رئيس التحرير
عصام كامل

"الأوسكار" أسقط أوباما بالإفك والاعتقال


"نكتة" الموسم بصراحة أن تميم "راعي الإرهاب والخيانة"، دعا أوباما للعمل سويا لإنقاذ الشرق الأوسط من الانهيار، و"الأنكت" أن أوباما "الماسوني راعي التآمر"، ترك مصائب وفضائح الولايات المتحدة وطالب بالإفراج عن علاء عبد الفتاح صاحب مقولة "هنوقع مصر بالقصد".


لن أتطرق اليوم إلى تميم ودويلة قطر الإرهابية، إذ يكفي مؤقتا فضائح يومية يكشفها الإعلام المصري.. لكن أتوقف عند أوباما الذي يطالب بالتسامح واحتواء المتطرفين وتوفير حياة كريمة لهم حتى نقضي على الإرهاب!!.. إذا كان هذا منطق وفكر أمريكا، فلماذا يسعى أوباما وهو "بطة عرجاء" إلى تفويض جديد لقتال "داعش"، ولماذا لا يبادر باحتوائهم في بلده، حيث الديمقراطية وحقوق الإنسان كما يدعي؟!

أوباما المتردد والمرتبك، احترف الإفك والتدليس، وقد حاولت الأجهزة الأمريكية تخليصه من العقد النفسية دون جدوى، والنتيجة فشل تلو الآخر و"صفعات" من حكام أقوياء أصحاب قرار.. ومع تراجع الدور الأمريكي عالميا وتنامي أكاذيبه داخليا أتته الصفعات من مؤسسات دعمته حتى يكون جديرا بالحكم.

نعلم أن "هوليوود" تشكل أفكار العالم وتغير قناعاته بما تنتجه سينمائيا.. وقد أدركت عاصمة السينما ارتباك وتردد أوباما وتأثيره السلبي على مكانة أمريكا، فسعت إلى دعمه ومنحه الثقة، عبر تكثيف إنتاج أفلام كبيرة عن السود وإبراز دورهم المجتمعي، ودأبت خلال السنوات الماضية على ترشيح أفلام السود لجوائز "أوسكار" باعتبارها منتهى طموح النجوم في العالم كله، كان بعضهم يفوز والآخر يكفيه شرف الترشح والمنافسة، وأمام تراجع الدور الأمريكي على كافة الأصعدة ذهبت الجوائز الكبرى إلى أفلام بريطانية وفرنسية ومكسيكية، إلى أن توج العام الماضي فيلم "12 عاما من العبودية" بأهم وأبرز جوائز "الأوسكار"، ومع ذلك لم تتغير سياسة أوباما وازداد الوضع الأمريكي سوءا.

هنا انقلب السحر على الساحر، وأدركت "أكاديمية علوم وفنون السينما" المانحة للأوسكار، أن أوباما حالة ميئوس منها فرفعت عنه الغطاء، ولأول مرة منذ سنوات تخلو ترشيحات جوائز التمثيل من السود، ولم يحظ فيلم "سيلما" حول نضال الزعيم مارتن لوثر كينج، ضد التمييز العنصري إلا بالترشح في فئتين، ليرد السود بهاشتاج "أوسكار أكثر بياضا".. وفي حفل "الأوسكار" قبل يومين عمدت الأكاديمية إلى تعرية أوباما وكشف الإفك والتضليل بشأن شعارات المساواة وحقوق الإنسان والديمقراطية.

بدأ الحفل بانتقاد من مقدم الحفل نيل باتريك هاريس للعنصرية الأمريكية، وخلو الترشيحات من الأقلية العرقية بقوله "الليلة نكرم أفضل وأبيض نجوم هوليوود، آسف أقصد ألمع".. وقد سعى باتريك هاريس إلى تحقيق مشاهدة عالية مثلما نجحت إلين ديجنيريس العام الماضي في استعادة التألق الغائب عن الحفل في السنوات الأخيرة، لكن دعابات هاريس لم تلق الإعجاب، وزاد "الطين بلة" بإطلالته على المسرح عاريا إلا من "البوكسر"، وواكب سقوط باتريك والحفل في فخ الابتذال، تدشين هاشتاج عاجل يدعو إلى الاستعانة بالإعلامية الكوميدية إلين ديجينريس.

ومع إعلان فوز فيلم "سيلما" بجائزة أفضل أغنية أصلية عن "غلوري"، وقف الحضور مصفقا عندما تسلم الجائزة المغني الأسمر جون ليجند، الذي تمكن من إبكاء الكثيرين بقوله: إن الحقوق المدنية للسود التي ناضل من أجلها قبل خمسين عاما أبطال فيلم "سيلما" باتت مهددة اليوم.. فالحقيقة أننا "نعيش في بلد يضم أكبر عدد من المعتقلين في العالم، حتى أن الرجال السود وراء القضبان عددهم حاليا أكثر من عدد العبيد في العام 1850".

ودعت باتريشيا أركيت، الفائزة بأوسكار أفضل ممثلة مساعدة "إلى المساواة الفعلية في الأجر بين النساء والرجال في أمريكا؛ لأننا "ناضلنا من أجل مساواة في الحقوق للجميع".. ثم صفعت الأكاديمية أوباما مجددا بمنح جائزة أفضل فيلم وثائقي إلى "ستيزن فور" حول مستشار الاستخبارات إدوارد سنودن، الذي سرب وثائق رسمية كشفت حجم التنصت الأمريكي على العالم.

الجميع انقلب على أوباما وعرف حقيقته، فهل يتدارك ويصحح المسار أم يتمادى ويتسبب في سقوط أمريكا بشكل تام؟!
الجريدة الرسمية