بالفيديو.. تفاصيل الجزء الثاني من تسريبات "الجارديان".. جنوب أفريقيا مركز تجسس الغرب على القارة.. إسرائيل وراء انفصال جنوب السودان.. وعلاقات غامضة تربط بين "كيب تاون" والموساد
بعد أن فضحت وثائق الجارديان المسربة الخلاف بين جهاز المخابرات الإسرائيلي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أمس، كشف الجزء الثاني من الوثائق الذي نشرته الصحيفة اليوم تورط جمهورية جنوب أفريقيا في منظومة التجسس العالمي وتحولها لمركز للتجسس على القارة.
التجسس
وأوضحت الوثائق تحول أفريقيا لمسرح التجسس بالقرن الـ21، عبر بوابة جنوب أفريقيا وذلك بسبب تكثيف معركتها بالمنطقة حول مواردها في الوقت الذي نما فيه الاقتصاد الصيني بشكل كبير وتوسع تواجد الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الغربية الأخرى، السياسي والعسكري، وهو ما يمثل صراعا دوليا جديدا لأفريقيا.
وكشفت الوثائق أن مدينة بريتوريا بجنوب أفريقيا هي مركز التجسس بالقارة والهدف الرئيسي لمنظومة التجسس العالمية، وتضمنت أسماء 78 جاسوسا أجنبيا يعملون لصالح الغرب من داخل هذه المدينة وكافة التفاصيل الخاصة بهم كعناوينهم وأرقام هواتفهم النقالة بالإضافة لـ65 جهاز مخابرات أجنبية تعمل في سرية.
وقالت الجارديان: "إن أمريكا والهند وبريطانيا والسنغال هم أبرز الدول التي تجند جواسيس لها في جنوب أفريقيا"، فيما أوضح مصدر استخباراتي أن المخابرات الجنوب أفريقية تركز عملها على إيران والجماعات الجهادية في ذات الوقت الذي تمد فيه المخابرات الأمريكية بكل ما تريد من معلومات.
وتابعت: "إن أهداف الاستخبارات الأجنبية في أفريقيا لا حصر لها بدءا من التجسس على الجماعات الجهادية وحتى السرقات الاقتصادية والتكنولوجية"، موضحة أن وثيقة مؤرخة بتاريخ ديسمبر 2009 كشفت عمل أجهزة مخابرات أجنبية أبرزها الأمريكية والفرنسية بقوة للوقوف بطريق توسع الدولة في مجال الطاقة النووية وأنه لا يمكن تحديد عملها بسبب تطور العمليات السرية الخاصة التابعة لها.
عزل السودان
وقالت الجارديان: "إن وثيقة أخرى بتاريخ أكتوبر 2009 كشفت وكالة الاستخبارات الوطنية بجنوب أفريقيا عمل نظيرتها الإسرائيلية بقوة على تطويق وعزل السودان وتذكية التمرد الداخلي على أن يقوم أعضاء وفد إسرائيلي بقيادة أفيجدور ليبرمان وزير خارجيتهم، بتسهيل إبرام عقود لتدريب مليشيات في أفريقيا".
ولم تتمكن الجارديان من تحديد علاقة وكالة الاستخبارات الوطنية الجنوب أفريقية بدقة مع نظيرتها الإسرائيلية، واتسمت علاقتهما بالاختلاط وكانت وثيقة في عهد الفصل العنصري ومتباعدة في بداية حكم المؤتمر الوطني الأفريقي وغامضة خلال السنوات القليلة الماضية.
وأكدت الجارديان أن طبيعة أجهزة أمن جنوب أفريقيا المسامية هي سبب تحولها لبؤرة جذب للمخابرات الغربية بالإضافة لوجود الكثير من نقاط الضعف الأمنية في حكومتها، موضحة أن الوثيقة قالت: "الحكومات الأجنبية وأجهزة مخابراتها تسعى إلى إضعاف الدولة الجنوب أفريقية وتقويض سيادتها".
وأضاف مصدر مخابراتي رفيع المستوى لصحيفة الجارديان البريطانية أن وكالة الاستخبارات الوطنية بجنوب أفريقيا تشهد انشقاقات داخلية، ما سهل اختراقها بشكل كامل من قبل وكالات أجنبية، وكشفت الوثائق عن مؤامرة اغتيال بإثيوبيا لنكوسازانا دلاميني، السياسي الجنوب أفريقي، بعد أيام من توليه رئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي عام 2012.