الحكومة بين "كلب" الهرم و"حيوانات" أسيوط !
والقصة باختصار أنه وفي أيام النهضة الشاملة في الستينيات اختارت الدولة المصرية العظيمة أسيوط لبناء جامعة كبيرة وعظيمة أشرف عليها عالم جليل هو الدكتور سليمان حزين وتخرج فيها أساتذة ورموز كبيرة في كل المجالات..كان الهدف أن تكون الجامعة نقطة إشعاع علمي وثقافي تنير البيئة المحيطة الممتدة لمحافظات الصعيد..وفي أكبر مدن أسيوط من حيث التعليم والمدنية والعراقة اختارت الدولة أن تؤسس لأول حديقة حيوان في صعيد مصر على مساحة صغيرة على عدة أفدنة لكن كان الهدف أن يكون لأبناء أسيوط والصعيد متنفس للهو البرىء في المناسبات السعيدة..
وبالفعل صارت هدفا للتنزه في الأعياد ويوم شم النسيم وغيره..حديقة جميلة تطل على النيل وعلي شاطئها مراكب صغيرة وكبيرة للرحلات النيلية والحديقة تزينها تماثيل نادرة وتتخللها أقفاص حديدية لحيوانات نادرة جدا..مئات الألوف يقصدونها سنويا وتشد المدارس لها الرحال في نموذج مصغر لحديقة الحيوانات بالجيزة والثالثة التي في الإسكندرية..كان الهدف أيضا أن يشعر المواطن هناك بأن له نفس الحقوق التي لغيره من الناس الأخري التي هناك.. في أروع صور العدل الاجتماعي..
ولأن الحديقة في بلدنا ومسقط رأسنا فوجئنا بعشرات الاتصالات والرسائل والاستغاثات يبلغوننا بأن الهدم يجري للحديقة ومذبحة كبيرة لأشجار نادرة جدا ولا مثيل لها في أي منطقة في مصر..الحجة: بناء محال تجارية تدر دخلا ! والرد: كيف لمحال تجارية تتوغل الإزالة بسببها إلى عشرات الأمتار بداخلها وليس سورها فقط ويتم معها إزالة أقفاص الحيوانات ومعها مئات الأشجار النادرة؟ وأي مال يمكن أن يعود مقابل هذه القيمة الكبيرة ؟ وأي جهة وافقت لهؤلاء بهذه الفوضي؟
الصور لدينا بشعة ومؤلمة وتشي بأخلاق وثقافة المسئولين عن الجريمة.. والغضب هناك يتصاعد وصراحة ـ والي حين تدخل المسئولين.. ندعو الأهالي هناك لحماية الحديقة..والدفاع عنها والتمترس أمام أسوارها ومنع أي يد من الامتداد إليها..أنها لست ملكا لهم وإنما لأجيال قادمة لها أن تعيش في بيئة مناسبة..الاحتجاج السلمي مكفول بالقانون والدفاع عن ممتلكات وإنجازات الشعب المصري واجب يرقي إلى الفريضة..إنها سطوة المال التي تزرع القبح في كل مكان على حساب الجمال..هكذا كان ملخص مسلسل الراية البيضاء الشهير والتي لا يجب أن يرفعها أبناء أبوتيج وكل أهل أسيوط أبدا !