدولة أخرى تحت أي مسمى، بلادنا ليست في السماء ولكنها في الأرض ذات الحدود المعروفة لنا التي ندب عليها بأقدامنا، ندافع عنها بأرواحنا، أما موعدنا في السماء فسيكون بعد الدنيا".
انشغلت مصر سنوات بهذا الصراع، وما زالت، وبعد سنوات قليلة من احتدام هذا الصراع، ومن اتجاه جمهرة من المتدينين بالفطرة والعاطفة إلى "وجوب دولة الخلافة"، ظهر شاب درعمي صغير في طور الشباب الأول، ولد في مدينة المحمودية وسافر إلى مدينة الإسماعيلية البعيدة عن مدينته، ليعمل بها مدرسًا، وهناك في هذه البقعة المتنوعة يعلن الشاب الذي كان في بداية العقد الثالث من عمره، إنشاء جماعة دينية اسمها "جماعة الإخوان المسلمين"، هدفها الأسمى هو "استعادة دولة الخلافة"، وكان لهذه الجماعة الدور الأكبر في قسمة المجتمع المصري على خلفية عقائدية، وإلى الآن نعيش في النار التي أوقدتها تلك الجماعة.